بيني وبين الشيخ الأمين

واحة المنصة

يكتبها اليوم

حسن فضل المولى

*لا أخفي أنني أطوي جوانحي على على ودٍ له و تقدير وبيننا ( مِلِح و مُلاح ),ذلك أنني منذ أن عرفته ، و ثلاثة عقود مضين ، كنت لا أنقطع عنه و لا يحتجب عني, و مع أن له ( طريقته )، ولي ( طريقي ) ، و له ( قناعاته ) ولي ( قناعاتي)، وله ( رؤاهُ ) ، ولي ( رؤايَّ ) ، و له (غزْلُهُ )، ولي ( غَزْلي ) .. إلا أنني ، و هو، تجمع بيننا آصرة يجد فيها كل منا ما يجذبه للآخر، فآنس إليه و يأنس إلي َّ.. لكن .. هو يسلك طريقاً تنوشه فيه ( العواصف ) و ( القواصف ) ..و أنا ألتمس طريقاً اتجافى فيه عن ( العواصف ) و ( القواصف ),و لكلٍ أسبابه و مقاصده .. كان يترأى لي دائماً أنه ، بين محب مُفرط و مبغض مفرط .. فمحبوه يُفْرِطُون في حبه ، وشانئوه يُفْرِطون في بغضه .. و هو بين هؤلاء وأولئك يمضي في طريق يُكابد صعابه ، و ينعم بأطايبه .. و أشهد له ..في كل مرة تناجيه أو تناديه أو تُلجئك إليه ضرورة ، تجده ملبياً حاضراً ، و بأسرع مما تتوقع و ترجو ، حتى تحتار ، متي ينام الرجل ، و متى يشغله عن العالمين شاغل , و كان لا يمضي وقت طويل ، حتى تلقاه في غاية السعادة وهو يجمع أحبابه و أصفياءه، و أصدقاءه، و معارفه، من كل لون و طيف، و يظل واقفاً على رؤسهم، يخفُّ لخدمتهم حافياً، يُطعِمُ ذاك ، و يلاطف هذا، و يحتفي بتلك، و كلٌ يظن أنه الأقرب إليه و الأدنى منه .. و يُغدِقُ على آذانهم حلوَ التطريب و الترويح ، فينفض سامر القوم ، و بهم محبة له و تقدير .. عندما يُقْبِل عليك ، يُقْبِل كلَّه لا بعضه، و يغمرك بفيوض من البشاشة و اللطف و عذب الحديث .. و أنت معه لا تجد حرَجاً في أن تأخذ منه و تَرُد .. تُخَطِّئه أو تُقِرُه .. تقترب منه أو تحتفظ بمسافة .. و رغم ( الهالة ) التي تلفه إلا أنه ، بسيط ، و تلقائي ، وعفوي ، وحبوب .. ولكنه ( شَرِسٌ ) أحياناً .. و ( مسيده)، في كل وقتٍ، حافل ( بشموسٍ ) و( أقمارَ ) و( نجومٍ ) من الشباب والشابات، الذين هم في منزلة ( إخوان صفاء ، و خلان وفاء ) ..يُقيمون الصلاة جماعة ، و يصلون على الرسول ﷺ ، فُرادى و جماعة، و يتسابقون إلى إكرام الضيف مثنى و ثلاثة و جماعة.. و هو في ذلك ، له فضل في استقامة كثير من الشباب، إذ أن منهجه أن يقبلك على عِلاتِك ، و أوجه قصورك ، ثم يتدرج بك شيئاً فشيئاً ، حتى تُقلعَ عما يشين ، و تُقبل على ما يزين ، في مراقي الهداية .. و هو في ذلك يرى أن المُنحرف أولى باهتمامه و رعايته من الحنيف .. هذا ما شهدته ، ويلزمني أن أشهد به .. و السلام.