(شتاء الغضب)الذي ينتظرالمليشيا المتمردة… اكتمال الترتيبات
- عبدالرحيم دقلو يهدد الإدارات الأهلية بالتجنيد الاجباري للقتال في صف المليشيا
- تزايد احتمالات ضمور التمويل الإماراتي لأن أبوظبي قررت الانحاء لعاصفة دعم (الدعم السريع)
- رفض الهدنة من جانب الحكومة فوت على المليشيا سانحة الاستفادة منها لترتيب أوضاعها الداخلية
تقرير – دكتور إبراهيم حسن ذوالنون:
بدأ واضحا أن قيادة قوات الدعم السريع قد بدأت الاستعداد لمرحلة ما بعد الفاشر والتي دخلتها الاسبوعين الماضيين ومن اللافت أن الدعم السريع أخذ يتحسب لما هو آت في مقبل الايام وذلك بعد أن رفضت الحكومة السودانية الهدنة التي اقترحتها مستشار الرئيس الأمريكي لشئون الشرق الأوسط وافريقيا مسعد بولس حيث أكدت الحكومة السودانية أن اختيار الهدنة في هذا التوقيت سيعطي المليشيا المتمردة سانحة من الزمن لترتيب الاوراق الخاصة بالتسليم والتجنيد واستقطاب الدعم..وقد بدأت قيادة قوات الدعم السريع تستعجل خطواتها لانتظار القادم المجهول إذ ارسل رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة إشارات قوية بقرب حسم التمرد في حزام السافنا (إقليمي كردفان ودارفور)عندما ذرف الدمع وهو يتفقد النازحين من مدينة الفاشر الذين وصلوا محلية الدبة بالولاية الشمالية حيث تعهد لتلك المرأة التي (سالمها وقالدها) وأكد لها أن النصر آت وحتما سيعودون إلى فاشر السلطان.
لمليشيا والتوجس خيفة:

وواضح أن حديث السيد رئيس مجلس السيادة بالأدلة قد توجست منه المليشيا المتمردة خيفة لاسيما وان الجيش عبر طيرانه الحربي قد دمر للمليشيا إمدادات عسكرية كانت في الطريق إليها مما زاد من حالة التوجس تلك أن الطيران الحربي استهدف بؤرا عسكرية في مدينة زالنجي حاضرة ولاية وسط دارفور حيث تم
تدمير مخازن للأسلحة كما قام الجيش بعمليات مماثلة في محيط مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور واردفها بعمليات مماثلة بمدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان حيث تصمد هناك الفرقة 22 أمام محاولات المليشيا المستميتة للاستيلاء عليها لأهميتها الاستراتيجية ولقربها من مناطق انتاج واستخراج البترول.
عبدالرحيم دقلو مطالبات جديدة:
وعطفا على ذلك وضعت قيادة المليشيا خطة اسعافية ﻻستجلاب مقاتلين جدد من الحواضن الجغرافية والاجتماعية للمليشيا لاسيما محاصرة مصادر استجلاب المرتزقة من كولومبيا والتي اعتذر رئيسها عن تسرب مجموعات من مواطني بلده ليكونوا وقودا للحرب الماثلة وكان باعتباره أراد القول (آسف ولكن ما باليد حيلة فالدولة الداعمة للحرب تخترق بمالها الدولة عبر سماسرة اتجار بالبشر لأغراض الحروب)..ولسبب آخر وهو أن دولة الإمارات العربية المتحدة الراعية للمليشيا المتمردة وبعد الحملات الإعلامية والدبلوماسية المناهضة لدعمها للمليشيا وافتضاح أمرها أمام العالم كله تريد أن تنحني للعاصفة لذلك ستوقف تدفقات المرتزقة إلى السودان ولو إلى حين.
كل ذلك جعل عبدالرحيم دقلو يستنجد مجددا بالحواضن الجغرافية والاجتماعية (مناطق وقبائل ومجموعات سكانية) حيث دعا القيادات الأهلية المتماهية مع المليشيا لاستقدام مجموعات من الشباب للدخول بهم إلى محاور القتال المختلفة والتي من الواضح ومن خلال تصريحات الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في مدينة الدبة أن الرد على المليشيا قد أصبح قال قوسين أو أدنى بل مسألة وقت ربما تكون ساعاته قد دنت.
ولكن ماذا كان الرد؟:

