50 ألفا فروا إلى “الدبة”.. البرهان يتفقد ويواسي نازحي الفاشر في (الدبة)
زار رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، ظهر اليوم السبت، مخيم النازحين من مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، الذين نزحوا إلى منطقة العفاض في محلية الدبة بالولاية الشمالية.
وفي وقت سابق كشف وزير التنمية الاجتماعية السوداني معتصم أحمد صالح، أن نحو 50 ألف نازح وصلوا من مدينة الفاشر والمناطق المحيطة إلى محلية الدبة بالولاية الشمالية، وهم بحاجة لرعاية ومساعدات.
وقال وزير الموارد البشرية، خلال مؤتمر صحفي، اليوم، إن “جرائم الفاشر لا يمكن تصورها وعشرات الآلاف راحوا ضحايا لميليشيا الدعم السريع”.
النازحون من الفاشر
ورصدت “كاميرا” الجزيرة مباشر، أوضاع النازحين السودانيين الفارين من مدينة الفاشر إلى محلية الدبة، شمالي السودان، الموجودين حاليا بمخيم (قطر الخير) في منطقة “العفاض” بمحلية الدبّة بالولاية الشمالية.
ومدينة الفاشر هي عاصمة ولاية شمال دارفور، وتقع في الشمال الغربي لإقليم دارفور وهي أهم مدن الإقليم، وأعلنت قوات الدعم السريع أواخر الشهر المنصرم سيطرتها على مقر الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني ثم أكدت سيطرتها على إقليم دارفور بالكامل، الذي يشكل ثلث مساحة السودان تقريبا.
“الجوع وسط القصف”
وقال بعض النازحين إنهم خرجوا من الفاشر في رحلة نزوح شاقة، وأشاروا إلى انتهاكات حدثت بعد دخول الدعم السريع من حالات اغتصاب وانتهاكات أخرى.
وقالت إحدى النازحات إن الحياة في مدينة الفاشر كانت صعبة جدا بسبب الحصار الذي فرضته مليشيا الدعم السريع على المدينة وانعدام الغذاء ما اضطر الناس إلى أكل علف الحيوانات.
وقالت نازحة أخرى إنها تعرضت للإصابة، كما أن ابنها مفقود في الفاشر، وأسرتها كذلك لا تعرف مكانها بعد أن نزحوا إلى بلدة طويلة، وقالت باكية إنها قدمت مع ابنتها إلى الدبة وكل أسرتها مفقودة لا تعرف مكانهم.
“أسلحة كبيرة تضرب الناس”
وتحدثت نازحة أخرى وقالت إنها قدمت من الفاشر الأسبوع الماضي، وذكرت أنها استقلت وسيلة ترحيل، ولكن كان الثمن الذي دفعته أجرة للسيارة، كبير جدا وأنها استدانت لتحقيق هذا.
نعم، ابقني مطلعا
وتحدثت النازحة عن الوضع الصعب في المدينة، وذكرت أنواع الأسلحة التي كانت تضرب بها وقالت إنها أسلحة كبيرة الحجم، وإن سقوط القذائف أدى إلى مقتل العديد من المدنيين، وبعضهم كان يجمع أشلاء في “شوالات” لدفنهم.
كما تحدثت النازحة عن مشاهد محزنة صادفتها في رحلة النزوح، وقالت إنها رأت امرأة مقتولة وكان لها طفل رضيع يرقد قربها وتحدثت كذلك عن شاب أخذ جنود الدعم السريع بضاعته وقاموا بقتله وتركوه ملقى.
“احتياجات النازحين كبيرة”
وفي وقت سابق أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في السودان، أن احتياجات النازحين من مدينة الفاشر إلى منطقة طويلة بشمال دارفور غربي البلاد تزداد بوتيرة تفوق الموارد المتاحة.
وقالت على منصة “إكس” بأنه “في طويلة تصل العائلات الهاربة من العنف في الفاشر وهي منهكة وجائعة وتحتاج إلى رعاية عاجلة.. غير أن الاحتياجات تتزايد بوتيرة تفوق الموارد المتاحة”.
وفي السياق أعلنت منظمة الهجرة الدولية، الأربعاء، نزوح 81 ألفا و817 شخصا من مدينة الفاشر ومحيطها منذ 26 أكتوبر الماضي، وأشارت إلى أن معظم النازحين لا يزالون داخل محلية الفاشر، بينما نزح عدد أقل إلى محليات أخرى في شمال دارفور.