فاينانشيال تايمز: حرب السودان الأكثر تدميرًا فى العالم.. وتداعياتها ستطال الجميع
قالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية إن حرب السودان هى الحرب الأكثر تدميرًا في العالم حاليًا، كما أنه لا توجد أي علامة على فائز يحسم هذه المعركة أو التوصل لاتفاق سلام ملموس منذ تمرد قوات الدعم السريع في أبريل 2023 ضد الجيش السوداني.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير لها، أن الطرفين اتهما بارتكاب جرائم حرب، كما حذرت الأمم المتحدة من أن السودان يواجه أزمة نزوح لا مثيل لها، حيث فر أكثر من 10 ملايين شخص، أي خمس سكان البلاد، من منازلهم، كما يعاني أكثر من نصف هذا العدد البالغ 49 مليونًا من انعدام الأمن الغذائي الحاد الذي يهدد الحياة، وهي بعض أسوأ الظروف التي تم تسجيلها في البلاد.
وقالت الصحيفة إنه بخلاف توافد المقاتلين من الدول المجاورة إلى السودان للمشاركة في الحرب، فقد اجتذبت الحرب سلسلة من الجهات الفاعلة العالمية والإقليمية، كل منها يتنافس على النفوذ والسلطة في أرض تعد واحدة من أكبر منتجي الذهب في إفريقيا.
وأوضحت كليمنتين نكويتا سلامي، رئيسة الشئون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان للصحيفة، أنه مضى الآن 16 شهرًا على هذا الصراع، ولا توجد نهاية في الأفق له، فما نراه هو القتال والجوع والمرض.
وقالت الصحيفة إن الأحداث في السودان لم تثر انتباه العالم، بينما أثارت الصراعات في أوكرانيا وغزة، التي تعتبر صراعات استراتيجية ذات تداعيات جيوسياسية واضحة، مشاعر التضامن والاحتجاجات الجماهيرية ولكن لم يكن هناك الكثير من القلق والتوتر بشأن السودان.
وحذر التقرير من هذه الحرب التي ستكون لها تكلفة عالمية كبيرة، نظرًا لموقع السودان على البحر الأحمر القريب من قناة السويس، وهي قناة رئيسية للتجارة العالمية، التي تهددها بالفعل هجمات الحوثيين وتُتهم دول بما في ذلك روسيا والقوى في الشرق الأوسط بصب الأموال والأسلحة لإذكاء هذه الحرب.
وكشفت الصحيفة عن استعانة قوات الدعم السريع بـ”مرتزقة” من جمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد وجنوب السودان، فيما وجدت التقارير الأخيرة الصادرة عن منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش أن الأسلحة التي تنتجها دول مثل الصين وإيران وتركيا وروسيا موجودة الآن بكثرة في السودان وسط دعوات متزايدة لتوسيع حظر الأسلحة.
وأشار التقرير إلى أن السودان واحد من أكبر منتجي الذهب في إفريقيا، ولديه موارد تتوق إليها بلدان أخرى بما في ذلك مساحات من الأراضي الصالحة للزراعة على طول نهر النيل. والأهم من ذلك أن لديها 750 كيلومترًا من ساحل البحر الأحمر في طريقها إلى قناة السويس، حيث تتنافس دول مثل إيران وروسيا ودول عربية على الوصول إليها.