رئيس مجلس شورى المؤتمر الوطني لـ(أصداء سودانية): “تقدم أضاعت فرصة كبيرة على نفسها”

رئيس مجلس شورى حزب المؤتمر الوطني دكتور عثمان كبر لـ(أصداء سودانية):

  • أسقطنا (4) من كبار أعضاء الحزب لمشاركتهم ودعمهم للمليشيا
  • البشير لا يزال هو رئيس الحزب ولم يخاطب إجتماع الشورى
  • دولة الإمارات تريد إسقاط الفاشر لتصبح (سقالة)
  • إذا أصبحت دارفور دولة ستكون سكين في خاصرة السودان
  • شباب المؤتمر الوطني يقاتلون مع القوات المسلحة لدحر التمرد
  • تقدم أضاعت فرصة كبيرة وكان يمكن أن يكون لها وضعية أفضل
  • (الظل مابندفن) ولا أحد يستطيع دفن المؤتمر الوطني

حوار – مروان الريح :
كشف رئيس مجلس شورى المؤتمر الوطني الدكتور عثمان محمد يوسف كبر معلومات مثيرة حول الخلافات داخل الحزب عقب إنعقاد إجتماع سري لمجلس الشورى ، وحسم الجدل حول منصب نائب رئيس الحزب بقوله أن أحمد هارون هو نائب رئيس الحزب وفق قرارات المؤتمر العام ، ورسم كبر صورة قامتة لما يجري في مدينة الفاشر ، موضحاً بأن المخطط الذي تدعمه دولة الإمارات عبر مليشيا الدعم السريع هو فصل دارفور وإعادة الإستعمار للبلاد من جديد

*ماذا يدور في أروقة المؤتمر الوطني ، وهل هناك خلافات ؟
-شكراً للإستضافة عبر منصة (أصداء سودانية) ، الخلافات سنة من سنن الحياة الكونية، وهي تحدث بين الناس ولكن أي إختلاف يتجاوز إطار الوحدة غير مقبول ، وهناك فرق بين الخلاف و الإختلاف ، ووجهات النظر موجودة ، الصراع داخل المؤتمر الوطني ليس في القيم أو المبادئ الخاصة بالحزب بل الخلاف في الوسائل والأدوات ، ورحلة تطور المؤتمر الوطني شاهدة على ذلك ، الذي يحدث في اضابير المؤتمر الوطني سيخلق واقعا ايجابيا جديدا سيقود لتقديم نسخه منقحة للحزب في الأدوات والآليات والمنهج والصورة مع الاحتفاظ بالثوابت والمكاسب التاريخية
*المؤتمر الوطني حزب محلول ؟
-محلول عند البعض ، ولكن بالنسبة لنا غير محلول ، والحل ماكان عبر خطوات صحيحة ، وقناعتنا في الحزب أن (الظل مابندفن) قدر ما تحفر لدفن الظل لا تستطيع ، ولا أحد يستطيع دفن المؤتمر الوطني.
