التوم هجو ل (أصداء سودانية)..هجمات المليشيا على بورتسودان فرفرة مذبوح

- أرجو عدم الانتباه لهذه الهجمات والنظر إليها فقط كفرقعات إعلامية ليس إلا
- هؤلاء أسوأ من المليشيا لأنهم يلعبون دور الجناح السياسي والحواضن الداخلية والخلايا النائمة
- إدانة المجتمع الدولي للمليشيا بسبب هجمات بورتسودان أقل من الواجب
حوار – أحمد عمر خوجلي:
قال القيادي في الكتلة الوطنية التوم هجو إن السودان يخوض معركة وجودية, داعيا ألا يعلو صوت فوق صوتها وأن تتوقف التجاذبات والتراشقات وكل الأطماع حتى يتم التفرغ لحسم هذه المعركة, مضيفا القول : (إن أي تشاكس أو خلاف أثناء هذه المعركة يعطي (كرت) للعدو ومساحة.
وأشار هجو في حواره مع أصداء سودانية إلى أن استخدام مليشيا الدعم السريع للمسيرات ومهاجمة البنى التحتية في مدينة بورتسودان عاصمة البحر الأحمر أمرا متوقعا، داعيا إلى عدم القلق, ووصف تلك الهجمات التي استمرت طوال الأربع أيام الماضية ب (فرفرة المذبوح) التي لا تشير إلى أن موازين القوة تمضي لصالح المليشيا على الأرض, وقال إن هذه الهجمات أكدت أن هذه الحرب المفروضة على السودان عبر آل دقلو أو(القحاتة) ليست معركتهم وإنما هي استهداف خارجي لقوى دولية أكبر منهم جميعا وأكبر من الإمارات التي ترعى مليشيا الدعم السريع نفسها، مؤكدا أن الشعب السوداني على قدر هذا التحدي. ![]()

*نبدأ بالتطورات الآخيرة المتمثلة في عدوان مليشيا الدعم السريع على مدينة بورتسودان واستهدافها بالمسيرات الانتحارية والاستراتيجية، هل فعلا يمكن القول أن العدوان على السودان بات أمام مرحلة جديدة؟
-أولا هذه تطورات متوقعة وهي غير مقلقة أصلا، لأن هذا العدو هُزم وكل آماله وآمال الذين يقفون من خلفه انهارت، بدءً من سنار ثم الجزيرة وكذلك الخرطوم ، فهذا العدو صار يبحث عن أي تحرك يقول عبره أنا لا زلت حيا موجودا، وهي فرفرة مذبوح بعد أن قدم له الكفيل الإمارتي هذه المسيرات وساقه في هذا الإتجاه, وأعتقد ان هذه المسيرات وبهذه الطريقة لا تحقق أي فرق في ميزان المعارك على الأرض وهو المكان الذي تحسم فيه المعركة ، فالقوات المسلحة والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية والقوات النظامية الأخرى كلها الآن في حالة تقدم وانتصارات وزحف للأمام ، لذلك قدم له الكفيل نسخة متطورة من المسيرات حتى يرفع من قوته ولو كانت قوة وهمية وليست حقيقية ولن تجلب له انتصارات حقيقية.
*لكن المليشيا أستهدفت بهذه المسيرات عدد من الأهداف وعطلت مصالح المواطنين ؟

-المسيرات سلاح حديث لم يصل العالم بعد اإلى السلاح الذي يحسمه ويعطل قدراته بالمستوى المطلوب ، ولو تلاحظ أن الجيش الإسرائيلي هو الجيش الرابع في العالم تقريبا وبرغم ذلك نجد أن المسيرات التي يطلقها الحوثيون وصلت إلى العمق الاسرائيلي وأصابت مطار بن غوريون لدرجة أن الخطوط الجوية الفرنسية عطلت رحلاتها إلى المطار وكذلك الخطوط البريطانية، لذلك أقول إن هذا شيئا طبيعيا ولا يحسب نهائيا كتطور في ميزان القوى أو كأنه انحسار لقوة الجيش السوداني أو المقاومة الشعبية في مقابلة المليشيا، وما يدلل على ذلك حرب المسيرات بين اليمن وبين إسرائيل ومعلوم الفارق الكبير في القدرات العسكرية بين الطرفين بل أن اليمن ضربت العديد من السفن على البحر الأحمر والعالم أعلن حلف لمقاومة المسيرات اليمينة لكنه لم يستطع ، أقصد أن الأمر عادي ويجب ألا يعطى أهمية أكبر من حجمه.
