العودة للاتحاد الافريقي

ألوان الحياة

رمادي:

*زيارة السيد مالك عقار النائب الأول لرئيس مجلس السيادة  إلى جيبوتي وتصريحاته حول قرار السودان بإعادة نشاطه في ايقاد وفك تجميد عضوية السودان في الاتحاد الافريقي أعاد هذه القضية للواجهة مرة أخرى بعد أن تجاهلتها الحكومة لفترة من الزمن خاصة بعد أن تجاوزت الإيقاد صلاحياتها وانحازت إلى المليشيا متجاهلة دورها المنوط بها, بل أمر التأسيس الذي تعمل بموجبه والذي ليس من ضمنه فض النزاعات.

*أما الاتحاد الأفريقي فلقد طرح مبادرات لم تجد القبول من الحكومة لأنها استقبلت (تقدم) ودول من خارج القارة وأشركتها في مشاورات حول السودان دون مشاركة صاحب القضيةً وهو السودان, ولأن تجميد العضوية لم يكن أبدا موضوعيا.

*مناقشات النائب الاول عقار مع الرئيس الجيبوتي ووزير الخارجية الذي فاز مؤخراً برئاسة الاتحاد الافريقي وكان للسودان دور في فوزه رغم تجميد عضويته, أعاد الأمل للعودة لممارسة نشاط السودان في الاتحاد وفك تجميد عضويته باعتبار أن الرئيس الجديد ليس منحازا وموقف جيبوتي موقف ايجابي تجاه السودان.

*وقد قدّم مجلس السلم والأمن الافريقي موقفا إيجابيا بإدانته لتكوين حكومة موازية في السودان وحذر من اتخاذ أي تدابير لتقسيم السودان بل ونبه الدول الأفريقية لعدم الإعتراف بأي حكومة أو جسم يساهم في تقسيم السودان وهو موقف ايجابي يضع الأمور في نصابها ويحقق أهداف الاتحاد العليا في الحفاظ على أمن وسلامة الدول الأعضاء.

*إذن لم يبقى إلا أن يرفع تجميد عضوية السودان في الاتحاد الافريقي, وهذا يتطلب أن تشكل الحكومة المدنية والتي ينوي مجلس السيادة إعلانها قريبا بعد التعديلات الدستورية التي حدثت, ومن أهمها تفويض مجلس السيادة لتشكيل الحكومة, والذي ينهي أسباب تجميد عضوية السودان في الاتحاد باعتبار أن ما حدث من تغيير في يناير 2023 انقلاب عسكري وهو ما يتعارض مع لوائح الاتحاد التي لا تعترف بالحكومات الانقلابية.

*الشاهد رغم أن ظروف السودان وما يجري فيها من حرب يتطلب أن يتخذ الاتحاد موقفا مختلفا إلا أننا نرى أن على السودان أن يبطل هذه الحجة الواهية بتكوين الحكومة المدنية والعودة لممارسة نشاطه فالسودان في أمس الحاجة إلى وقوف الاتحاد الأفريقي في أزمته كما أن الأمم المتحدة فى كثير من قراراتها تشرك الاتحاد الأفريقي في الأمر.

*العودة لعضوية الاتحاد الأفريقي تسهم في نجاح تحركات الدبلوماسية السودانية وتتيح لمندوب السودان في الاتحاد للتحرك بسهولة واحباط أي مؤمرات تحاك ضد السودان عبر الاتحاد ومؤسساته.