الهامش …كلمة حق أرادت بها مليشيا الدعم السريع باطل
- حتى حميدتي دخل في هذه الجدلية ليبرر حربه على الحكومة الشرعية
- قيادات( تأسيس) التي تتحدث عن المظالم التاريخية سكتت عن الانتهاكات الآنية للمهمشين بالفاشر
- علي مجوك عمل وزير دولة بوزارات الحكم الاتحادي والثقافة ومجلس الوزراء ويتحدث الآن عن مظالم دولة 1956
- نائب رئيس مجلس تشريعي سابق وعضو غرفة تجارية وقيادي بالمكتب التنفيذي للإدارة الاهلية يشكر أبوظبي لأنها اخرجتهم من التهميش
تقرير – دكتور إبراهيم حسن ذو النون:
الناظر للخطاب السياسي والاعلامي لمليشيا الدعم السريع التي تمردت على شرعية الدولة خلال الحرب الماثلة والتي دخلت شهرها الثلاثين وزادت عليه حتى اليوم الأربعاء باثني عشر يوما يلحظ أنه يفتقد للمرجعية الفكرية مما يعني جاءت لهذه المهمة (من الخلاء والصحراء) وهي(لا تدري ولاتدري انها لا تدري) إذ أنها كمليشيا جاءت بها حكومة الإنقاذ لأداء مهام تتعلق بوضع حد التمرد في دارفور لجهة أن خلفيتها التاريخية لافرادها وقياداتها عرفت تجارب النهب المسلح بجغرافيا وطبواغرافيا وسهول واودية وجبال دارفور مما أهلها للقيام بأدوار مرسومة لها حتى كادت تحسم التمرد لكن تجاوزاتها وخروقتها في محيط ميادين القتال(مدن وقرى وأعيان مدنية) حيث مارسوا القتل والاختطاف والتشريد والاغتصاب والتهجير القسري للسكان وخرقوا بذلك حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني مما ادخل قيادات البلد وقتها في قائمة المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية.
تمدد ثم تقنين ثم تمدد:
وبرغم كل ذلك تمددت بسبب الغفلة غير المقصودة أو التغافل المقصود إلى ان تمكنت وتم تقنينها بموجب قانون قوات الدعم السريع لسنة 2017م والذي لم يضف عليها الشرعية فحسب بل زاد مساحات تمكينها بشكل لافت وذلك لأن قياداتها وجدت مساحة واسعة للحركة والتحرك في كل الاتجاهات دونما أي رقابة أو محاسبة برغم تبعيتها تارة لجهاز الأمن والمخابرات العامة أو للقوات المسلحة أو حتى لرئاسة الجمهورية بل بلغت الجرأة بقياداتها التمادي في التمدد مما جعل بعض السياسيين والعسكريين يبدون ملاحظاتهم حول ذلك التمدد المخل بالتراتيبية العسكرية والذي أضر ببيراقطية الأعمال المدنية التي تضطلع بها أجهزة الحكم ولكن لاحياة لمن تنادي ..وهنا اذكر ثلاث حالات للمثال وليس الحصر.. (الفريق أول ركن مصطفى عثمان عبيد رئيس هيئة الأركان الأسبق والفريق أول ركن المرحوم عصمت عبدالرحمن وزير الداخلية ورئيس هيئة الأركان الأسبق ومولانا أحمد محمد هارون والي ولاية شمال كردفان الأسبق ) حيث الأول لزم الصمت وغادر منصبه لهذا السبب وربما لأسباب اخرى والثاني دفع باستقالته وغادر لجمهورية مصر العربية وبقي فيها لقرابة الأربع سنوات ثم عاد للسودان ليعرف ماذا أحدثت المليشيا المتمردة في ممتلكاته الخاصة و(شقي السنين) شأن 70%من سكان العاصمة الاتحادية وعاد للقاهرة غضبان اسفا وما لبث أن بقي فيها بضعة أسابيع ليدخل المستشفى حيث توفاه الله تعالي قبل شهرين أو اقل بقليل من الآن والثالث استدعاه وقتها رئيس الجمهورية السابق واستدعى حميدتي وتمت (مصالحة رئاسية بين الرجلين) ولكن كلا منهما في ما يبدو ذهب وفي نفسه (شئ من حتى).