*ما هو سر الخلاف في منصب نائب رئيس الحزب الذي أثار جدلاً ؟
-أولا يجب أن يعرف الناس أن رئيس المؤتمر يختاره المؤتمر العام وهو الجهة الحصرية التي تملك حق إختيار الرئيس ، وأخر مؤتمر عام للحزب كان قبل سنوات ، وكان وقتها رئيس الحزب هو البشير وهو رئيس حتى اللحظة
*البشير الأن في السجن ؟
نعم .. ولكن لم يستقيل أو يتم تغييره عبر مؤتمر عام ، ويأتي الصراع في منصب نائبه وهو أيضا هذا المنصب وفق النظام الأساسي للحزب إختيار نائب الرئيس حق حصري للرئيس وهو من يعين نوابه ، والشورى تعتمد أو توافق فقط ، وصاحب الحق البشير وهو موجود وكان إتخذ الرئيس قرار بتعيين أحمد هارون نائباً له ، وعقب دخول أحمد هارون إلى السجن تم تكليف غندور بوافقة الرئيس و أخرين ، ومن ثم تم تكليف إبراهيم محمود وعقب خروج أحمد هارون من السجن حدث الخلاف حول من سيكون نائب رئيس الحزب ، وهناك (مغالطات)الحديث فيها سابق لأوانه الان ، وهناك جدل حول إستلام أحمد هارون لمنصب نائب رئيس الحزب
*عقدتم إجتماع لمجلس الشورى ؟
-الشورى إنعقدت في هذه الظروف التي تحيط بالبلاد و الحزب وإنعقدت من أجل حسم جدل من سيكون نائب رئيس الحزب وهي انعقدت بطلب من مجموعة أحمد هارون و إبراهيم محمود والشورى تدخلت لحسم هذه القضية ، هيئة الشورى وضعت مبادئ
*ما هي المبادئ ؟
-نقدم المساعي التوافقية قبل إستخدام الحلول المؤسسية التي تقوم على قواعد و نظم و شبهنا هذا الموضوع بحكم المحكمة أو الصلح الخارجي ، ونحن في عٌرفنا أن الصلح هو سيد الأحكام ، لذلك ذهبنا للتوافق و التراضي بين الطرفين وثبتنا هذا المبدأ
*ولكن فشلتم في ذلك ؟
-نعم .. ولذلك ذهبنا إلى الحلول التي وضعتها المؤسسة هو موجود ويستخدم في وقته ونحن بذلنا حل توافقي ، وعقدنا إجتماع الشورى يوم 14 وهناك مجموعة قاطعت الإجتماع وإتهمت الشورى بأنها غير صحيحة و أن الإجراءات التي تمت كانت ناقصة وغيرها من الأحاديث والإتهامات ، وزول ما موجود كيف يجي يقول حصل وحصل ويصدر أحكام
*إجتماع الشورى إنعقد في سرية تامة .. لماذا ؟
-السرية فرضتها الأوضاع الأمنية ، هذه الحرب مستهدف فيها كما يقولون (الكيزان ) و (الفلول ) لذلك أي إعلان عن تاريخ أو مكان إنعقاده يكون هدف للمليشيا
*وكيف تمت الدعوة لهذا الإجتماع ؟
-تمت في سرية وحضر أعضاء الشورى من كل ولايات السودان بما فيها دارفور ولا أحد كان يعلم مكانه حتى المشاركين قلنا لهم التجمع في مدينة عطبرة ومن ثم سنرحلكم لولاية أخرى للإجتماع و تفاجؤا بأن الإجتماع في مكان أمن في عطبرة نفسها، لم نحدد التاريخ والمكان، و التأمين كان تحدي كبير بالنسبة لنا ونجحنا في إخراج الإجتماع إلى بر الأمان و حضر عدد كبير من أعضاء الشورى
*ما هي أبرز مخرجات الإجتماع ؟
إتخذنا قرار بأننا لانبتدع حاجة جديدة ولدينا نظام أساسي يحكم الحزب والشورى تنوب عن المؤتمر العام في كل شئ إلا إختيار الرئيس بنص قانون الحزب، والشورى تنعقد كل ستة أشهر بينما المؤتمر العام كل سنتين ، وعندما قررنا أن نرجع لأسس الحزب والرئيس موجود ولم يستقيل ولم يموت ولم ينعقد المؤتمر العام ولهذا السبب عمرالبشير هو رئيس الحزب حتى اليوم.
