اللا (اتحاد الافريقي).. وكيل الامبريالية

 

علي عسكوري

*لم يترك الرئيس برهان بانتقاده الواضح الصريح و القوي الذي وجهه ل (اللا اتحاد الافريقي) في لقائه بوفده  فرصة لمستزيد, وانتهي الرئيس بتأكيده ان لا حاجة لبلادنا بمنظمات لا تهتم بقضايا بلادنا وما وقع على شعبنا من غزو (ما تلزمنا)

*لقد عبر السيد الرئيس عن شعبه بصورة استجمعت خيبة المواطنيين فيما كانوا يعتقدون انه مؤسسة قارية مملوكة للافارقة، ولكن النوائب تكشف المستخبي. لقد خسر اللا اتحاد افريقي شعبا كان يمكن ان يدخره عندما تدور الدائرة على الاخرين، بدلا عن ذلك اختار ان يطعن شعبنا في ظهرة في وقت كنا في امس الحاجة لدعمه ومؤازرته.

من أهم الحقائق التي كشفتها حرب السودان الحالية عمالة اللا اتحاد افريقي للامبريالية وعمله كقواد لها ضد الشعوب الافريقية. فمن واقع الحال و تفاصيل الممارسة اصبح اللا اتحاد افريقي تحت السيد موسى فكي يمارس القوادة السياسية للامبريالية علنا ويناقض اهدافه التى انشىء من اجلها خاصة رفض التدخل الأجنبي في القارة.

*صمت (اللا اتحاد افريقي) على تدخل الإمارات في بلادنا لا يعن شيئا سوى مشاركته في المؤامرة بالتواطؤ, فرغم كل الوثائق والشواهد والبينات التى اكدت على تورط الامارات في غزو بلادنا فشل اللا اتحاد افريقي في اصدار بيان يدين فيه الإمارات ويطالبها بوقف تدخلها في القارة الافريقية وشنها الحرب على بلادنا بتوفير السلاح والذخيرة و اللوجستك والمرتزقة, وكنت قد طالبتهم في اكثر من لقاء مباشر معهم باصدار بيان ضد الامارات يطالبها بوقف تدخلها في السودان، لكنهم لم يفعلوا ولن يفعلوا، فرنيين الدنانير اقوى من صرخات المغتصبات.

*لقد أصبح الفساد وشراء الذمم عنوانا بارزا لمسؤولي اللا اتحاد، وبالطبع فمحفظة الإمارات مكتنزة لشراء صمت المؤسسة التى تلزمها وثيقتها التأسيسية الدفاع عن دول ومواطني القارة وحماية مصالحهم وحقهم في الحياة.

*ترى بماذا يمكننا أن نفسر صمت (اللا اتحاد افريقي) عن تدخل الإمارات في غزو السودان.

*من في المفوضية قبض الثمن.

*لا أدري لماذا نهتم بزيارات مسؤولي (اللا اتحاد افريقي) لبلادنا ونسمح لهم بلقاء قيادات الدولة

*في الأصل هؤلاء موظفون عموميون لا يملكون من أمرهم شيئا (لا يهشوا ولا ينشوا) وأصبح دور أغلبهم مقتصرا على قبض الرشا وممارسة الصمت حتى اصبحت المؤسسة جملا من الطين وفقدت احترام الشعوب الافريقية قاطبة بعد ان اتضح للجميع ان الكثير من قياداتها فاسدين.

*وكنت آمل ألا تتم لهم الموافقة بزيارة بلادنا ابتداء خاصة وانهم كموظفين عموميين قاموا بتجميد عضوية بلادنا في تصرف مدفوع الثمن ومستفز, أما في حالة تقدير أي مصلحة في الزيارة فالصحيح أن تقتصر لقاءاتهم على وكيل الخارجية ومن دونه.

*من الضروري أن نذكر هنا أن أحد أهم الأسباب التي دفعت بريطانيا للخروج من الاتحاد الاوروبي هى سلطة الموظفيين العمومين غير المنتخبين في لجنة الاتحاد الاوروبي على حكومات منتخبة, إدعي قادة المملكة المتحدة أن ليس بوسعهم القبول وهم منتخبين بسلطة موظفيين عمومين على بلادهم وسياساتها. هذه النقطة الجوهرية التى تسببت في خروج بريطانيا منن الاتحاد، بالطبع لن يقبل الانجليز سلطة موظفين عمومين من المانيا وفرنسا على بلادهم والتاريخ بين هذه الدول يحتشد بالكثير.