كعادته كانت مطالبة عبدالرحيم دقلو لزعماء القبائل بلهجة إمرة وبطريقة لا يقبلها الكبار لأن بها فظاظة حيث كرر ما قاله في مدينة كاس بولاية جنوب دارفور في اجتماعه بقيادات أهلية من المكونات الاجتماعية المختلفة خلال الأشهر القليلة الماضية (الدعم السريع ذوقتوا حلوه الآن ذاقوا مره)،(دارين من كل قبيلة ألف شاب ودارين من كل قبيلة ذرة ودخن وسكر وزيت أو حقها وما بنقبل من كل قبيلة أقل شئ عشر مليون جنيه سوداني).. حيث ذكرت مصادر مطلعة ووثيقة الصلة بالمليشيا المتمردة أن عبدالرحيم دقلو قد أرسل تهديدات للإدا رات الأهلية بفرض عمليات تجنيد إجباري والزامي للشباب بعد رفض أعداد مقدرة منهم المشاركة معهم في القتال.
وقد قوبلت تلك التهديدات بالرفض المطلق من قبل الإدارات الأهلية وتشير المعلومات أن هذا الرفض مسنود بعدد من المبررات يمكن ايجازها في الآتي:
– لم تجن القبائل والمجموعات السكانية التي دخلت في اصطفاف مع قوات الدعم السريع المتمردة في حربها الماثلة أي مزايا وامتيازات وفقدت الكثير من شبابها.
– عاني الشباب الذين استنفرتهم المليشيا إلى صفوفها من حالات تمييز واضح خاصة غير المنتمين لقبيلة الرزيقات وغير المنتمين لخشم بيت المهارية بشكل أخص والتمييز شمل العلاج والمستحقات والاذونات والغداءات.
– فقدت الإدارات مصداقيتها أمام قواعدها وتشوهت صورتها أمام كل السودانيين والعالم لجهة أن الحرب أفرزت من جانب المليشيا الكثير من التجاوزات والخروقات( قتل خطف اغتصاب سلب نهب تهجير قسري للسكان تدمير ممنهج للمرافق العامة والأسواق والمناطق الصناعية والبنوك والوزارات والمؤسسات الصحية ومحطات الكهرباء ومحطات المياه والمشاريع الزراعية الكبرى واتلاف كل شىء ذي قيمة).
– تصرفات جنود المليشيا مع الأسرى والمقبوض عليهم والتمثيل بجثث من يقتلونهم وتصويرهم بشكل بشع هز الضمير الإنساني العالمي مما خلق حالة احتقان عام أدى لتنامي خطاب الكراهية بين مجموعات السكان والذي خلف جراحات معنوية من الصعب أن تندمل.
– اغتيال زعماء القبائل بدم بارد دونما أن تتم إجراءات محاسبة (ناظر المسيرية الفلايتة عبدالمنعم موسى الشوين والبالغ من العمر قرابة ال89سنة) وابنه موسى فقط لاعتراضه على تمييز مقاتلي الماهرية عن بقية مقاتلي القبائل في مسائل العلاج والامتيازات واغتيال وكيل ناظر الفلاتة بمدينة تلس بولاية جنوب دارفور الطاهر إدريس علاوة على الإساءة التي تمثلت في سؤء المعاملة مثل حالة الأمير المرحوم عبدالقادر منصور ناظر عموم قبيلة الحمر والذي رفض التماهي مع المليشيا وبقى في منزله إلى توفاه الله برحمته تعالي الشهر الماضي حيث منع من العلاج وفرضوا عليه الإقامة الجبرية داخل منزله بمدينة النهود وحتى ناظر عموم الرزيقات المعروف بولائه لحميدتي لم يسلم بيته وعشيرته الأقربين من تصرفات جنود المليشيا بمدينة العين كبرى الحواضن الجغرافية والاجتماعية لمليشيا الدعم السريع المتمردة.
شتاء الغضب:
بدأ واضحا أن فصل الشتاء الذي بدأ خلال هذا الأسبوع سيكون ساخنا على مليشيا آل دقلو المتمردة وذلك لعدة أسباب:

– رفض مجلس السيادة المهلة التي اقترحها مسعد بولس مستشارالرئيس الأمريكي لشئون الشرق الأوسط وافريقيا والتي من الواضح أنها كانت ستعطي المليشيا المتمردة بعض الفرص لترتيب أوضاعها.
– توقعات بضمور الدعم الإماراتي حيث هناك شواهد كثيرة بأن أبوظبي تريد أن تحني ظهرها للعاصفة بعد الحملات الإعلامية والدبلوماسية الغاضبة على دعمها للمليشيا.
– واضح أن الجيش والقوات المشتركة والمستنفرين قد أعدوا العدة للانقضاض على التمرد داخل كل محاور حزام السافنا (إقليم كردفان ودارفور) وواضح ذلك من خلال تصريحات السيد مساعد القاىد العام عضو المجلس السيادي الفريق أول ركن ياسر العطا.
– ازدياد حالة الاستنفار في كل ولايات السودان مما يعني توحد الجبهة الداخلية واصطفافها بقوة مع الجيش.