*لكن يجب أن تكون هناك تدابير تخفف من أضرار مثل هذه الهجمات والتقليل من آثارها ؟
-صحيح، وأهم هذه التدابيرهو التعامل السريع مع هذه المسيرات، ومن هذا المقام لابد من الاشادة بالقيادة السودانية التي صمدت, وبدلا من أن تكون تحت الأرض داخل المخابئ في مثل هذه الظروف نجدها على العكس من ذلك, فقد خرج الرئيس البرهان من مكتبه وقدم خطابا من الشارع العام ومن جوار شاطئ البحر الأحمر المستهدف بمسيرات المليشيا, فهذا صمود كبير وتحدي، أما ما سألت عنه من تجاوب سريع فهو قد حدث فعلا, فالمسيرات في يومها الأول وصلت إلى أهدافها وضربت بنى تحتية، في اليوم الثاني كان التعامل معها أكثر دقه ولم تحقق شيئا، ويوم أمس لم تسطتع فعل شئ يذكر، واليوم رأينا المواطينين ينظرون إلى المسيرات يتم اصطيادها مثل الطيور, وهذا يؤكد قولي بعدم علاقة مسيرات بورتسودان![]()

بميزان القوة بل أن ذلك يؤكد شئ مهم هو أن هذه الحرب المفروضة على السودان عبر آل دقلو أو(القحاتة) أو من أطلقوا على أنفسهم (صمود) ليست معركتهم وهي معركة استهداف خارجي وقوى دولية أكبر منهم جميعا وأكبر من الإمارات نفسها ، والثابت أن الشعب السوداني على قدر هذا التحدي، وهو الذي تصدى للأمبراطورية البريطانية التي كانت لا تغيب عنها الشمس، فما بالك عن هولاء الأوباش وعن هذه الدويلة الشريرة.
*ضرب مدينة بورتسودان بموقعها على البحر الأحمر بالمسيرات نشر حالة من الارباك ، وسارعت قوى دولية ومنظمات اقليمية بالتنديد بهذا الاستهداف، هل يمكن أن ينسحب ذلك التنديد ويحسب في مصلحة السودان ولو جاء كتكتيك او اضطرار من هذه القوى الدولية ؟
-لاشك الاستجابة بالإدانة من المجتمع الدولي فيه نواحي ايجابية، لكن ذلك أقل كثير من الواجب، فهذه المليشيا ومنذ البداية كان يجب أن يكون موقف المجتمع الدولي في حده الأدنى أن تصنف بأنها مليشيا إرهابية ، لأنها تسهدف المدنيين والعواصم والمدن وتستهدف البنى التحتية الاقتصادية فكيف يكون الإرهاب إن لم يكن هذا ؟، فاذا قلنا جدلا أن المليشيا تحارب الجيش والمتحركات التي تقصد الفاشر والجنينة وبابنوسة لمهاجمتها وتحرز عليها الانتصارات وتطاردها فلماذا تترك هذه المليشيا الجيش وتهاجم المواطينين والبنى التحتية في بورتسودان ؟ فهذا لا يمكن أن يسمى بشئ سوى الإرهاب ومحاولات تدمير الاقتصاد والبنى التحتية ، وهذا ايضا أمر معلوم الطرف الذي له مصلحة ومنه وفي اضعاف وتفتيت السودان.
