سلسلة كتابات غسان كنفاني إلى غادة السمان (١٩)

_________
عزيزتي غادة
ليقف الفارس في ذلك الخلاء الأجرد ويصيح في وجه الريح، إنني أحبك!، فذلك هو قدره الذي تتوازى فيه الخسارة بالربح، وليس ثمة إلا أن أنتظرك في غيابك وفي حضورك. في الشمس وفي المطر، عند تطاير الكلمات من شفاهنا وفي صمتنا، وثمة حقول من طحلب غير مرئي إسمه الإنتظار تنمو على راحتي يدينا حين تمطر فوقها المصافحة، هناك جسر من الإنتظار تشده أهدابنا إلى بعضها حين نتبادل النظر، إن الإنتظار فيما بيننا حفرة تكبر إننا لانستطيع أن نردمها بأي شئ فليس في علاقتنا مانستطيع أن نستغنى عنه لنخطو إلى بعضنا فوقه.. أكتبي أيتها الحلوة الذكية.
(غسان كنفاني)