![](https://asdaasudania.com/wp-content/uploads/2024/12/WhatsApp-Image-2024-12-27-at-8.26.25-PM-481x430.jpeg)
متين تتحقق اللقيا
أ. د. عبدالله محمد الأمين
العيد فرحة ولمة أرواح وريد ومحبة…غير أن أعياد عام نكبتنا هذا 2024 بدءا من عيد الاستقلال والمولد النبوي وعيد الفطر،وعيد الأضحى،وأعياد الميلاد جاءت كلها بلا بطعم غير طعم الحزن والقهر،تاه فيها الفرح عن دورنا ومساكننا وبكت شتلات قمحنا وبكى معها حتى عيش أب أحمد والفتريته وطابت.
لا فرح ولا طعم للحياة في هذا البلد المسكون بالمحبة والإلفة والريد بدون لمة الأهل والأصحاب، وإذا كان السودان موطن الإنسان الأول ومهد الحضارات فإن هذا مبرر وجيه بأن هذا البلد موطن الرحمة والإلفة والحنان والريد التي هبطت من السماء مع أبينا وأمنا حواء وبقيت في جينات أحفادهم السودانيين باستثناء بعض المجنسين حديثا الذين جلبوا كل هذا القبح والدمار…
حينما حل عيد الفطر كانت القرى والمدن شبه خاليه من سكانها بسبب النزوح..وقريتنا لم تشذ عن الإجماع فقد صارت شبه خالية عقب غزوة (١٩) رمضان الهولاكية،ثم جاء عيد الأضحى بلا لحم ولا طعم ولا فرحة ريد..ولعل غالبنا تذكر النور الجيلاني فأبكته الذكرى فقد لخص عيده الباكي عيدنا…
جانا العيد وإنت بعيد
أبيت ما تعود تبارك العيد
جاءتنا الأعياد وأرواحنا صدفة فارغة…لا أهل ولا أصحاب…ولا جيران..فقط حفنة من البؤساء الذين آثروا البقاء في بيوتهم… ويحسبهم الجاهل من المتعايشين مع الواقع… رغم أن التوجيه النبوي: “ألزم بيتك وأغلق عليك بابك” ساعة الفتن من المعلوم للكافة.
هاهو عيد الاستقلال على الأبواب وما زالت الجزيرة حزينة،أسيفة،مستوحشة. وما زلنا نتابع تحركات أبو القدح الذي يحفر بالإبرة فيتقدم خطوة ويتراجع خطوتين لتحرير الفاو المحررة أصلا بدلا من تحرير كبري ود المهيدي… قديما أيام العز كان أحدنا يكمل صبره في انتظار عينيها والآن كملنا الصبر، بل انعدم الصبر وحذفناه من قواميس اللغة ونحن في انتظار أبو القدح وأخوف ما نخافه أن تكون الإبرة التي يحفر بها أبو القدح طريق التحرير صناعة صينية درجة تالتة استوردها تاجر جشع نسيت لجنة إزالة التمكين تدميره.
من المشهور أن هناك كذبة متعارف عليها عالميا وهي كذبة أبريل،لكن الآن ربما على رأس كل ساعة نستقبل كذبة عن تحركات أبو القدح وخصمه…وما يتعلق بأبي القدح يصيبنا بالأحباط وما يتعلق بخصمه يصيبنا بالخوف والهذيان خاصة لو كان الواحد منا فلوليا..
لقد هرمنا ونحن ننتظر وقوف الحرب وحلول السلام… هرمنا ونحن ننتظر عودة أهلنا وأحبتنا لبيوتهم… وقد بلغت الروح الحلقوم، وترك المتحاربون الجزيرة للحرامية يفعلون ما يريدون…
إن لم تتضح الرؤية عن مستقبل الجزيرة قبل واحد يناير فلا داعي لاحتفالات الاستقلال ولا داعي لحضور أبو القدح ذاته وليعلن الدعم حكومته وليعود أهلنا من منافيهم ولينسوا بورتسودان وحراك الجزيرة، وأبناء الجزيرة وكيكل ونظريات أبو القدح في الكر والفر بعد أن تسببت في موت الكثيرين من الذين دخل أبو القدح مدنهم وقراهم فاحتفلوا به ثم انسحب ليتركهم للذبح…ليعلم أبو القدح أن أي نظرية تضحي بأرواح الناس وممتلكاتهم من أجل أن يبقى هو فإنها عدم مسئولية وعدم احترام لمقاصد الشريعة الإسلامية في رعايتها لدين الناس وأرواحهم وأعراضهم وأموالهم وعقولهم… وأي تطبيل لنظرية الحفر بالإبرة تعتبر تدجيل وعدم خوف من الله، فإذا كان سيدنا عمر بن الخطاب يخاف أن يحاسبه الله على دابة عثرت بالعراق لأنه لم يمهد لها الطريق فماذا يقول دعاة الحفر بالأبرة لربهم عن قتلى الهلالية وود النورة والفاشر والخرطوم؟. أيقولون قتلهم الدعم ويظنون أنهم سوف ينجوون من العقاب الالهي وهم ولاة الأمر؟..أيظنون النجاة وقد تغير ميزان القوى لصالحهم وهم ما زالوا في الحركة بإبرتهم بدلا من الاكتساح بدباباتهم لتقليل تكلفة الأرواح والأموال..
أهلي الجزيراب في المنافي…وفي دور النزوح… بلغت الروح الحلقوم..ومع وجع قلوبنا نتساءل: متين تتحقق اللقيا ويتقابلوا الأحباب؟؟؟…
وجانا العيد وإنت مافي
لا فرح طلل قوافي
لا حزن فارق مرافي
لا حنان يا حليلو دافي
جاتنا طيور شايله أفراحا
وشايلة الريد وحنان في جناحا
كاسوا عليك كل الساحه
فقدوا عينيك الضاوية سماحه
جامعة الجزيرة ٢٠٢٤/١٢/٢٦