تعرف على ما كشفه مسؤول بخصوص الحملات الموسمية في (غابة السنط)!!

قلل المدير العام السابق للهيئة القومية للغابات عبد العظيم ميرغني مما أسماه الحملات الموسمية للشرطة لحماية غابة “السنط” بالخرطوم من أنشطة الحرق والاتلاف والقطع الجائر.
وأفادت تقارير صحفية بتعرض غابة السنط القريبة من مقرن النيلين بالخرطوم لعمليات قطع جائر تهدد الغابة التي تعد مهمة للتوازن البيئي في العاصمة السودانية.
وقال عبد العظيم ميرغني لـ(سودان تربيون) إنه لا ينبغي تجاهل الغابات، كما أن حماية غابة السنط لا يمكن أن يتحقق عبر حملات موسمية فقط، بل تتطلب سياسات كبرى مستدامة تقوم على رؤية شاملة تدمج ما بين الحماية البيئية والتطوير الحضري المسؤول، والإدارة الفنية المؤسسية.
وأثنى ميرغني على الجهود المبذولة من الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية لحماية غابة السنط من التعديات المتكررة.
واعتبر أن ضبط المتورطين ومصادرة الأدوات المستخدمة في القطع الجائر خطوة ضرورية لبسط هيبة القانون، وحماية ما تبقى من هذا الإرث البيئي العظيم.
وتابع قائلا :خلال تجربتي السابقة ضمن الهيئة ، عملنا وفق تصور متكامل لحماية الغابات بالتعاون مع القوات النظامية، خاصة الشرطة، حيث نُفّذت حملات مشتركة لمكافحة التعديات وفتح مسارات داخل الغابات لتسهيل المراقبة”.
وأضاف “أما من حيث البعد الاستراتيجي، فقد شهدت غابة السنط على مدى أكثر من عقدين محاولات تطوير جادة لتحويلها إلى نموذج حضري بيئي مستدام يجمع بين الحماية والاستثمار الرشيد.
وتنوّعت هذه المبادرات بين مقترحات من شركات وطنية وإقليمية (مثل تاور، بدور سيم، مجموعة برايم، ودال) لبناء منتجعات ومرافق خدمية، ودراسات تخطيطية من جهات رسمية كمركز التنمية الحضرية وهيئة تطوير ولاية الخرطوم.
وذكر ميرغني أن هذه الدراسات تبنت مبدأ التوازن بين الاستغلال المحدود (لا يتجاوز 20%) والمساحات الخضراء المحمية (80%).
ووصف غابة السنط برئة حضرية للخرطوم، وركيزة من ركائز التوازن المناخي، وذاكرة بيئية وثقافية للعاصمة، كما يمكن أن تصبح مستقبلاً مدرسة بيئية مفتوحة إن أُحسِن استثمارها.
وأشار إلى أن المطلوب اليوم ليس فقط فرض القانون عبر المداهمات، بل تفعيل رؤية متكاملة لتأهيل الغابة وتطويرها، تُدار عبر شراكة بين الجهات الفنية والأمنية والتخطيطية والمجتمعات المحلية، حتى لا تظل غابة السنط ضحية دائمة للتهميش والإهمال والتعدي.