السودان و(تصادم) الاستراتيجيات الدولية

موارده وثرواته جعلته في قلب الاستراتيجيات المتصارعة حوله

  • تمرد الجغرافيا أدى إلى انفصال الجنوب ..هل سيكون الطريق سالكا لإستكمال تقسيم السودان

تحليل – دكتور إبراهيم حسن ذو النون

تكمل الحرب في السودان بعد ثلاثة أيام وشهرين من الآن عامها الثاني والتي بدات في يوم السبت 24رمضان 15ابريل 2023م بتنفيذ الخطة (آ) الانقلاب العسكري وبعد فشله في الساعات الأولى بتصدي قوة الحرس الرئاسي لمنفذيه وبعدم تمكنه من اغتيال رئيس مجلس السيادة القائد العام القوات المسلحةالفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ثم بدأت تنفيذ الخطة (ب) المتمثلة في حرب مدن بدأت بولاية الخرطوم حيث تم تهجير سكانها قسريا ونهب ممتلكاتهم واحتلال المرافق العامة وتدمير البني التحتية والعبث بكل السجلات الرسمية المتمثلة في المعلومات الخاصة بالسجل المدني والشرطة والمحاكم والاراضي السكنية والزراعيةوالمقتنيات الخاصة بدار الوثائق القومية والمتاحف والاثار والجامعات والمراكز البحثيةفضلا عن نهب البنوك والشركات العامة والخاصة والأسواق والمناطق الصناعية والمعادن العمومية وشركة السودان لمطابع العملة واحتلال مصفاة البترول ووضع اليد على مصفاة الذهب ثم نقلت الحرب التي عدد من الولايات الاخري حيث مارست بالاضافة ذلك ممارسات لا إنسانية وانتهاكات كلها مجرمة في القانون الجنائي الدولي والقانون الدولي الانساني.
السودان في قلب الاستراتيجيات:
ثمة عوامل ومبررات كثيرة جعلت السودان في قلب الاستراتيجات الدولية كما يقول بذلك البروفسيرمحمد حسبن سليمان ابوصالح الباحث والخبير الاستراتيجي الدولي في ابحاثه ودراساته المتعددة في هذا المجال. ولعل الموقع الجغرافي الاستراتيجي المتميز للسودان قد مهد لكي يكون محلا لاهتمام دول العالم فهو يقع في الجزء الشمالي الشرقي لقارة افريقيا بين دائرتي العرض 8.45ش و22.8شمال خط الاستواء خطي الطول 21.49الي38.34شرقا وتبلغ طول حدوده الدولية البحرية 853كلم وتجاور السودان سبع دول هي جمهورية مصر العربية ودولة ليبيا من ناحية الشمال وجهوريتي ارتريا واثيوبيا من ناحية الشرق والجنوب الشرقي وجمهورية جنوب السودان من ناحية وجمهوريتي تشاد وافريقيا الوسطي.
ويعتبر السودان معبرا حضاريا وثقافيا وتجاريا بين شمال افريقيا وجنوبها وشرقها وغربها وقد اثر ذلك في تركيبته السكانية حيث استطاب لبعض العابرين له بغرض التجارة او الحج المكان فاصبحوا بمرور الزمن متساكنين متعايشين مع ماوجدوا من محموعات سكانية حتي تخلقت لوحة اسمها (السودانوية) واضحت بمثابة الهويةالجامعة ل(القدامي المقيمين والقادمين الجدد).
هذا الموقع الاستراتيجي المتميز والمعبر الثقافة العربية والقارة الافريقية بالاضافة الموارد والثروات المخبؤة والظاهرةقد جعل السودان محط أنظار القوى الاستعمارية القديمة أما القوى الاستعمارية الحديثة فقد شكلت لها تلك الموارد والثروات أهمية كبرى لاسيما بعد التناقص الكبير فيها في مناطق الخليج العربي المحتمل نضبه في قادم السنوات فهذة الموارد والثروات المستغل منها وغير المستغل تشكل احتياطيا لها
 إحصائيات ومعلومات مهمة:
ومبعث وقوع السودان في قلب الاستراتيجات الدولة والمعلومات المتوفرةوالتي وضعت عليها الدول الاستعمارية الحديثة يدها عليها ويمكن إيجاز هذة المعلومات والاحصائيات في مايلي:
– يبلغ عدد السكان بحسب تقديرات الجهاز المركزي للاحصاء للعام 2022م (47مليون نسمة يتوزعون فيمساحة1,861,484كليومتر مربع أي يعادل718723ميل مربع.
– تقدر إعداد الثروة الحيوانية في السودان بنحو103مليون رأس من الأبقار والضان والإمام والجمال بالاضافة الي45مليون من الدواجن و100مليون من الثروة السمكية.
– المساحة الصالحة الزراعة أبلغ 200مليون فدان وأخرى قابلة للإصلاح الزراعي وبها أكبر مشروع زراعي مساحته تقدر بحوالي 2,200,000.مليون فدان تملك الحكومة منها 1,300,000مليون و900000يملكها الأهالي علاوة مشروعات الزهد والسوكي وطوكر ومشروعات الزراعة الآلية في القضارف وجبال النوبة والدالي والمزموم والزراعة اللبنانية في كسلا نهرالنيل وستار والشمالية دارفور كردفان مشروعات لزراعة الفول السوداني والحبوب الراية الاخرى.
– السودان به ثاني اطول نهر في العالم وهو نهر النيل (من انهار الجنة) بالاضافة لروافده وفروعه (النيل الأبيض, النيل الأزرق, الرهد, الدندر,عطبرة, سيتيت, القاش)علاوة على الأودية الموسمية (كجا, ازووم, بحر العرب, ابو حبل, طوكر, هور, قرع, الطينة, كرنوي, وغيرها).
– ينتج السودان 107,582,58طنا من المنتجات البترولية وذلك اعتبارا من العام2016م
– يملك السودان 70في المائة من إنتاج وتجارة الصمغ العربي آلتي تدخل في الكثير من الصناعات المهمة.
– ينتج السودان 100طنا من الذهب وصادراته منها تراجعت الان بسبب الحرب الماثلة
– ينتج السودان كميات مهولة من الحديد والنحاس حوالي 5مليون طن كما كميات كبيرة من خامات الفضة والمايكا والكروم والمنجنيز والجمال والخرصانة الأسمنت والرخام والرمال.
تصادم الاستراتيجيات:
إزاء كل هذه الموارد والثروات المتعددة والمتنوعة التي يذخر بها وتمتعه خصائص بين مجموعات السكانية المتنوعة الثقافات وإللغات واللهجات المتميزة بميزات قبول الآخر والكرم والشجاعة والأمانة كان السودان ولم يزمسرحا لتصادم الاستراتيجات الإقليمية والدولية وقد خلقت الدولة التي استعمرته (بريطانيا) سياسة فرق تسد بين مجموعات السكانية حتى لا يستفيدالسودان من ثرواته ويعيش في دوامة النزاعات آلتي اتخذت منحي (تمرد الجغرافيا) و(تمرد الاثنيات) فكان محصلة ونتيجةذلك وبتضافر أسباب وعوامل أخرى كان انفصال جنوب السودان عن دولة السودان آلام وأصبح دولة قائمة بذاتها واستمرت ذات النزاعات واتخذت ذات المنحط في دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة وشرق السودان ويظل السؤال قائما ها سيكون الطريق سالكا أمام الاستراتيجية الدولية آلتي تتبناهاالصهيونية العالمية وعبر النظام العالمي الجديد ضمن مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تم تصميمه لتمكين دولة الكيان الصهيوني والذي يهدف لتقسيم تفكيك الدول العربية (العراق ,سوريا, اليمن, مصر, لبنان) والسودان والذي رسمت خارطة تقسيمه لخمس دويلات مثل جنوب السودان أولها ؟ فهل يصمد اهل السودان ام يجعلوا بلدهم لقمة سهلة التداول ليهضمها مشروع التقسيم حتى يسهم الاستراتيجات المتصادمة المتصارعة اقتراع والسفر بغنائم ثروات ومؤثره المتنوعة المتعددة الظاهرة والمخبؤة سؤال الاجابة عليه تكمن في صياغة مشروع وطني تهضوى يعتبر بالماضي ويستصحب الحاضر وتستشرف المستقبل بلف استراتيجي.