الهامش والتهميش لغة جديدة:

لم تبدأ قيادات الدعم السريع (دقلو اخوان) وزعماء القبائل والرموز المجتمعية التي استخدام سياسة الجزرة والعصا لانضمامها للمليشيا والتعاون معها واستنفار شبابها وكذلك الغرف الإعلامية على منصات التواصل الاجتماعي والأجهزة الإعلامية الرقمية الحديث عن الهامش والتهميش والمهمشين وسطوة المركز على مفاصل السلطة ووضع اليد على الثروات التي يحظي بها السودان ودولة 56 والسودان النيلي إﻻ بعد منيت المليشيا المتمردة بالهزائم المتتالية في العاصمة الخرطوم ووسط السودان وفي ولاية الجزيرة وبعض أجزاء من ولايات سنار والنيل الأبيض والنيل الأزرق و(ترد قياداتها وجودها وتفرقوا في صحراء حزام السافنا الفقيرة وغابات السافنا الغنية ) ولزموا حواضنهم الجغرافية والسكنية في دارفور وبعض أجزاء من إقليم كردفان .. ثم زادت حدة الحديث عن نفس المصطلحات السابقة بكثافة عقب التوقيع على ميثاق تأسيس في فبراير الماضي في نيروبي حيث شكل للمليشيا حاضنة سياسية تكونت من شخصيات بعضهم لهم أحزاب انقسمت تجاه موالاة المليشيا وعدم موالاتها وبعض شخصيات لا يعرف لها لا طعم ولا لون ولارائحة إلا اللهاث المستمر بحثا عن الأموال وقد وجدوا ضالتهم في قادة المليشيا وداعميها الاقليميين وبذلك أصبح الحديث عن دولة السودان الجديد التي جاءت بها المليشيا وحاضنتها السياسية (تأسيس) وأصبح رئيس مجلسها التأسيسي (حميدتي) نائب رئيس المجلس السيادي تمدد لأربع سنوات ومدد المليشيا وتحرك في الاتجاهات داخل السودان وخارجه واخذ كل ما يريد وتمكن بصورة أكبر إلى أن ظن أن إطلاق الرصاصة الاولى سيمكنه على الأكثر ..عصر السبت 24رمضان 15 أبريل 2023م من تقديمه رئيسا على السودان ليس على طريقة رؤساء السودان السابقين بل على طريقة زعماء عشائر الإمارات السبع حسب(رسمة محمد بن زايد) ولكن جاءت بما لا تشتهي سفن (آل زايد وآل دقلو).
شواهد على تفنيد التهميش:
ثمة شواهد كثيرة تجعلنا نفند التهميش الذي زعمته قيادات المليشيا وحواضنها السياسية ورجالات الإدارة الأهلية والمنصات الإعلامية الرقمية وناشطيها في المنابر العامة ووسائل التواصل الاجتماعي.
فمثلا حميدتي الذي تحدث في تسجيلات صوتية بعد طرد قواته المتمردة وهزائمها في الخرطوم ووسط السودان عن التهميش الذي مارسه المركز على الهامش فهو على أيام الانقاذ وخلال سنوات تمكينه المتعدد بعد أطلق الرئيس السابق عمر البشير يده ليضعها على مناجم الذهب عبر شركة الجنيد التي يمتلكها (آل دقلو) فاستولى على جبل عامر بعد طرد غريمه وابن عمه الشيخ موسى هلال وأدخله السجن وفي تقرير استقصائي لوكالة رويترز نشرته على موقعها الإلكتروني يوم 27 نوفمبر2019م بعد إزاحة الرئيس السابق عمر البشير من سدة الحكم بسبعة أشهر كشفت فيه أن حميدتي الذي اتهم رجال البشير من التربح على حساب الشعب كانت شركة الجنيد المملوكة لأسرة حميدتي تنقل سبائك الذهب إلى دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة والتي يستلم عائداتها ملايين الدولارات وبسبب الذهب توثقت علاقته بالامارات وأصبح بفعل ذلك التقرب وكيلها اخيرا لحروبها (عاصفة الحزم ) وفي (ليبيا) ووكيلها في تهريب جبل عامر وبقية المناجم ثم أصبح وكيلها لمباشرة سياساتها الرامية لوضع السودان ودول القرن الافريقي وافريقيا غرب الصحراء وحتى موانئ البحر الأحمر تحت نفوذها وسيطرتها وصولا لتحقيق استراتيجيتها القادمة على الاستحواذ على الثروات في ظاهر الأرض وباطنها.. المهم أن حميدتي أصبح وفقا للكثير من التقارير أغنى أغنياء السودان وصدق الصحفي السوداني الذي كتب عن تمكين حميدتي الاقتصادي والمالي فقال (كل شئ يتضاءل في السودان إلا حميدتي) والذي تمكن من كل شئ وتضخم ليخوض بعدها الحرب الماثلة ضد الشعب مرددا حديث جدلية المركز والهامش لتبريرها.
