رحم الله عم احمد

الوان الحياة

 

أسود :

*غيب الموت صباح الإثنين العم أحمد عبد الرحمن محمد, أحد حكماء السودان وشيوخ الحركة الإسلامية السودانية,  رحل صديق الجميع الذي تربطه علاقات وثيقة بمعظم السياسين السودانيين وعلى رأسهم الراحل الصادق المهدي وعمر نور الدائم,  ولأنه كان متوازنا يدعو دائما إلى التوافق وإلى كلمة سواء مع التزامه الصارم بالحركة الإسلاميه ومبادئها فهو أحد مؤسسيها وروادها .

*عرفت العم أحمد أول مرة فى أواخرالسبعينات في عهد مايو بعد المصالحة الوطنية مباشرة وتعيينه عضوا بمجلس الشعب ورئيسا للجنة الشئون الاجتماعية بالمجلس وكنت حينها عضوا بمجلس الشعب ممثلا للشباب دائرة النيل الأبيض, كنا حينها شباب مايو المتحمسين الذين عارضوا المصالحة الوطنية ووجود الأحزاب في المجلس, ولهذا كنت متحمسا لدرجة أني كلما تحدث أي من ممثلي أحزاب المصالحة اعترضته بنقطة نظام حتى أربكه, وكان رئيس المجلس حينها المرحوم الرشيد الطاهر ومعروف عنه إنه صبور جدا وسياسي محنك فكان يصبر على اعتراضاتي التي لم تكن مبررة في كثير من الأحيان إلا من أجل معارضة ممثلي الأحزاب ومضايقتهم .

*ورغم هذه الاعتراضات والمضايقات التي عانى منها العم أحمد إلا إنه حينما جاء تقسيم اللجان الفرعية من لجنة الشئون الاجتماعية اختارني لأكون رئيسا للجنة الشباب مما جعلني أقف احتراما لحكمته وتجاوزه لإعتراضاتي ومضايقاتي له .

*وعرفته أكثر حينما علمت صلته بالدويم وأهلها حينما شرح لي عمنا المرحوم النورعلي أنه زوج شقيقته وتربطنا بالعم النور علي صلات أسرية ومناطقية وثيقة.

*ثم تعرفنا هنا في القاهرة على إبنته الدكتورة عفاف وزيرة الشئون الاجتماعية الأسبق بولاية الخرطوم وأمينة المال بجمعية إسناد وهي إبنة أبيها ذات الصفات والروح والبر بوالدها .

*ولعل  كلمات النعي التي ملآت الأسافير من كافة أبناء الشعب السوداني وأطيافه أكدت مكانته وأثره وعلاقاته الواسعة وذكراه الطيبة.

*رحم الله العم أحمد عبد الرحمن وأسكنه الفردوس الأعلى مع الشهداء والصديقين وتقبله قبولا حسنا, العزاء موصول للشعب السوداني ولزملائه وأصدقائه وتلاميذه ولأسرته.. إنا لله وإنا إليه راجعون.