*زاد هذا العدوان بالمسيرات من موجات الغضب الشعبي تجاه المليشيا وداعميها، فكانت من العوامل الاضافية للتوحد والتماسك، وقبل سنوات قال الراحل الصادق المهدي مقولته الشهيرة (رب غارة نافعة), كيف تنظر إلى ذلك وضرورة أن تتماسك القوى السياسية والعسكرية وتترك التراشقات التي بدأت تطل برأسها في الأيام الأخيرة ؟
-فعلا ، وأنا أقول من خلال هذه السانحة لكل القيادات ولكل أهل الإعلام، الآن نحن في السودان نخوض في معركة وجودية ومعركة مصير يجب ألا يعلو صوت فوق صوتها، فلابد أن نوقف كل التجاذبات والتراشقات وكل الأطماع حتى نتفرغ لحسم هذه المعركة وبعد ذلك يكون لدينا متسع من الوقت لنتناقش ونتحاور مع بعضنا البعض، فإي تشاكس أو خلاف أثناء هذه المعركة يعطي (كرت) للعدو ومساحة، لأن التراشق يخصم من قوتنا لحسم مخططته.
*وعطفا على ذلك ، مع التغييرات الآخيرة لبعض الوزراء والولاة ثارت اتجاهات من الاسئلة والمناقشات حول هل اقتسام للسلطة وما إلى ذلك ؟ أم الأمر هو سد لثغرات وتعزيز للأداء من أجل الانتصار في المعركة ؟
-أنا في رأيي الشخصي أن الأسلم عدم تغيير الطاقم المحارب في أثناء سير المعركة، فالأولى أن يتم حسم المعركة وبعد ذلك يكون الالتفات إلى القضايا الأخرى.
*واذا كان المقصود هو تطوير الأداء وتقويته بسبب الضعف ؟
-عند ذلك لابد من الإشارة إلى أن الضعف ليس بسبب الوزراء والمسؤولين أو الولاة بشكل مباشر، لكن مرد ذلك إلى الجو العام وإلى الحالة التي دخلت فيها البلاد بسبب العدوان ومعلوم أن إدارة الدولة في وقت السلم تختلف عنها زمن الحرب ، لذلك أرى أن تكثيف الجهد والاستنفار والعمل على حسم المعركة يمنحنا الفرصة لترتيب كل شئ وهو الاولوية القصوى.
*لكن هناك تغيير في مواقع من أجل استكمال شروط كسب المعركة نفسها ؟
-في هذه الحالة يمكن ذلك بل انه أمر مطلوب مع أي جهة يثبت إنها لا تؤدي واجبها على الوجه الأكمل ، اما التغيير الشامل فوقته ليس الآن ، الآن الحصة (حرب) وليس وطن فترتيبها حصة الوطن هو المرحلة التي تلي الحرب مباشرة, ذلك لأننا عندما نكسب الحرب سنربح وطن وسنجعله معافى على كافة الأصعدة ، أما إذا خسرناها – وهذا لن يحدث باذن الله – فلن نجد وطن.
*القوى التي تقف الآن عبر مختلف المسميات في الناحية الأخرى من مصلحة الوطن ومن الموقف الصحيح لهذه الحرب ،هل تظن بها خيرا؟
-أرى هؤلاء أسوأ من المليشيا ومن آل دقلو أنفسهم ، لأنهم يلعبون دور الجناح السياسي والحواضن الداخلية والخلايا النائمة للمليشيا وينطبق عليهم ما ينطبق على العدو الذي دمر البلد وانتهك الأرض والعرض ، فليس هناك أي مجال ليكونوا جزء من الكتلة الوطنية لا السياسيين فيهم ولا العسكريين في مقبل الأيام بعد رد هذا العدوان.
*إذا كان من رسالة آخيرة ماذا تقول فيها ولمن ترسلها؟
-إذا كان من كلمة هي لتطمين الشعب السوداني حيّال ما يحدث في بورتسودان, وأنا الآن في هذه المدينة أرجو عدم الانتباه لهذه الهجمات والنظر إليها فقط كفرقعات إعلامية ليس إلا ، وأن واجبنا عدم خدمة العدو بالترويج أو ردود الفعل المبالغ فيها ، خصوصاً أن المسيرات التي تطلقها المليشيا ليست أمرا جديدا فالمليشيا استخدمت هذا السلاح في عدوانها في الخرطوم والفاشر والأبيض وسنار وغيرها من المناطق الآمنة ، وما استهداف العدو لمدينة بورتسودان بهذه المسيرات إلا لأنه فقد اراضيه وتضاءلت المساحة التي يسيطر عليها في الواقع