
تتقافز قططي بين أسوار الحديقة .. تنظر إليّ
لا أعرف لون الماء _حسن علي البطران
قصص قصيرة جداً
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
١( وقوف في جانبين )
حينما أُنادى ،
ألتفت خلفي وابتسم ، أقف وأنتظر من ينادينني ، حين يصل قربي أستمع إليه : أشكره إن أساء إليّ بحديثه ، وأشكره أيضاً إن سرني بكلامه ..!
٢( خبز أمي )
أتذكر خبر أمي ( المسح ) ؛ الذي تخبره على التاوة ، فكنتُ أعشقه حد العناق ، لا أفارق أمي وهي تجلس على التاوة كي تخبزه ، لا يهمني ذلك العرق الذي يتصبب من جلدي المتشقق من الجفاف وأثر الاكزيما واتناسى ألمه ووجعه ..!
تمر أكثر من ثلاثين سنة وأنظر للوراء ، فأرى أمي ملاكاً في جمالها ؛ وجهها أحمر كالتفاح ، لكنها حينما تجلس على التاوة لكي تعمل الخبز يزداد احمرار وحرارةً ، لذا تتحاشى أن يقبلها والدي كي لا تحرق لطعتيه من حرارة وجهها وشفتيها ..!!
٣( رمز )
أدركتْ أنه يحبها ، خلعتْ ملابسها ، أغلقتْ خلفها الباب ، وأكدته بقفلٍ متين ..!
٤( تمثال من الخارج )
أنظر بعيداً وابتسم ، تأتي زوجتي وتنظر تحت قدميها وتبكي .. أبنائي ؛ بناتي ينظرون في زوايا المستطيل ويقاسمون أمهم البكاء وشطراً من وقتهم يبتسمون معي ..
كل أهل قريتي ينظرون في المرآة ويقرأون المعلقات ويترحمون على شعرائها ، لكن مثقف غربي يصور المشهد بأبعاد ثلاثية ويضعه في إطارٍ ويتركه ثم يأتي جميعنا وينظر إليه ويصفق ..!!
٥( رصاصة )
أصابتها رصاصة ، نقلوها إلى المستشفى ، حينما فحصها الطبيب لم يجد آثاراً للرصاصة على جسدها ..!
فحصوها مرة واثنين وثلاثة ، جسدها سليماً ، تمعنوا في عينيها وجدوا رصاصةً في قلبها ، لكنها ليست كبقية الرصاصات بل رصاصة من نوع مختلف : ” أنت طالق ” ، هكذا اخترقت قلبها هذه الرصاصة وأدمت أنوثتها ..!
٦( أقدام طويلة )
قرر الرحيل ..
تعثرت سيارته أمام أول كثيب رمل واجهه ، رحلت الشمس وغطت وجهها بالعباءة الداكنة ، ظل محتاراً وسط تلك الرمال .. سمع صوتاً من بعيد ، برمجة أذنيه ، لا تعمل ؛ وقودها قد نفذ ..!
انطوت صفيحة الأرض برمالها وقطيع من سفن الصحراء بجانبه ، ألتمس الأذن من قبطانها وأبحر فوق ظهر إلى الضفة البعيدة المجاورة ، رأى الإضاءة ، إلتحق بأول دليل ..
أوصلته البوصلة إلى المسرح ، نظر في وجوههم ابتسم وابتسمت شفاه تنتظره ؛ وكأن ذاكرته كالسمكة ..!
٧( زجاجة من نوع آخر )
حينما كنت في تلك الأزمة ، بحث عني ، جمعني بكاملي ووضعني في زجاجة فوهتها ضيقة .!
وحينما كنت في حضن هذه الزجاجة تأملتها فوجدتها قارورة عطر ، سألتُ عن العطر فكان دهن عود ، أزعجتني لزوجته ، كسرتُ القارورة وغادرتها فوقعتُ في مستنقعٍ ذات عفونة ..!!
٨( يمكن )
بعد تراشقات بيني وبينها ، قلتُ لها :
أنت حياة ..
غمزتْ بإحدى عينيها ، ثم قامت شامخة بطولها وقالتْ : يمكن ..!!
مرآةٌ بجوارِها تفضحُ خجلَها .
٩( لا أنظر إلى اللون الأصفر .. ! )
يتنطط ، وأقف أنظر إليه ،
في إحدى المرات ،
سقط من قفزة ربما لم يستعد لها جيداً ..
لم يضحك عليه أحد ، لكنني ضحكت وبصوت مرتفع ..!
١٠( تجويد )
تأخر عن المدرسة ، اتصلت المدرسة بالبيت ، قالوا لها : لم يجدوه في المدرسة ..
وجدوه يرتل قرآناً في المسجد المجاور .
١١( حافلة )
جنت وجننت معها ،
كلانا ركب الحافلة ، تمزقت أفكارنا ، وقفت الحافلة ، فتاة سمراء أمسكت بأيدينا وأخذتنا لحرق تلك الأفكار الممزقة ..!
١٢( حكاية لبن )
أعجبته ملامحها ، سهام عيونه أصابتها في أنوثتها ..
لمحته ونظرتْ إليه بصمت ، رفعتْ صوت أم كلثوم ، خلعتْ كعبها ، ربطتْ خصرها ، رقصتْ ، حينما انتهتْ من رقصتها ، ناولته وثيقةً بأنها أخته من الرضاعة .!