
جبر الخواطر
صمت الكلام_ فائزة إدريس
*من غير تفكير وبلا شك لم تُجبر العديد من الخواطر من جراء الظروف السيئة التي لحقت بالناس خلال الحرب اللعينة، فجبر الخاطر هوخلق من مكارم الأخلاق ونبلها يتحلى به بعض الأفراد يطلق عليهم حين يفعلون ذلك العمل بجباري الخواطر ونتيجة لذلك الفعل أي جبر خواطر الناس تسري وتنتاب حزمة من الأحاسيس والمشاعر الطيبة في دواخل من تمّ جبر خواطرهم، وقد يكون جبر الخاطر بعمل ما قام أحدهم بفعله، أوحديث صدر من أحدهم نتج عنه ذاك الشعور بالجبر للشخص المعنى.
*وجبر الخاطر ليس بالأمر (الهين) ويسير فهو له تأثير عظيم في نفوس الناس ويسري في وجدانهم إحساس بالرضا والتقدير والإعزاز لمن جبر بخواطرهم، فمن أقوال الإمام سفيان الثوري: ما رأيت عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه مثل جبر خاطر أخيه المسلم.فهذا يشير إلى أن لجبر الخاطر مكانة كبيرة عند الله سبحانه وتعالى، ووضع في مصاف العبادات، لما له من أهمية قصوى ولما يتركه من أثر طيب في الدواخل.
*وقال نجيب محفوظ عن جبر الخاطر:( وحين يسألونك عن أعظم الأعمال الإنسانية حدثهم عن جبر الخواطر) فهو بالفعل عمل عظيم لما يترتب عليه من نتائج معنوية باهرة في النفوس.
*فالكلمة الطيبة، والقول الحسن، وعدم جرح مشاعر الآخرين جبر خاطر، فهذه الثلاثية مكملة لبعضها البعض في تضميد جراح الغير إن كانت هنالك جروح فهي كالبلسم الشافي ، وإن لم تكن فهي خلق ينم عن سمو النفس وعزتها وكِبر قلب يمتلئ بأحاسيس العطف والحنان، وصفاء أعماق وبياضها ورجاحة عقل ورزانته.
*وكذلك يدخل في دائرة جبر الخاطر، قضاء مصالح الناس وحوائجهم ومساعدتهم أياً كانت نوعية المساعدة، وتفقد أحوالهم وزيارتهم من وقت لآخر فهذه الأفعال لها وقع طيب وأثر جميل في الوجدان.
*والشخص الذي غايته جبر خواطر الناس، هو شخص يتمتع بأخلاق كريمة حسنة وخصال طيبة، يتوشح بالتهذيب ولباقة الكلام، يهتم بشئون الغير ويتملكه الحياء من أن يكسر خاطر أحد منهم فهو ديمة تسكب بهاء خصالها على الناس لتجبر خواطرهم.
نهاية المداد
عشان خاطرنا خلي عيونك الحلوات تخاصمنا
ولما تمري أبقي أقيفي واسألي عن مشاعرنا
(مصطفى سند)