آخر الأخبار

وحديث إن لم نقله .. أوشك كامل أن يقوله

  • زيارة مصر جسر العبور للخارج للمسؤولين فى السودان


ولأن العلاقة أزلية وشعبية تتجاوز الحكومات الى الشعوب منذ فجر التاريخ ولأن معظم أفراد الشعب المصري مقتنعون بأننا دولة واحدة عمل الاستعمار على فصله رغما عن رغبة شعبه ولأن أحزابا من البلدين مازالت تؤمن بوحدة وادى النيل ومازالت محاولات الوحدة بمسمياتها المختلفة مستمرة وفق الاتفاقيات :التكامل , الإخاء . اللجان المشتركة . بل وصلنا فى عهد نميري لبرلمان وادي النيل والدخول بالبطاقات بدلا من الجوازات . واختلط الدم المصري والسوداني فى حروب يونيو واكتوبر وكانت قمة الخرطوم فى 1967 المنقذ للوحدة العربية والداعم لمصر والملاذ والظهير الآمن لها على الدوام .
أما مصر فهى الوجهة الدائمة لأبناء الشعب السوداني يدخلونها بسلام آمنين دون استئذان وترحاب واحتضان من الشعب المصري لاخوتهم من السودان وكل الخدمات متاحة لهم ، التعليم من الحقبة السنارية فى الأزهر الشريف حتى الجامعات فى كل العهود والعلاج فى كل المستشفيات مثلهم مثل المواطن المصري وللإقامة لفترات طويلة وأجيال ولدت وعاشت واختلطت بهم .
حتى جاءت هذه الحرب اللعينة وتدفق الآلاف من السودانيين بكل الطرق عاشوا بينهم كمواطنين يتلقون نفس الخدمات بكل ترحاب دون تمييز أو ضيق وكلما اشتكى سوداني من مشكلة سارعت السلطات لحلها بالطبع فى إطار القانون .الشاهد وباختصار كانت وظلت مصر اخت بلادي .
تقليد مقدس


