العيون والحور والحكاية والفنجان والوصال .. مقاطع شعرية تتشارك والليل والرحيل

 

محمد مهدي الصالح / السعودية

 

( ١ )

عيناك والبحر والأمواج واحدة

تلاطمت رائداها المد والجزر

سواد عينيك جزر لا أطاوله

ورفة الجفن مد هابه البحر

 

( ٢ )

حورية أنت ام مخلوقة أخرى

جمالك الفذ فاق الفتنة الكبرى

تمنيت قهوتك السمراء ارشفها

من الشفاه فذابت في فمي تمرا

تلوح في طرف الفنجان اذكرها

مرارا ولم اذق منها رشفة أخرى

 

( ٣ )

ردي طرفك فإني

أرسلت إلى عينيك

حكاياتي

وعلى شطري جفنيك

رسمت تفاصيلي

وكتبت رواياتي

وعلى شفتيك طبعت

بميسم أشواقي

قبلاتي

 

( ٤ )

أنا والليل والسهر

يسامر لهوي القمر

وأنت قصيدة أخرى

تشهى لحنها الوتر

انغمها على حذر

فيفشي سري الحذر

 

( ٥ )

غادرة

حرام بقاؤك في الذاكرة

وأنت التي قد قطعت

حبال الوصال

وغبت وراء المحال

ونمت على عتبات السؤال

وشاخت إجاباتك الحائرة

 

ودست على بتلات الوفاء

وأولجت في رحم الحب

أمشاج وهم .. وداء

وآثرت حلما غريب الخصال

وعدت بجلباب ماكرة .. غادرة

 

( ٥ )

صوني جمالك بالحجاب فإنما

هو للكريمة حصنها فتحجبي

وخذي كريمات النسا لك قدوة

من فاطم او مريم او زينب

 

( ٦ )

اذا كان محبوبي يغرد في الهوا

أطير اليه في جناح من الحب

اراقبه حتى يرف جناحه فاتبعه شوقا واهدي له قلبي

كأن الذي بيني وبينه موعد

بلا صدفة القاه والصب للصب

مواعيده رمزية يلوح بها لقلبي فأهنا بمبسمه العذب

 

( ٧ )

امسحي الحزن عن مﻻمحي وخذيني

الى نشوة الحب واستردي حنيني

فعلى مشارف قلبي رقص الوجد

واستباح الهيام كل جنوني

يا نشوة الأمل البارق في دربي

ويا قدحة المنى في عيوني

من سنا عينيك أشرق عمري

وعلى وجنتيك لاح سعد سنين

 

( ٨ )

أغفو وأصحو والشقاء كتابي

في كل حرف منه بعض عذابي

والذكريات العاتيات كسرنني

وزرعن في قلبي صدى الأوصاب

سبعون من عمري مضين ونيفا

وسلبن مني صبوتي وشبابي

لكن بكم تصفو الحياة واستقي

من عذب حبكم لذيذ شرابي

.

( ٩ )

سألتك يوما

لماذا الغياب

فمات السؤال

وحار الجواب

وصلت اناشد

عنك الليالي

وارسم حزني

على كل باب

لماذا الغياب

لماذا الغياب.

 

( ١٠ )

أنا أجمل

إذا تلتذ بي عيناك كالذكرى

ألوذ بلجة الأحلام في عينيك

لن أرحل ..

لأني إن رحلت اليوم

عن عمري قد أرحل

وهذي لوحة الأشواق في جفنيك

لا تقبل

أنا أجمل

لأني إن رحلت وفي كفي

بقايا من زجاجات المدى

المشبوب بالأشواق

يملأ بالمنى الأعماق .. والآفاق

فحق لخافقي بالنبض .. أن يسأل

متى يرتاح في جفنيك

حلم يسعد الثكلى

ويمنح للزنابق عمرها الأطول

 

( ١١ )

أنت لا لم ترحلي

فبقاياك الثمالى … في الزوايــا … تتشهى قبلي

وعيوني لم تزل ترصد

تلك اللحظة الحمراء

حين ارتشفت

شفتي في نشوة…

من فيك طعم العسل

وأســير لك كم حررته

يتمنى الموت في المعتقل

أنت لا لم ترحلي

أنت في اللحظة.. في السـاعة

في كل زمان ومكان … أنت لي

أنت لي رغم أفـول الأمــل

وسـفيني .. مـا نأت يومــا عن الجودي

ونوحي مـا توانى … مذ طغى طوفانك العابث

في جنبي. يهديني لنيل القبل

أنت لي … رغم جـور الصمت

رغـم الجــد . رغــم الهـزل ..

أنت لا .. يا أنت … لا لم ترحـــلي.

 

( ١٢ )

القمر قدام نورك

ما يبين

يستحي منك عيونك

يخجلونه

لا تخافي من عيون

الحاسدين

ما تصيب العين من

هذي عيونه

 

( ١٣ )

 

لو جف النبض سأرثيه

وسأدفن أشواقي فيه

وأرش النبض على كفني

لفؤادي فعسى يشفيه

كم حلما وسدت ضلوعي

وسرابا من أرض التيه

ووداعا فرخ آهاتي

ولقاءا حار بماضيه

كم سرا أودعت حروفي

فمضت كلماتي تفشيه

 

( ١٤ )

انا كم لملمت جراحاتي

ودفنت آلامي فيها

ومضيت وفي كفي عيني

تهديني اليك واهديها

أسألها عنك فترشدني

بدموع ملأ مآقيها

يا عيني قري في عيني

فعذاب العين يداويها

 

( ١٥ )

سلاما فيض احـــلامي

سلاما دمعي الهــــامي

سلامــا أيها المــوعود

من خـــلفي وقـــــدامي

تعــــال امسح شكاياتي

وبـــدد كل أوهــــــامي

تعال اطبع على عمري

على حيطــــــان أيامي

شفاهك وارسم الذكرى

جـــــنانا وامحو الآمي

وزف الغيمة البيضــاء

في يمني وفي شــــامي

وبــــلغ كل أقطـــــاري

بأني حقلك الظـــــــامي

 

* كاتب وشاعر من السعودية