المجاعة … السلاح المستخدم في حرب السودان (9)

تقرير- حسن محمد صالح

المساوة بين الجيش والمليشيا:
تنسب تقاريرإعلامية مؤيدة لقوات الدعم السريع إلى سكان ومنظمات قولهم إن الجيش يمنع دخول شحنات المساعدات والشحنات التجارية إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع ، بينما تتعرض الإمدادات التي تصل إلى هذه المناطق والتي تكون باهظة الثمن للسرقة على نحو منكرر وفي الغالب على أيدي قوات الدعم السريع.
السماح للوكالات بإنجاز عملها بالسرعة المطلوبة إذا كان الجيش يمنع وصول شحنات غذائية حسب منطق كاتب المقال فكيف وصلت هذه المساعدات إلى مناطق سيطرة الدعم السريع الذي قام بنهبها قبل أن تصل إلى مستحقيها ؟ ( نشر هذا المقال في نيويورك رفيو 22 يونيو 2024م).
قال كاتب المقال إن الأمم المتحدة تعتبر القوات المسلحة هي الحكومة الشرعية في السودان وهي تخشي الطرد من البلاد, وقد إستغلت الحكومة هذا الوضع لتمرير الإغاثة إلى مناطق تسيطر عليها والتي تقع في الأساس في الشمال والشرق بينما منعت إلي حد كبير توصيلها إلي المناطق الواقعة تحت قبضة الدعم السريع والتي تتضمن تقريبا إقليم دارفور الذي يقع في الغرب بمساحة كبيرة تمتد من غرب كردفان إلى ولاية الجزيرة في الوسط .
هذا الكلام عاري من الصحة وهو من شاكلة الأحاديث السياسية لتنسيقية القوى الديمقراطية تقدم والدول الداعمة لها التي تخاطب الفريق أول ركن البرهان بقائد الجيش دون الإشارة إلى كونه رئيس المجلس السيادي الإنتقالي ورئيس لحكومة السودان معترف به من قبل الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل المحافل العالمية, وتتحدث عن الجيش بدلا من الحكومة القائمة في السودان.

المانحون:
في مؤتمر باريس للمانحين تصدت الحكومات الغربية لتقديم ملياري دولار للأعمال الإغاثية في السودان وهو لا يلبي إلا نصف ما نطالب به الأمم المتحدة كما أنهم لم يوفروا حتي الآن غير 468 مليون دولار .إضطرت الحرب المواطنين إلي الفرار إلي مصر ويقدر عدد الفارين إلى كل من هذه الدول بقرابة الثلاثة ملايين نازح سوداني, مصر 500 ألف, تشاد 777,330 جنوب السودان 695,143 , إثيوبيا 133,043 , جمهورية إفريقيا الوسطي 311,600.
لا تقدم منظمات الإغاثة لللاجئين السودانيين في هذه الدول إلا النذر البسير من المساعدات وفي ذات الوقت تصر علي فتح المعابر وتسهيل حركة وصول منظمات الإغاثة إلي المناطق المنكوبة داخل السودان في حين لا تحتاج إغاثة النازحين خارجيا لفتح معابر أو إذن من سلطات الدولة .يقول إعلاميون : أخبرنا العاملون بالمجال الإنساني بتشاد أن اللاجئين السودانيي يفرون ، لكن ليس من القنال بل من الجوع.
المعابر:
تقول منظمات إغاثة إن معبر التينة أو الطينة لا يمكن إستخدامه بسبب الأمطار في الشهور الماضية وهو المعبر الوحيد الذي تسمح الحكومة بالمرور منه إلي إقليم دارفور الذي توجد به معظم البؤر المعرضة لخطر المجاعة, وتقول الحكومة السودانية إن معبر أدري الذي تطلب منظمات الإغاثة دخولها عبره يستخدم في إمداد قوات الدعم السريع بالأسلحة.
وندد أنطونيو غوتتيريش الأمين العام للأمم المتحدة قبل أيام بالهجمات لمزعومة على المدنيين من قبل قوات الدعم السريع بينما قالت بريطانيا أنها ستدفع بإتجاه صدور قرار من مجلس الأمن بشأن الصراع في السودان . إلا مشروع القرار البريطاني تم إسقاطه من قبل روسيا التي إستخدمت ضده حق الفيتو في محلس الأمن الدولي بتاريخ الإنثنين 18 نوفمبر 2024م .