بعد 3 أيام من تهديد قائد المليشيا.. الجيش يتقدم في الخرطوم… إكتساب أراضي جديدة
- تحول سياسة الجيش من الدفاع للهجوم والإستعداد لهذه المرحلة من النواحي التكتيكية والفنية
- على الأرض ليس حميدتي كروت ضغط أو عوامل قوة يستطيع عبرها تنفيذ تهديده
تقرير- الطيب عباس:
تبخرت التهديدات المنسوبة لقائد المليشيا محمد حمدان حميدتي، والتي أعلنها عبر فيديو الأربعاء الماضي، تحت شمس السودان مع أول بزوغها فجر اليوم التالي، حيث انفتح الجيش السوداني وكسب أراضي جديدة في مدينتي الخرطوم والخرطوم بحري، كرد عملي على فقاعة التهديدات الجوفاء التي أطلقها قائد المليشيا تحت لافتة الخطة (ب)
أراضي جديدة:
مصادر أكدت للصحيفة، أن القوات المسلحة بمنطقة المقرن سيطرت أمس على قاعة الصداقة والمباني المجاورة لها، كما انفتح الجيش بمدينة الخرطوم بحري جنوبا عبر شارع الانقاذ، بينما سيطر جيش المدرعات على مسجد الفاطمية ودريم، واقترب كثيرا من مجمع الرواد.
هذه التطورات لم تكن مجرد طفرات، وإنما تمت عبر خطة مدروسة تقتضي السيطرة على الأرض والمحافظة عليها، وقبل ذلك تؤكد تحول سياسة الجيش السوداني من الدفاع للهجوم، كما تشير إلى أن الجيش استعد لهذه السياسة من جميع النواحي التكتيكية والفنية، ويمضي في خطته لتنظيف العاصمة من جيوب المليشيا المجرمة.
انتهاء شهر العسل:
على الأرض، فإن حميدتي ليس لديه كروت ضغط أو عوامل قوة يستطيع عبرها تنفيذ تهديده، فالدعم السريع الذي كان يتباهى بقوته ويرمي جنوده القرعة بعجرفة لتحديد أي المدن تسقط أول، تحولوا إلى أشباح، لا يستطيعون الصمود في معركة أمام الجيش السوداني، وأتقنوا سياسة الهروب للتخلص من أي كلفة عالية من خلال التمسك بموقع، حيث فر جنود المليشيا أمام الجيش في مدن العاصمة الثلاثة بما فيها الجسور، إضافة لهروبهم من جبل موية بولاية سنار. ووصل الضعف بهم للدرجة التي يمكن القول معها، أن المنطقة التي لم تتحرر هى المنطقة التي لم يصلها جيش بعد
تغيير الموازين:
أكثر النظريات شيوعا ويصدقها الواقع، أن مليشيا الدعم السريع حققت انتصارات، خلال المرحلة السابقة بسبب عدم جهوزية الجيش، وليس بسبب قوتها ومهارة تكتيكها العسكري، لأن المليشيا لم تخض أي معركة حقيقية قبل 26 سبتمبر الماضي، باستثناء معارك المدرعات والقيادة والفاشر وبابنوسة، وفشلت المليشيا تماما في السيطرة على هذه المناطق، مايشير إلى أن التطورات الميدانية التي حدثت مؤخرا، جاءت بناءا علئ تحرك الجيش، وهذه الجزئية تحديدها يتجاهلها حميدتي ويتغافل عنها، ويظهر ذلك بشكل جلي حين يفشل في قراءة الأوضاع والتطورات الجديدة، حيث ظل يدعو ويكرر على هجوم جديد، بينما في حقيقة الأمر فإن جنوده تحولوا لخطة الدفاع التي فشلوا حتى هي الأخرى في اتقانها.
الحرب في نهايتها:
يقول الخبير في شؤون الأمن القومي، اللواء المصري محمد عبد الواحد، إن حميدتي ليست مؤهلا لإرسال تهديدات جديدة، فقد فعل الرجل كل ما يمكن فعله وبكامل قوته وفشل، وأضاف عبد الواحد في تصريح لقناة العرببة، أنه من الواضح أن العملية العسكرية بالسودان قاربت على الانتهاء، وأن الجيش السوداني سيعلن خلال أيام سيطرته الكاملة على العاصمة الخرطوم
إرتداد التهديدات:
التهديدات التي أطلقها حميدتي في مقطع الفيديو المزعوم، ارتدت عليه سريعا بتحول مفاجئ في مسار العمليات العسكرية بالعاصمة الخرطوم، حيث انفتح جيش العاصمة شرقا في طريقه للاقتراب من شارع القصر، ومن ثم شارع المك نمر، وسيلتحم بجيش القيادة العامة، بينما يقترب جيش الخرطوم بحري ليلتقي أخيرا بجيش سلاح الإشارة وسلاح الأسلحة، وعندها ستصبح الخطة (ب) لقائد المليشيا، مجرد فزاعة و(حبة مسكن) لتهدئة جنوده الفارين من الحرب، لكن بحسب مراقبين، فإن الأوان قد فات على ذلك، ولم يعد هناك ما يمكن أن يفعله حميدتي أو جنوده، وبالتالي فإن الهروب هو الخيار الوحيد والمتاح في الوقت الراهن، وكل وقت.