
ديمة سمحة القياد سكوب
صمت الكلام
فائزة إدريس
*يعتبر الكرم من الصفات والفضائل التي يتدثر بها البعض من الناس فتضفي رونقاً وبهاءاً مميزاً لشخصياتهم المترعة بالعطاء والسخاء الذي جبلوا عليه وأضحى من السمات الملازمة لهم مافتئ الصعود والهبوط ملازم لأنفاسهم.
*فالشخص الكريم لايعطي من أجل أن يكتسب الثناء والمدح من الغير وهو يجود بما تجود به يده من غير تبرم ولاملل ولايرجو إحساناً ممن أحسن إليهم، ولايحصي النعمة لمن أنعم عليهم ولاتنبس شفتاه بمنٍ على الأطلاق.
*وكما قال أبن الرومي في وصف الكريم:
ليس الكريم الذي يعطي عطيتَهُ
على الثناء وإن أغلى به الثمنا
بل الكريم الذي يعطي عطيته
لغير شئ سوى استحسانه الحسنا
لا يستثيب ببذلِ العُرْفِ محْمدةً
ولا يَمُنُّ إذا ما قَلَّد المِننا
حتى لتحسب أن الله أجبَرَهُ
على السماحِ ولم يَخْلُقْهُ مُمْتَحَنا
*ولايخفى على أحد أن حاتم الطائي وهو شاعر عربي نجدي، أمير قبيلة طيئ النجدية، إشتهر بكرمه وجوده حتى قيل إنه أكرم العرب، ويضرب به المثل في الجود، فيُقال: أكرم من حاتم طيئ، ويلقب بكريم العرب.
*وكانت زوجته تلومه على الدوام على كرمه المفرط بشدة فقال لها: لكل كريم عادة, وذكر ذلك في الأبيات التالية:
وَقائِلَةٍ أَهلَكتَ بِالجودِ مالَنا
وَنَفسَكَ حَتّى ضَرَّ نَفسَكَ جودُها
فَقُلتُ دَعيني إِنَّما تِلكَ عادَتي
لِكُلِّ كَريمٍ عادَةٌ يَستَعيدُها
*وعن كرمه أيضاً هذه الأبيات التي قال فيها:
أيا ابنة عبد الله، وابنة مالكٍ،
وبا ابنة َ ذي البُرْدينِ والفرَسِ الوردِ
إذا ما صنعت الزاد، فالتمسي لهُ
أكيلاً، فإني لست آكلهُ وحدي
أخا طارقاً، أو جار بيتٍ، فإنني
أخافُ مَذَمّاتِ الأحاديثِ من بعدي
وإنّي لعَبْدُ الضّيفِ، ما دام ثاوياً
وما فيّ، إلاّ تلكَ،من شيمة ِ العَبدِ
*ولايقتصر الكرم على العطاء المادي ومايدور في دائرته من مساعدات مالية، فهنالك عدة أنماط منه، فعلى سبيل المثال وليس الحصر، فحينما يقتطع أحدهم وقتاً من زمنه ليمد يد العون المعنوي لغيره بحل مشكلة ما أو شيئاً من هذا القبيل فهو كريم في تعامله وسلوكه النبيل وكذلك تقديم الدعم النفسي وكل وسائل الدعم المعنوية الأخرى تدور في دائرة الكرم ومايحويه من عطاء بلاحدود.
*فالكرم سلوك إنساني رائع يُعزز من قيم التعاون والمحبة بين الناس، ويقوي من أواصر المودة بينهم.
نهاية المداد:
الإنسان كائن غريب ، يفضل المعاناة على الفهم
بسبب الرغبة في عدم التفكير يلجأ البشر إلى أمرين
الأول : إصدار الأحكام
الثاني : هو استعارة معرفة الآخرين و التحرر من ثقل التفكير المستقل.
(دوستويفسكي)