كلمة حق أريد بها باطل:
المليشيا وحاضنتها السياسية (تأسيس) ممثلة في الحكومة الموازية وحواضنها الاجتماعية على حزام السافنا كردفان ودارفور استخدموا بكثافة كلمة التهميش.. فهي كلمة حق أريد بها باطل فأخذوا يتحدثوا عن المظالم التاريخية للهامش (حقيقة لاينكرها إلا مكابر )كل أرياف السودان تعاني وليس غربه فقط لكن فقط دعونا نسأل قيادات (تأسيس) لماذا سكتم عن الإبادة الجماعية التي باشرتها في الفاشر مليشيا الدعم المسلح تجاه (المهمشين) والذي لحقت بهم نتيجة تمرد المليشيا الآن وانتهاكاتها في السابق 2003م وما بعدها للنازحين وقبلها باشرتها في الجنينة وسربا وجبل مون ومكجر ومورني وفوربرنقا وغيرها كثير في ولايتي غرب ووسط دارفور.
أمثلة لدعاة التهميش اين كانوا:
أحد الذين يتحدثون للقنوات الفضائية ويكثر الحديث عن دولة 56 والتهميش اسمه علي مجوك المؤمن لا أدري حيثيات استوزاره ولكن الذي أعرفه عنه أنه كان يعمل في تنسيقية الخدمة الوطنية بولاية جنوب دارفور ثم تمرد على الإنقاذ لبضع سنوات ثم عاد وأصبح من قيادات مجلس الصحوة الثوري بقيادة الشيخ موسى هلال وبعد ان قلبت الإنقاذ بسبب حميدتي الطاولة على موسى هلال دخل في مصالحة مع حكومة (الإنقاذ) وأصبح وزير دولة في ثلاث وزارات مهمة ولا أدري قدراته استوعبتها أم لا (وزير دولة بالثقافة ووزير دولة بالحكم الاتحادي ثم وزير دولة بوزارة مجلس الوزراء (ام الوزرات)..وبعدها استطابت له أموال المليشيا على حساب أهله المهمشين في(أودية دارفور) حيث تعاني نساء (دامرته)من آلام المخاض بحثا عن داية ويعاني أطفال (مصيفه)من مدرسة ولو( ظاعنة ) ويعاني أهل (مخرفه) في رحلة البحث عن المرعى في سنوات الجفاف وعن حقنة الكلوروكين لاتقاء (جمي الملاريا).
أما المثال الثاني وهي مجرد أمثلة ليست للحصر آخر وظيفة له في سنوات التهميش الانقاذية نائب رئيس المجلس التشريعي بولاية غرب دارفور بمخصصات وزير ولائي دائمة حتى الموت وعضو اتحاد الرعاة وعضو المكتب التنفيذي للإدارة الأهلية وعضو لجنة المصالحات القبلية وعضو الغرفة التجارية ومؤخرا استمع إليه الناس في لقاء جماهيري من الجنينة (طبعا مفزلك بتقنيات الذكاء الاصطناعي) شكر فيه بلا حياء دولة الإمارات العربية المتحدة التي أخرجت دارفور من التهميش وقدمت الغذاء والكساء والدواء والتنمية (تنمية قال) وقال إن دولة 56همشتهم …الرجل اسمه مسار عبدالرحمن الآن مع غلاة مليشيا الدعم السريع المتمرد بغرب دارفور ومن كبار مخططي مجزرة الجنينة واردمتا.