فرط الإستئثار
صمت الكلام_ فائزة إدريس
*الأنانية صفة غير حميدة يتصف بها البعض من الناس على مرّ الدهور والأزمان, وهي تجلب الكراهية من الغير لمن يتصف بها، فينفر الناس منه ولايحبون أن تكون لديهم صلة أو علاقة به، والأنانية في علم النفس هي حب الذات، والمراد بحب الذات هنا (النزوع الطبيعي الذي يحمل الإنسان على الدفاع عن نفسه وحفظ بقائه، وتنمية وجوده والميول الأنانية الناشئة عن هذا النزوع مقابلة للميول الغيرية ويطلق عليها أيضاً اسم الميول الشخصية أو الميول الفردية)
*والشخص الأناني يكون أعمى وأبكم وأصم عن غيره لايلتفت ولايهتم بأحد ويضع مصلحته نصب عينيه ونصب أعين الآخرين، تستحوذ نفسه على كل شئ ولايكون له تفكير غيرها فهي الكل في الكل ودونها عدم.
*الأناني بالطبع يؤمن بأنه على صواب في كل ما يفعله ويقوم به وذلك بالتأكيد لأن تلك الصفة الذميمة تجرده تماماً من كافة حواسه لكي يسري إليه إحساس وشعور بالغير، فهي تحجب بصره عن رؤية مايسلكه الآخرون ولايرى غير سلوك نفسه.
*الإهتمام بالذات هو الأولوية الأولى لدي الأنانيين دون الإلتفات لمشاعر الآخرين والإهتمام بهافيضربون بالكل عرض الحائط وتنطق عيونهم قبل ألسنتهم قائلة نفسي نفسي.
*يكون محور تركيز الأناني أن يجذب إليه الأنظار وأن يكون محط إعجابهم وإهتمامهم وتتملكه الخيلاء والغرور والشغف بأن يمدحه الغير فتتملكه النرجسية وترتفع نسبة أنانيته للدرجات الكبرى.
*ليست الأنانية أن يعيش الشخص كما يريد بل ان يعيش الأخرون كما يريد هو وتلك قمة السيطرة، فالأناني يحب أن يطوع الغير وفقاً لما يرغب وألايخالفوه الرأى فيما يقوم به من أفعال وأعمال.
*لا تقتصر الأنانية على الكبار فقط ولكن كذلك ترمي بشررها على البعض من الصغار، حيث تبدو أنانيتهم واضحة للعيان من خلال سلوكهم وتصرفاتهم مع أقرانهم وأخوانهم في البيت والتي يطغى عليها حب التملك والسيطرة والإستحواذ على الأشياء، وقد يكون للتدليل، من جانب الأسرة للطفل أثره البالغ في أن يصبح الطفل أناني،كذلك تمييز الطفل بين أخوانه داخل الأسره الواحدة من قِبل والديه يقود لأن، يكون ذاك الطفل مكتسي بالأنانية.
*فهكذا الأنانية ترمي بدائها الكبير والصغير.
نهاية المداد
إنتِ مهما تغيبي عني
أصلو مابتفوتي مني
وتبقي ياحُلم الاماسي
شمعه ضاوية في كل دار
وزهرة في كل المواسم
كل يوم بيزيد نضار
(د. عمر محمود خالد)