*البشير موجود في السجن منذ إندلاع الثورة ؟
-صحيح ولكن هذه لوائح الحزب وهو موجود
*إنعقاد الشورى وجد إنتقادات كبيرة من السياسيين و العسكريين.. هل هناك أي ضغوط مورست عليكم ؟
-نحن ندعي بأننا أكثر الناس داعمين للمؤسسة العسكرية وشبابنا يقاتلون مع القوات المسلحة، وهذا ليس فضل منا ولكن نحن جزء من المجتمع السوداني ، ونقاتل من أجل دحر هذا التمرد ، البعض يرون أن الحزب محلول ونحن نرى أن الحزب يمارس عمله ولم يحل وفق أسس قانونية صحيحة ، وهذه قضية يجب أن تحسم لاحقاً، وكل المجتمع السوداني الأن منشغل بالحرب التي تهدد وجود الدولة، ونحن ندعم تغيير قيادات الحزب وهياكله و إتاحة الفرصة للشباب في المرحلة المقبلة ونحن نؤمن بذلك ، ونحن الأن في مياديين القتال ولدينا شواهد في تاريخنا الإسلامي بذلك.
*هناك جدل داخل الحزب بإختيار الشورى لأحمد هارون ؟
-ليس هناك جدل أحمد هارون نائب للرئيس بموجب النظام الأساسي وعاد إلى موقعه ، ونحن لم ننتخبه أو نختاره وهو معين بموجب النظام الأساسي ، والحديث عن إنقسام و خلاف ليس له صحة هناك (غضب) ونحن نسعى لرأب الصدع ومعالجة الأمر وعقب نهاية الحرب سيذهب الجميع إلى بيوتهم ويجوا شباب أخرين لإستلام الحزب (نحن سد طلب).
*ماهي مبررات الطرف الأخر الذي يريد الإبقاء على إبراهيم محمود ؟
-في رايهم أن هناك أعضاء لم يتمكنوا من الحضور و أن النصاب غير مكتمل وهذا غير صحيح وفي ناس بفتكرو أن إجراء انعقاد الشورى نفسه غير صحيح ، وطعنوا في هذا الأمر وهذه مؤسسات شورية يجب أن يتم الطعن داخل المؤسسة عبر جلسة الأعمال المجلسية والطعن يكون في المجلس وما (بمشو بيه) للقضاء أو غيره وطريقة حسم الخلافات الإجرائية يتم حسمها داخل المؤسسات ، وهناك خلل في فهم الناس ، ومن يحق له الطعن هم المجلس القيادي أو هيئة الشورى والأن لايوجد مجلس قيادي لأن الإنقاذ ليست في السلطة ، ولدينا مكتب تنفيذي لم يتم شرعنته بالصورة النهائية ومن حق الفرد أن يطعن في الشورى.
*هناك حديث عن حضور بعض القيادات العسكرية لإجتماع الشورى ومخاطبة البشير للإجتماع ؟
-هذا حديث عار من الصحة لم يحضر أي شخص من خارج الشورى و لم يخاطبها البشير، ولم ننسق مع أي جهة.
*هناك عدد من قيادات الحزب أصبحت داعمة لمليشيا ماذا فعلتم بشأنهم ؟
-ناقشنا في الإجتماع هذا الأمر، وأسقطنا عضوية 4 من قيادات الحزب لأنهم غيروا ولاءاتهم ، وهذا وفق النظام الأساسي ، وفي ناس غيروا أحزابهم وهم أعضاء في الشورى ووفق النظام الأساسي أصبحوا غير أعضاء في الحزب.
*كيف قيمتم ذلك ؟
-وصلتنا قائمة كبيرة جداً بالمتهمين ، وقلنا لا نأخذ الأمر بالشبهات وفي ناس معروفين وبارزين في دعمهم للمليشيا وأسقطنا عضويتهم فوراً ، وبعضهم يقاتل مع المليشيا الأن.