ولهذا أصبح تقليدا مقدسا أن يبدأ أي رئيس سوداني زياراته الخارجية بمصر ولأنها المعبر للخارج ولأنها الشقيق الأكبر المستقر والناصح لكل حاكم جديد .
جاء البروف كامل ادريس رئيس الوزراء المدنى الجديد والمعول عليه كثيرا فى الانتقال بالسودان فى الفترة الانتقالية الى الحكم المدني ولهذا حمل معه رسائل هامة اولها شكر مصر معبرا عن جموع الشعب السودانى الشاكر لوقفة مصر الشجاعة الداعمة للسودانيين بالاستضافة والدعم فى المحافل الدولية , والأمل فى تواصل دعمها حتى يكتمل تحرير دارفور من دنس المليشيا وأعوانها .
ويأتى دورها فى إعادة الإعمار فهى الاقرب والاحق والاصدق فى تنفيذ خطة اعادة الاعمار وقد بدأت بتنشيط اللجان المشتركة .
الرئيس السيسى استقبل رئيس الوزراء السودانى بعد وصوله مباشرة وقد أكد له موقف مصر الثابت الداعم للسودان ووحدته ومؤسساته القومية ورفضه لأي تدخلات أجنبية والحكومة الموازية كان هذا تمهيدا للاجتماع المشترك مع رئيس الوزراء والذى ناقش كافة التفاصيل والتى لخصت فى البيان المشترك الذى أعلن فى المؤتمر الصحفى لرئيس الوزراء المصري والسوداني .
الزيارة كانت قصيرة ولهذا برنامجها كان ضاغطا ورغم ذلك استطاع رئيس الوزراء ان يغطى البرنامج بكامله فلقد زار السيد محمد عثمان الميرغنى فى مقر إقامته وكانت هذه زيارة مهمة جدا لأحد رموز السودان الدينية والسياسية .
السفارة أعدت برنامجا حافلا فى مقر السفير بالمعادى إذ نظمت لقاءا جامعا لرموز المجتمع السوداني الموجودين بمصر ممثلين لقطاعات المجتمع من رجال أعمال وطرق صوفية وممثلين للجالية السودانية والفنانين والإعلاميين والصحفيين ورموز سياسية ومجتمعية
اللقاء كان من المفترض ان يكون فى الثامنة والنصف مساء من يوم الخميس إلا انه تأخر الى العاشرة مساء بسبب تداخل البرامج وتأخر حضور رئيس الوزراء
خاطب اللقاء االفريق عماد عدوى سفير السودان فى مصر وقدم ملخصا لقضايا السودانيين فى مصر والحلول والمشكلات التى مازالت قائمة .
تحدث رئيس الوزراء قليلا وبين ان السلطات المصرية على اعلى مستوياتها قد تجاوبت مع الاجندة المطروحة فى الاجتماعات وتفعيل اللجان المشاركة لتنفيذ ما اتفق عليه .
المؤتمر الصحفى
وصلتنا الدعوة من السفارة السودانية بالقاهرة لحضور اللقاء المذكور وعلمنا أن رئيس الوزراء سيلتقى بمجموعة من الصحفيين فى لقاء تفاكري لمدة ساعتين وكما ذكرت آنفا اختلط البرنامج وتأخر اللقاء الى الحادية عشر مساء وللأسف ابان السفير فى أول اللقاء بأن رئيس الوزراء له ارتباطات اخرى ولذلك سيكون اللقاء قصيرا ورغم ذلك استطاع الصحفيون ان ينتزعوا منه اجابات على اسئلة حائرة ابرزها ما يتعلق بوزير الثروة الحيوانية الذى حسم الجدل حوله بأنه سيستبدل ونفى ان يكون لديه جواز سفر اماراتي عبر تساؤل { هل الامارتيون يمنحون جنسيات اماراتية } طبعا الرد هو لا يمنحون جنسيات للأجانب .
وكنت قد سألته وانا فى الصف الأول عن وزير الصحة إلا انه لم يجب اما لأنه لم يسمعنى أو لا يريد أن يجيب على السؤال .
الإجابة الخطيرة الأخرى هي الحديث عن الطابور الخامس فى أجهزة الدولة وهو حديث تكرر من أكثر من مسؤول اولهم الفريق ياسر العطا والسؤال الشكوى لمن وانتم المسؤولون عن تنظيف الأجهزة من الطابور الخامس
الإجابة الهامة الأخرى هى نفيه لتوليه حقيبة وزارة الخارجية وقال انها تحتاج لتفرغ كامل وهو لا يستطيع ذلك .
الأسئلة حول الخدمات اعترف ان العودة سبقت تأهيل الخدمات وأشار الى أن الدمار كان كبيرا ويحتاج الى جهد وتمويل كبير ورغم ذلك تبذل جهود مقدرة لإعادة الخدمات وقال إن ام ادرمان مضاءة اكثر من باريس
رئيس الوزراء بشر السودانيين المقيمين بمصر بأن السلطات المصرية وافقت على حل كثير من القضايا التى طرحت من السفارة والجالية واهمها ترحيل المخالفين لقوانين الهجرة واعلن ان الحكومة تدعم العودة الطوعية ولذلك خصصت 500 بص لترحيل العائدين للسودان لكافة ولاياتهم .
وفى إجابة على سؤال أصداء سودانية عن الموسم الزراعى طمأن رئيس الوزراء المواطنين بأن الموسم الزراعى ناجح واعددنا له كل المتطلبات بل نحن الآن نعد للموسم الزراعى الشتوى
من المشاهد الملفتة فى اللقاء العام ان رئيس الوزراء حرص على مصافحة كل الحاضرين وهم قرابة المائة ضيف .
أعدت السفارة وجبة عشاء فاخرة لضيوفها فى حديقة مقر السفير الذى تمت صيانته واعطته إعادة التأهيل منظرا خلابا مع الاضاءة الكثيفة والاحتفالية برئيس الوزراء..
رئيس الوزراء ختم اللقاء الصحفى بنصيحة لهم بأن بتجاوزوا الخلافات الشخصية الى القضايا الكلية للوطن والدفاع عنه وعن جيشه الذى يقاتل لتحريره.