عملية تحرير الرهائن المصريين..فيلم مرشح للأوسكار

فنجان الصباح

أحمد عبدالوهاب

*عندما أطلق أحد أبطال معركة الكرامة صيحته الشهيرة( أمن يا جن) والتي تحولت من ثم إلى شعار من أشهر شعارات المنازلة السودانية الكبرى.. كان الرجل صادقا ويعني مايقول.. فقد رأى الرجل بعيني رأسه أعمالا عسكرية استخبارية مدهشة ومبهرة تجمع بين الفدائية والعبقرية وتمزج بين البطولة والمغامرة ويختلط فيها الذكاء الأمني.. ومهارات التسلل والالتفاف والمفاجآت والخداع.

*عمليات تحتاج  لخدمات الجن أو( أمن ياجن) أفاعيل غاية في الدقة والاحترافية والخطورة خلطت كل أوراق المؤامرة العالمية و أربكت كل حسابات المليشيا وأطارت النوم من عيون عناصرها قادة وأفرادا وأرغمت المرتزقة المحترفين الأجانب المأجورين والقناصة المهرة..  على الفرار أو طلب الاستسلام.. لأن البديل هو الموت أو الأسر و(حسبك من أمرين أحلامها الأسر).

*ومن بين هذه المغامرات بالغة العذوبة والغرابة والدهشة عملية تحرير رهائن مصريين من قبضة مليشيا الدعم السريع.. على يد عناصر منتقاة من قوات النخبة في جهاز المخابرات العامة.. فقد

ألجمت الدهشة الجلاوزة العتاة القساة من حراس زنازين احتجاز الاخوة المصريين.. فما وجدوا وقتا لطلب الفزع ولا فرصة للضغط على الزناد  حتى تم تحييدهم  ببراعة وهدوء.. وأمسكت الدهشة بتلابيب الرهائن الذين لازالوا للآن يرددون دون وعي ( أمن يا قن) وهم صادقون.

*لقد نجحت العملية الذكية نجاحا لا نظير له.. مع أن مسرح العملية كان في قلب منطقة عمليات العدو ووسط غابة من البنايات العالية والأبراج الشاهقة المسكونة بعيون القناصة المزروعة طرقاتها بارتكازات كثيفة ورغم كل ذلك تم تحرير الرهائن كالشعرة من العجين.. وتم تحييد الحراسات المشددة دون إطلاق طلقة واحدة .. وكاد حكمدار المجموعة المتمردة في الصباح يطير صوابه عندما وجد خيرة حراسه غارقين في دمائهم ومذبوحين من الوريد إلى الوريد

مع بطاقة تقول( قادمون.. عائدون

بتوقيع أمن يا جن).

*عملية تصلح لفيلم سوداني ضمن سلسلة أفلام بميسورها أن تحصد جوائز الاوسكار.

 *إن  من حق الإنسانية وكل محبي الحق والخير علينا أن نوثق مثل هذه الأعمال البطولية لهم ليشاهدوها ويروا أحفاد رماة الحدق وهم يحطمون المؤامرة الغاشمة وينتفون ريشها ويسلخون جلدها بسلاح البطولة والمهارة والمغامرة والدهاء.

*عملية لن يقلل من عظمتها تآمر الإعلام المحلي والاقليمي عليها.. فإعلامنا غائب غيابا غريبا مريبا عن معركة الكرامة.. والإعلام الأجنبي ينسب نجاحها لتفاهمات إقليمية, لا توجد إلا في الأوهام والأحلام.. لأن  هذه المنطقة المعزولة المجهولة من العالم  كانت الكلمة الأولى والأخيرة فيها للجيش السوداني والمخابرات.. وكان ما تبقى فيها من المليشيا في عزلة كاملة ولذلك كانت تعتبرهؤلاء الرهائن صيدا ثمينا وورقة رابحة أخيرة لأي تفاوض للاستسلام , ثم إن مثل هذه العمليات لن يقدر عليها سوى جهاز المخابرات العامة.

*لقد تقدمت المؤسسة العسكرية والأمنية وقامت بواجبها والآن الكرة في ملعب الإعلام الكاميرا الأقلام والأفلام .. والسيناريو والاخراج

ونوما هنيئا للإعلام الوطني.