
تريثوا قليلاً
صمت الكلام
فائزة إدريس
*تعتبر صفة التسرع أوكما يطلق عليها أيضاً (الإستعجال) من الصفات المطبوعة لدى البعض من الناس، فكثيراً مايرد إلى أسماعنا أن فلان ذاك دائماً (مستعجل) وأن فلانة تلك متسرعة، وهذه الصفة أوردها الله تعالى في بعض الآيات القرآنية في كتابه الحكيم ، يقول الله عز وجل في الآية (37) سورة الأنبياء :(خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ)، وقال تعالى: (وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً) سورة الإسراء الآية (11).
*فقد جُبل الإنسان على التسرع ولكن تتفاوت درجات التسرع تلك من فرد لآخر، فالمتسرعون بشدة يقعون في الكثير من الأخطاء نتيجة تسرعهم ذلك ولاسيما إن كان التسرع مرتبط بقرارات مصيرية يتخذونها على عجل من غير تروي، فعلى سبيل المثال وليس الحصر هنالك من يتخذ قراراً متسرعاً بفكرة الإرتباط بأحداهن أو من الجانب الآخر تتسرع إحداهن بفكرة الإرتباط بأحدهم من غيرأخذ زمن كافي للتفكير، فيتم الإرتباط هذا ومن ثمّ يكتشف هو أوتكتشف هي بأنه- أنها قد تسرعت في ذلك الأمر وأنها زيجة فاشلة، فتبدأ الخلافات والمشكلات نتيجة لتسرع الطرفين وعدم ترويهما في إتخاذ قرار صائب في هذا .
*وكذلك في ذات المنحى ومايتعلق به قد يتسرع أحدهم في أمرالطلاق في ثورة غضب أو إحتدام نقاش بينه والطرف الآخر فيلقي بيمين الطلاق في شأن لايدعو لذلك ولكن حمى التسرع الذي أصيب بها مقرونة بغضبه دعت لتدميره لأسرته.
*ويمتد التسرع ليشمل العلاقات والروابط بين الناس، فهنالك الكثير من العلاقات الإنسانية ذبلت بسبب تسرع من تسبب في إنهائها بكلمة جارحة أو تعامل غير طيب، أوسوء تفاهم بين طرفين قاد لقطع روابط الصلات الطيبة كان التسرع متسبباً فيها.
*غير تلك الوقائع هنالك التسرع الذي يقوم به البعض من الناس في منصات التواصل الإجتماعي مثل نشر خبر وفاة أحدهم عندما يسمع به على الفور من غير أن يتأكد أن كل أفراد أسرة المتوفي قد علموا بالأمر، فقد يحدث أن يكون للمتوفي أقرباء من الدرجة الأولى لم يصلهم خبر الوفاة بعد فيتفاجئون بهذا الخبر في وسائل التواصل الإجتماعي فيكون الأثر الذي سيحدثه فادح في نفوسهم مقارنة بأن يرد إليهم خبر الوفاة بأسلوب آخر.
*ولاتقف صفة التسرع على تلك الأمثلة فقط فهنالك العديد منها كان للتسرع أثره البالغ وكان لها مردود سلبي وأثر غير جيد في الدواخل، فمن الأجدر أن يتحلى الفرد بالثريث ولايتسرع في كل شاردة وواردة حتى لايتسبب في ضرر معنوي للغير بتسرعه.
نهاية المداد
الأحلام التي تبقى أحلامًا لا تؤلمنا، نحن لا نحزن على شيء تمنّيناه ولم يحدث، الألم العميق هو على ما حدث مرة واحدة، وما كنّا ندري أنّه لن يتكرّر
(أحلام مستغانمي)