آخر الأخبار

عقب صدها ثلاثة هجمات متتالية.. ما حقيقة الأوضاع في بابنوسة؟

تقرير- الطيب عباس:
نجحت الفرقة 22 مشاة، بابنوسة، أمس الأربعاء، في صد هجوما من ثلاثة محاور شنته مليشيا الدعم السريع برفقة مرتزقة من دول الجوار، على المدينة الصامدة لنحو عامين.
وقالت مصدر ميدانية، إن الهجوم على الفرقة 22 بدأ صباح الأربعاء واستمر حتى الثالثة عصرا، عبر ثلاثة محاور، نجح فيها الجيش من إحباط الهجوم الذي خلف قتلى بأعداد كبيرة وسط المليشيا ومرتزقتها بجانب تدمير آليات وسيارات قتالية، مشيرين إلى نجاح مسيرات الجيش في دك شحنات إمداد للمليشيا وتشتيت فزع قادم من غرب كردفان، وأكدت المصادر أن الفرقة 22 مشاة استردت جميع ارتكازاتها المتقدمة ووسعت سيطرتها على المدينة.
ويعتبر هذا الهجوم، الثالث من نوعه خلال هذا الأسبوع، وكان الجيش قد أعلن الأحد الماضي تصديه لهجمات شنّتها ميليشيا الدعم السريع على بابنوسة، مع توسع القوات وانتشارها في محيط المدينة.
وأكد الجيش فى بيانه، أن قواته تمكنت من صد الهجمات بنجاح وألحقت بالميليشيات خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات.
وأوضح أن الهجمات التي استهدفت مدينة بابنوسة، كانت محاولة من قِبل ميليشيا الدعم السريع لإعادة السيطرة على بعض المواقع الاستراتيجية التي فقدتها في وقت سابق.

 

 

الوضع في بابنوسة:

رغم أن الجيش حقق ثلاثة انتصارات متتالية وأحبط هجوم المليشيا أيام الأحد والثلاثاء والأربعاء، لكن المدينة تشهد حصارا قريبا من حصار الفاشر، حيث استمر لنحو عامين، وسط مخاوف من أن يتكرر سيناريو الفاشر في بابنوسة. في وقت طالب فيه ناشطون موالون للجيش بسرعة فك الحصار عن بابنوسة أو فتح جبهات قتالية أخرى في كردفان لشغل المليشيا التي فيما يبدو حشدت قواتها لهدف واحد في هذه المرحلة وهو إسقاط مدينة بابنوسة.

حشود بالدولار:
وكان خبراء عسكريون، قد ذكروا في وقت سابق، إن تهديد مليشيا الدعم السريع بغزو الأبيض، كانت محاولة لصرف أنظار الجيش، حيث الهدف هو بابنوسة.
وهو ما أثبتته الأيام، حيث ذكرت مصادر لدارفور ٢٤، أمس الأربعاء، أن مليشيا الدعم السريع قدمت حوافز مالية قدرها 600 دولار أمريكي لكل مقاتل، مقابل المشاركة في العمليات العسكرية بمدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، حيث يقع مقر الفرقة 22 التابعة للجيش السوداني.
ووفقاً لشهادات ثلاثة من سكان مدينة الضعين، فإن قيادة مليشيا الدعم السريع دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة من شرق دارفور إلى بابنوسة، بعد صرف الحوافز المالية نقداً
الحشود التي تقوم بجمعها المليشيا هذه الأيام وزيادة وتيرة الهجوم على الفرقة ٢٢ مشاة، بعث القلق في أوساط مناصري الجيش، ما دفعهم لآطلاق نداء للتحرك الميداني.
وقالت الصحفية رشان أوشي، إن الوضع في الفرقة (٢٢) ببانوسة حرج للغاية، وعبرت عن خشيتها من استفاق السودانيين على نكبة جديدة في كردفان حال لم يتم تحرك فوراً
لكن مصادر عسكرية، قالت إن وضع الفرقة ٢٢ مشاة مطمئن جدا، مشيرين إلى أن قيادة الغرفة المركزية لمعركة الكرامة موجودة بالأبيض، وهى أدرى من غيرها بطبيعة وأوضاع الجيش في بابنوسة، وتعرف متى تتحرك ومتى تقتحم، مشيرين إلى أن الحشود مهما كثرت لا تسقط الحاميات العسكرية، مستدلين بمقر المدرعات بالخرطوم ومقر القيادة العامة، وأوضحت المصادر أن الوضع بالمدينة مطمئن والفرقة هناك في كامل الجاهزية، وأنه متى ما رأت قيادة الجيش التدخل، فإنها تفعل ذلك بناءا على الأوضاع على الأرض وليست وفقا لمطالبات في الميديا من شخصيات رغم ولائها للجيش لكن ينقصها الكثير من المعلومات والحقائق على الأرض

 

 

تعزيز الدفاعات:


مصادر عسكرية تحدثت كذلك عن تعزيز الفرقة 22 مشاة لدفاعاتها في بابنوسة، وأكدت جاهزيتها للدفاع عن المدينة، بينما تقوم القوات المسلحة بطلعات جوية مهمة هذه الأيام بكردفان نجحت عبرها في تقليم أظافر المليشيا بتحييد قادة بارزين في صفوف المتمردين.
على الأرض يواصل الجيش حشده للقوات في كردفان، ويوم الثلاثاء أعلنت قوات درع السودان الدفع بالمتحرك الثالث لمناطق العمليات بكردفان، فيما كشفت مصادر من مدينة الأبيض، أن المدينة لا تزال تستقبل متحركات ضخمة تصل المدينة باستمرار، في غضون ذلك، قال قائد العمل الخاص بولاية سنار فتح العليم الشوبلي، إن المليشيا لو علمت ما ينتظرهم من أيام، لتمنوا أن يكونوا في أرحام أمهاتهم. في إشارة للتجهيزات التي يعد لها الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه.
هذه التحركات المكثفة للجيش، يراها مراقبون غير بعيدة عن مصير بابنوسة، حيث يعد الجيش العدة ليس لفك الحصار عن بابنوسة فحسب وإنما لتحرير كافة مدن إقليم كردفان كمرحلة أولى، يليها اقتحام الجيش للمليشيا في دارفور. وحتى لحظة إطلاق الجيش لمعاركه في كامل كردفان، فإن الاستعدادات والجهوزية في الفرقة 22 مشاة كافية لصد أي هجوم محتمل على المدينة، حتى ولو حشدت المليشيا أضعاف ما تحشده حاليا، لأن الجيش لا ينظر لما تحشده المليشيا بقدرما ينظر إلى جاهزية قواته من عدمها، وهو ما متوفر حاليا في الفرقة 22 مشاة.