المخدرات … الحرب الموازية

 

بورتسودان – أحمد عمر خوجلي:

نظمت (إذاعة بلادي) في مقرها بمدينة بورتسودان, ندوة بعنوان (مليشيا المخدرات .. الحرب الموازية )ّ, شارك فيها بالحديث ممثلون لوزارتيّ  الداخلية والصحة ومستشفى الأمراض النفسية ببورتسودان ، وناقشت الندوة  ظاهرة الانتشار الواسع للمخدرات وتزايد أعداد المتعاطين ، كما تناول المتحدثون دور مليشا الدعم السريع في ذلك عبر توفير المخدرات وجعلها وسيلة من وسائل جذب وتغييب  الجنود المستقطبين فضلا عن تحطيم وتدمير السجون وإطلاق سراح الالآف من المحاكمين بتهم التعاطي والمتاجرة في المخدرات.

صعوبة المتابعة:

وقال العقيد شرطة آدم جدو, مديرإدارة  مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر إن موقف المخدرات في ولاية البحر الأحمر يعكس موقف كل  السودان لما للولاية من أهمية اقتصادية وسياسية بعد أن اصبحت مؤخرا هي العاصمة الإدارية للبلاد، ونوه إلى أن اتساع وكثرة عدد معابر البحرية والبرية  صعّب من عمليات المتابعة  للمهربين ودخول المخدرات إلى داخل البلاد ، مشيرا إلى أن طول ساحل ولاية البحر الأحمر يبلغ 800 كلم مع وجود 60 جزيرة و ستة مواني ومطار ومعبرين حدودين ، وقال  إن أجواء ومناخ الحرب التي تشنها مليشيا الدعم السريع أدت إلى تفشي الإجرام وتدفق السلاح ، كما تحدث  عن دور المليشيا في استعمال المخدرات في استقطاب الشباب للقتال بجانبها ، وأكد أن استخدام المليشيا للمخدرات وتصنيعها كان واقعا من قبل إندلاع الحرب ، وعرض جدو إحصائيات لفترات تخللت الثلاث سنوات الماضية أوضحت الزيادة المطردة في عدد البلاغات تجاه مهتمين بالتجارة والتهريب والتعاطي بينهم نساء

استهداف الشباب: 

ومن جانبه قال اللواء شرطة إبراهيم مصطفى مدير الإدارة العامة للإعلام والعلاقات العامة , إن الدعم السريع مثلما هو من اشعل هذه الحرب على السودان هو أيضا من ساهم في زيادة انتشارالمخدرات وسط الشباب, معتبرا ذلك نهجا من مناهج إستهداف الشباب السوداني,  ودعا الباحثين للنظر العميق لمؤامرات أجهزة المخابرات وجهودها من أجل تشتيت الشعب السوداني وتبديد قواه عبر المخدرات وتضيع قيم الثقافة والدين

الحرب قطعت الطريق:

الدكتورة أريج مجذوب ممثلة وزارة الصحة  قالت إن المخدرات  بمختلف أنوعها تذهب العقل ، وحذرت من الطفرة الكبيرة في أعداد  المتعاطين من أصحاب الأعمار الصغيرة  من مدمني (الآيس والهيروين) ، وأكدت أن  تدمير مليشيا الدعم السريع للمؤسسات العلاجية والنفسية حرم كثير من المتعاطين والمدمنين  من العلاج  ، وقالت إن الطغوط النفسية التي سببتها انتهاكات المليشيا وحالات الاغتصاب للنساء في عدد من المناطق بالسودان ساهمت في إزدياد اعداد المتعاطين والمدمنين, وأشارت إلى تعاون مؤسسات الأمم المتحدة مع المؤسسات الوطنية في توفير الكثير من الفرص والامكانيات والخطط والبرامج التي يمكن أن تعاد صياغتها بما يناسب واقع البلاد وخصوصيتها, وأكدت أن الحرب قطعت الطريق أمام تنفيذ خطط الوزارة لمكافحة المخدرات.

أربعة آسرة فقط:

نائب مدير مستشفى الأمراض النفسية ببورتسودان  أشار إلى قلة الإمكانيات وكثرة أعداد المدمنين والمحتاجين للعلاج بسبب الظروف الحالية بالبلاد ، واشتكى من قلة المعينات المادية وإنعدام حوافز الكوادر وعن إنعدام فرص التدريب لهم ، وأبان أن المستشفى الوحيد للأمراض النفسية ببورتسودان يحتوي فقط على اربع آسرة ، ودعا إلى أهمية تقوية الوزاع الديني والتربوي للشباب ،وإحكام الرقابة وزيادة تمويل المؤسسات العلاجية النفسية.

إجماع على التوعية:

وفي مداخلات وتعليقات الحضور ، اتفق الجميع على ضرورة توسيع النشاط التوعوي والتثقيفي  لمحاصرة ظاهرة الإدمان وتفعيل العمل الرقابي الذي يسد الثغرات التي يمكن أن تزيد من انتشار المخدرات وتهريبها إلى داخل البلاد ، وأمن المتداخلين  على ضرورة أن يكون العمل الإعلامي متواصل بشتى الصور والوسائل وليس حملات مناسبات عابرة