*الآن يمنح (اللا اتحاد افريقي) موظفين عموميين سلطة كبيرة على الدول تمس سيادتها وقراراتها المصيرية, و بصرف النظر عن الانظمة الحاكمة في الدول الافريقية يجب ألا يمنح موظفون عموميون سلطة على أي دولة ذات سيادة, وها نحن نرى الآن ومن واقع تجربتنا في هذه الحرب كيف استغل أولئك الموظفون السلطة واتخذوا منها مطية لمن يدفع معتقدين أن بامكانهم أن يقرروا للشعوب ما تفعل وما لا تفعل,  لكل ذلك فقد أصبح من الضروري نزع سلطة تجميد عضوية الدول  من مفوضية اللا اتحاد  The Commission وتحويلها لمجلس الرؤساء  The Assembly  ليقرر فيها في اجتماع خاص بذلك، وذلك حتى نخرج من اعطاء موظفين عموميين سلطة لا يستحقونها استغلوها كثيرا ومارسوا بها فسادا غير مسبوق مع واجهات الامبريالية.

*يمكننا إضافة  لأعلاه وما ذكرنا من تواطئه مع الامبريالية والفساد يمارس اللاتحاد التناقض في معاييره ويتنكر لضوابطه, فوثائق الاتحاد تقول أن من يشارك في إدارة فترة انتقالية لا يحق له المشاركة في الانتخابات التي تليها, إلا أن (اللا اتحاد) سرعان ما تنكر لذلك عندما جاء الدور على دولة توظفها الإمارات في حربها على السودان.

*سمح الاتحاد كما يعلم الجميع للرئيس التشادي محمد ديبي بالترشح والفوز بانتخابات مضروبة اعترف اللا اتحاد بها وواصلت دولة تشاد عضويتها في (اللا اتحاد) وكأن شيئا لم يحدث, حقيقة مال الامارات يفعل السحر! بينما اللا اتحاد يفعل ذلك علنا، نجده  يرفض في ذات الوقت لقادة النيجر ومالى الترشح في الانتخابات القادمة. هذا التناقض السافر يؤكد مرة اخري حجم شراء الذمم الذى مارسته الامارات بين موظفي المفوضية فتنكروا لما كتبوه بأيديهم.

*مثل هذا التناقض واختلال المعايير هو ما جعل الافارقة جميعا يسخرون من هذه المهزلة التي تسمى بالاتحاد الافريقي

نشير إلى أن اللا اتحاد الافريقي يرفض- كما يكرر دائما – التدخل الخارجي في افريقيا كما تقول وثائقه. ففي البيان رقم

PSC/PR/COMM.1168 (2023)  الصادر عن مجلس السلم والامن الافريقي  بتاريخ

١٤ اغسطس ٢٠٢٣ الخاص بدولة النيجر جاء في البند (١٤) ما يلي:

Strongly  rejects  any  external  interference  by  any  actor  or  any  country  outside  the  Continent in  the  peace  and  security  affairs in  Africa including  engagements by  private  military  companies in the continent  in line  with the  1977  OAU  Convention  for the  Elimination  of  Mercenarism  in  Africa.

*صدر هذا البيان الذي يرفض بوضوح التدخل الخارجي في افريقيا بعد أربعة اشهر من اندلاع الحرب في بلادنا، رغم ذلك لم يصدر (اللا اتحاد )حتى اليوم بيانا يرفض فيه تدخل الإمارات المثبت في بلادنا, وكأن الإمارات منطقة تقع جنوب (شنقلي طوباية), ترى كم دفعت الإمارات من أموال لشراء صمت المفوضية.

*أخيرا تمنح المادة (٣١) من الوثيقة التأسيسية للاتحاد الحق لأي دولة ترغب في الانسحاب من الاتحاد ممارسة ذلك الحق.

*الآن و بعد كل التآمر والفساد الذي مارسه (اللا اتحاد الافريقي) في حق بلادنا وصمته على الغزو الخارجي أرى إنه من الأكرم لنا أن نقدم طلبا للانسحاب من هذه المؤسسة الفاسدة (لا يجونا ولا نمشي ليهم) وليذهبوا ويمارسوا فسادهم و (خيارهم وفقوسهم) مع دول اخرى ولا حاجة لنا بوكيل للامبريالية إذ بوسعنا التعامل مع الامبريالية مباشرة

*أعتقد أن لا حاجة لشعبنا ولبلادنا أن نكون عضوا في مؤسسة فاسدة بقيادة مرتشية حولتها وكيلا وقوادا  للامبريالية

هذه الأرض لنا