حضور لافت للبائعات السودانيات.. سوق (المسمط) فيصل … شارع بملامح سودانية
القاهرة – حنان كشة:
عندما تلج إلى سوق المسمط بشارع الملكة بمدينة فيصل في العاصمة المصرية القاهرة, يتبادر إلى ذهنك إنك وسط مدينة سودانية أو تتجول في إحدى الأسواق الشعبية بالعاصمة الخرطوم , إمراة تجلس على جانب الطريق تضع ( صينية ) تتوسطها الدكوة , الويكة , الشطة , زيت السمسم , الكسرة وغيرها من الاشياء السودانية, وأخرى على مقربة منها تبيع (الطواقي) السودانية.
على طول شارع ( علي عبدالنبي ) المتفرع من شارع الملكة الرئيسي تجلس نساء سودانيات على جانبي الطريق يبعن ما تيسر لهن من سلع ومنتجات يمكن أن تعينهن على قضاء حوائج الأسر التي يعولونها,
الايفاء ببعض الإلتزامات:
تقول الحاجة ( ع .م) إحدى البايعات في سوق (المسمط),منذ قدومي إلى مصر سكنت في مدينة (فيصل) وتحديدا بالقرب من سوق (المسمط) الكائن بشارع الملكة, فوجدت نساء كثيرات يعملن في السوق وعندما سألتهن عن كيفية العمل وهل من عقبات تواجههن أكدن إنهن يجدن معاملة طيبة من التجار وأصحاب المحال المنتشرة على طول الطريق, واضافت في حديثها للصحيفة, قررت بعدها شراء بعض المنتجات السودانية البسيطة وبيعها للسودانيين الذين يفضلون كل ماهو سوداني عما سواه , وبالفعل بدأت مسيرتي حيث أعمل منذ الصباح الباكر وحتى صلاة العشاء, لكن ذروة العمل وأفضل الأوقات التي يتخيرها الزبائن للشراء تكون بعد صلاة الظهر وحتى صلاة المغرب , لذلك الحرص على التواجد بانتظام في تلك الفترة من اليوم.
وأشارت إلى أن المبالغ التي تحصل عليها من عائد تجارتها تساعدها في الايفاء ببعض الإلتزامات الأساسية التي يحتاجها أولادها الأطفال,حيث أنها كما قالت انفصلت عن زوجها منذ فترة وترك لها مجموعة من الأطفال لتواجه مصيراً صعبا
كل زول بي همو:
أمراة سودانية أخرى تفترش بعض البضائع سألتها عن سير تجارتها ورفيقاتها في السوق ومعاملة الناس معهم, قالت: ( هنا يا بتي كل زول بي همو, زول بشتغل بيك مافي ) حتى وإن كان من أهلك, طبيعة الناس اختلفت وتغيرت عما نشأنا وتربينا عليه من قيم التكافل والتعاضد.
وأشارت إلى أن غالبية المشتغلات بالسوق يعلن أسرهن, إن لم يكن بشكل كامل فهن يتعاوننه مع اهاليهن في تسيير أحوال الأسرة .
من المحررة :
ما بين بيع الكسرة , الدكوة , والعطور السودانية والعمل كبائعات في بعض المحال تثبت المرأة السودانية أنها على قدر المسؤلية والتحدي وأنها تساهم مع الرجل في تجاوز مرحلة حرجة من عمر الأسر السودانية التي وجدت نفسها بلا مأوى أو عائل أو سكن بعد الحرب التي ألقت بظلالها السالبة على كل فئات ومكونات المجتمع السوداني.