المتحف في حياة الشعوب
د. طارق البحر
معلوم أن المتحف هو المكان الذي تحفظ فيه آثار الأمة بغرض العرض للجمهور أي كان هذا الجمهور من داخل الدولة أو من خارج الدولة كسائح.
بالنسبة الى مواطنين الدولة يكون الدخول مجانا أو رمزيا بإعتبار أنه حق ثقافي ومعرفي يحكي عن ماضي مادي يترك أثرا ثقافيا وفنيا يتمتع به سكان الدولة المعنية.
أما بالنسبة الى المواطن من خارج الدولة تعتبر زيارة المتحف جزء من السياحة لذا لابد من أن يدفع بالقيمة الأجنبية العالمية لأي دولة تتعامل بالنقد (دولار، يورو، فرانك، استرليني … الخ)، وبذا يصبح المتحف واحد من مصادر دخل الدولة بالعملة الأجنبية، ويمكن أن يكون مبلغا معتبرا إن أحسّنا طريقة الجذب السياحي، إضافة الى نشر المعلومة العلمية والمعرفية بالنسبة للزائر مع حسن الاستقبال والتعامل مع الآخر بصورة تليق بمكانته كزائر اجنبي للبلد .
ننتقل الى نقطة أخرى وهي أنواع المتاحف وهي متعددة حسب طبيعة كل متحف (المتحف الآثاري، الطبيعي، التاريخي، العلمي ويتدرج هكذا الى اصغر الوحدات المعرفية ذات الصبغة المادية التي مضى عليها حين من الزمن).
بالنسبة الى دور العرض المتحفي نجد المتحف الثابت والمتنقل كل حسب حاجة الرقعة الجغرافية والقياسات المكانية للدولة وطبيعتها الجغرافية وتوزيع السكان في الحضر والريف .
سؤال: هل نحن في السودان في حاجة الى المتحف وزيارته بين مرة وأخرى بصحبة الأسرة والأطفال؟
للإجابة على هذا السؤال علينا أن ندقق النظر في مدى تفاعلنا مع مثل هذه المؤسسات الثقافية ودورها في الجذب وتفاعلنا نحن مع هذا الجذب والانفعال به .
اعتقد أن زيارة المتحف لكل الأسر السودانية واجب ثقافي وطني يعمل على تعميق مفهوم التربية الوطنية من خلال المشاهدة والتفاعل البصري لاستدعاء الماضي للحاضر واستشراف المستقبل عبر سياحة أسرية تقوي من رابطة الأسرة في الوطن والافتخار بالماضي و الحاضر.
من الأشياء المهمة التي يجب الانتباه لها في مناهجنا التعليمية التربوية أهمية ربط المواد الدراسية بالحضارة والثقافة السودانية، بهذا ننشئ جيل مرتبط بتاريخ وحضارة وطنه.
لابد لنا أن ننتبه الى أهمية المتحف كمكان ثقافي آثاري ونطور من أسلوب العرض ونشجع الاستثمار عبر السياحة الداخلية والخارجية لأهمية زيارة المتحف لبعث روح الماضي في الحاضر .
كما أن زيارة المتاحف فيها الكثير من المتعة والنزهة الروحية والعملية فهي جزء من غذاء الروح والبدن .
المتحف مؤسسة تربوية تعليمية لذا يجب الاهتمام وبها وجعلها ممكنة لكل أهل السودان عامة فهي ليست للصفوة.
اخيرا في ظل عالم الإعلام الجديد لابد أن ننتبه لأهمية المتحف الافتراضي لإيصال حضارتنا الى انحاء العالم والتعريف بالسودان وأهله ثقافيا اثاريا وعبر فنونه المختلفة.
نخلص الى أن المتحف ضرورة حياتية فيها كثير من المتعة والمعرفة.
امدرمان ٩ يناير ٢٠٢٥م