معركة الدبلوماسية

أوراق مبعثرة

محمد الفاتح أحمد

*نستطيع أن نقول بكل ثقة إن نشاط وزارة الخارجية خلال الفترة القصيرة الماضية غير كثير من حالة الضبابية والإلتباس التي كانت تعتري مواقف دول عديدة في محيطنا الاقليمي والدولي, كما أن العمليات العسكرية على الميدان وإنفتاح القوات المسلحة في كافة المحاور وتطهير ولايات الجزيرة وسناروالنيل الأبيض, وبحري وأم درمان مهدت الطريق للدبلوماسية وفتحت شهية السفراء في الإنطلاق بقوة, واقناع  الحكومات والمنظمات الدولية بجرائم المليشيا والانتهاكات التي لم تتوقف حتى هذه اللحظة.

*وكما هو معلوم بالضرورة في عالم السياسة المعاصر فلن يقف معك ويحترمك إلا عندما تكون قويا.

*وراينا في الفترة الأولى للحرب أن عدد من الدول والمنظمات من حولنا  كانت تظن أن المليشيا سيطرت على الوضع في السودان, وظلت هذه الدول والمنظمات صامتة حتى على الجرائم البشعة التي إرتكبتها قوات الدعم السريع.  *ونشاهد اليوم أن عددا كبيرا من دول الجوار إنحازت لمؤسسات الدولة السودانية بعد هزيمة الدعم السريع في الميدان.

*الآن أمام الخارجية تحدي كبير وأن مسرحية التآمر على السودان مستمرة على الرغم من حالة الاحباط واليأس والهزيمة التي لحقت بالمليشيا في مسارح العمليات إلا أن الجناح السياسي للدعم السريع المتمثل في الحرية والتغيير المركزي (صمود وتقدم) مازال يتحرك ويحرض المجتمع الدولي لدعم المليشيا وتفتقت عبقريتهم لتشكيل حكومة في المنفى.

*مع العلم أن هذه الخطوة تعتبرانتحارية إلا إنني اعتقد بضرورة أن تكثف الخارجية جهودها, فمعركة الكرامة بالبندقية قطعت شوطا بعيدا والآن الكرة في ملعب وزارة الخارجية.

*هنالك محطات مهمة تحتاج سفراء أكفاء وهم موجودون بالخارجية يمكنهم لعب دور مهم في فضح كل المؤآمرات التي يسعي إليها العملاء من بني جلدتنا.

*كما أن مرحلة التعمير وتأهيل ما دمرته الحرب أيضا يحتاج إلى حشد موارد لتأهيل البنية التحتية, ولذلك المرحلة المقبلة هي مرحلة العمل الخارجي بامتياز.