الطقوس الرمضانية في مكة والمدينة المنورة

تتعدد صور الحفاوة برمضان في المناطق السعودية، وخاصة في مكة والمدينة، إذ تقوم الجهات الرسمية بتوزيع وجبات الإفطار داخل الحرمين التي تحتوي على التمر والحليب والعصائر والوجبات المغلفة على الصائمين، إلى جانب موائد الرحمن. ففي مكة المكرمة قلب العالم الإسلام وقبلته، والتي تهفو قلوب ملايين المسلمين إلى زيارتها والطواف بكعبتها الغراء، يقدم لنا ابن جبير الأندلسي صورة تراثية خاصة للحفاوة بشهر رمضان في هذا البلد الحرام، وذلك عندما عاش أيامه ولياليه الرمضانية بالمدينة المقدسة عام 579 ه، وسجل ذلك في رحلته المشهورة التي جاءت تحت عنوان: اعتبار الناسك في ذكر الآثار الكريمة والمناسك كما درج أهل المدينة المنورة على استقبال شهر رمضان منذ منتصف شعبان بعادات سائدة منذ القدم، فأصبحت شيئاً مألوفاً ومأنوساً لهم، ومن ذلك ليلة منتصف شعبان

ويتم الاهتمام بتطييب نواحي المسجد الحرام والمسجد النبوي بالعود والعنبر منذ القرن الأول الهجري في كل ليلة ويوم جمعة، وفي أيام شهر رمضان وتبدأ الطقوس التعبدية في المسجد الحرام والمسجد النبوي طوال العشر الأواخر من شهر رمضان؛ من ليلة 21 حتى ليلة 30 رمضان، قياماً وذكراً وعبادة وطاعة

وتتنوع الأطعمة الرمضانية لدى أهل المدينة المنورة، وتتسم باشتراك الأسر بكثير من الأصناف، فكل المنازل السعودية فيها الجريش والقرصان والشوربا والفول والمقليات مثل السمبوسك والبريك (رقائق العجبين المحشو باللحم المفروم مع البيض والبقدونس) والزلابية (العجين المخمر المقلي بالزيت على شكل كرات)، وهناك السوبيا (من المشروبات الشعبية الحجازية المشهورة في رمضان، وهي من الشعير أو الخبز الناشف أو الزبيب). وهناك المهلبية والتطلي (كلمة تركية وتعد من الحليب ومادة مصنوعة من النشا وقطر الموز). وفي الشارع السعودي نجد البليلة (حمص الشام) والذي يلقى إقبالاً كبيراً من السعوديين.