*من هم الأربعة الذين أسقطتم عضويتهم ؟
هم معروفين لدى الناس ولاداعي لذكر أسماءهم
*هناك عدد من المبادارات السياسية لوقف الحرب هل لديكم تواصل معهم ؟
-هذا الشأن مسؤولية المكتب القيادي وقطاعاته و أماناته ، والتنسيق يتم عبرهم ونحن في مجلس الشورى ليس معنين بهذا الأمر فقط معنيين بأعمالنا التشريعية و الرقابية داخل الحزب ، ولكن كرأي عام كمواطن أنا أفتكر أن المسرح السياسي يتحاج إلى إعادة ترتيب وإخارج بشكل جديد لأن واقع الحال في السودان محتاج من الجميع ترتيب صفوفهم ، ونحن محتاجين نغيير هياكلنا وآلياتنا و ضخ أفكار ودماء جديدة ، والسودان مستقبلاً أرى أن الأفضل عمل تحالفات عريضة تضم عدد من الأحزاب السياسية ، بدل أن يكون هناك 100 حزب سياسي دون جدوى ، ولذلك يجب أن تندمج الأحزاب ، اليمين مع اليمن واليسار مع اليسار، وهناك طموحات شخصية لقادة الأحزاب ، ويجب أن نفكر في الغد ، ماذا بعد الحرب وعندنا مثل دارفوري بقول (نكتل الشموتة لمقيلة باكر) ونحن نقتل الخلافات والتقاطعات ليوم بكرة ، ونحن لدينا مشروع إجتماع كبير يضم كل أهل السودان ، لأن المدخل الإجتماعي هو الذي يجمعنا كلنا و سنؤسس لعمل إجتماعي نذيب الجليد والإشكالات التى حدثت ولابد من إطلاح الخلل و لدينا طموحات كبيرة.
*ما هي الكيانات المشاركة في هذا المشروع ؟
-التمثيل لكل ولايات السودان و كل القيادات
*هناك حديث عن تشكيل حكومة منفى.. ماهو رايكم ؟
-تقدم أضاعت فرصة كبيرة على نفسها و كان يمكن أن يكون لها وضعية كبيرة ، وهم سودانيون رغم خلافنا معهم ولابد من الوصول لتفاهمات ولابد أن يقبلوا بالناس والناس يقبلون معهم.
*هل المؤتمر الوطني يمكن أن يجلس مع تقدم ؟
-لما لا أنا لا أتحدث بإسم المؤتمر الوطني أنا مؤسسة شورى ولكن رأي الخاص المرحلة تفرض على كل أهل السودان أن يجلسوا مع بعضهم و يشكلوا واقع جديد وليس لدي مانع في التحاور مع تقدم أو أي شخص سوداني
*كيف تنظر للوضع في الفاشر ؟
-محزن جداً ما يحدث في الفاشر بالنسبة لنا ، ومعاناة المواطنين كبيرة جدا والمليشيا تريد إسقاط الفاشر و هذا ليس إرادته بل إرادة الإمارات ومن معها، وهذا مخطط كبير يستهدف السودان ، كانت في البداية إستلام السلطة وعندما فشلوا في ذلك أشعلوا الحرب، والمخطط الأن وفق رؤيتي أن التركيز على الفاشر لفصل إقليم دارفور وإنشاء دولة ، وليس الهدف تكوين دولة في دارفور بل لتصبح دارفور (سقال) أو رافعة للإستيلاء على كل السودان بعد فشل الإستيلاء على السلطة ، لذلك لابد من الإنتباه لهذا الأمر، وأنا أعرف الواقع و قيمة شمال دارفور،والجيش والقوات المشتركة والمستنفرين أبلو بلاء حسنا وصبروا صبر كبير وتصدوا للعدوان على الفاشر، وإذا سقطت الفاشر يمكن أن يعود الإستعمار وإذا أصبحت دارفور دولة ستكون سكين في خاصرة السودان ، ومهم جداً الترتيب لإسناد القوات, وأوجه رسالة لأبناء دارفور لابد للإنتباه لهذا الأمر و نحن شغالين على التأثير على الحواضن الإجتماعية في دارفور لمصلحة السودان.