الإعلامي محمد جمال الدين لـ(أصداء سودانية): “الكلمة المسموعة أقوى تأثيراً من الرصاصة”

يجب توحيد الصوت الإعلامي للدعوة للسلام

محمد جمال الدين عندما تخرج من كلية الإعلام بدأ بالصحافة الورقية ثم انتقل إلى تلفزيون السودان وعمل به لسنوات طويلة عرف عبر شاشته للجميع. قدم العديد من البرامج المتنوعة عبر الشاشة ورسم مكانته لدى الجمهور الذي ظل يتابعه دائماً في كل الأوقات وفي كل برامجه التي يقدمها عبر تلك السنوات. حاورناه من على البعد فهو يقيم حالياً بالعاصمة القطرية الدوحة، تحدثنا في موضوعات مختلفة كلها تصب فيما يخص الإعلاميين والمذيعين تحديداً فكان هذا الحوار

حوار/ حنان الطيب

ماهي مقومات المذيع الناجح من وجهة نظرك؟
+ المذيع الناجح هو الذي أساسه الرغبة في العمل الإذاعي ولديه رسالة يقدمها من خلال هذه الوسائط، ولا تأتي كل هذه إلا بالموهبة، وكما كان يقول لنا أستاذتنا في الإعلام أن ٨٠٪ من مقومات المذيع الناجح هي الموهبة، والتقديم لأول مره له رهبة وصعوبة مالم توجد تلك الموهبة والرغبة، مقومات حقيقية لايستطيع أن يواجهها، بالإضافة إلى التمكن من اللغة والمظهر العام اللائق وكيفية توصيل الخبر أو المعلومة ولابد من التسلح بالمعرفة والعلم والثقافة.
كيف يطور المذيع نفسه وأدواته حتى يحقق الاستمرارية في مجاله؟
+ في مرحلتنا كان التدريب قليل ولم تكن هناك سوى المكتبة والتواصل مع الأجيال التي سبقتنا لننهل منهم مباشرة وكنا نتساءل كثيراً هل الإعلام مهنة أم موهبة؟ ولكن اخيراً فتحت المجالات والفرص، والإعلامي يمكن أن يطور نفسه ذاتياً بالإطلاع والمتابعه في مجال تخصصه، الإعلام هو لغة انسانية حديثة أُنشئ من خلال تجارب الذين عملوا في المجال في تلك الفترة، و وضعت في الكتب لتُدرّس في الكليات بعد أن أصبحت هناك كليات للإعلام، ولكن الأوائل اعتمدوا على الموهبة وأسّسوا بعدها تلك الكليات الإعلامية، ثم انفتح هذا الجانب وأصبح المذيع الذي يريد تطوير نفسه يتجه لامتلاك كل الأدوات العلمية في قوالبها المحدده في مجال تخصصه.
الانتقال من العمل داخل السودان إلى إذاعات و فضائيات خارجية، ماهي الإضافات والتحديات في ظل منافسة حادة؟
+ نحن كأمّة سودانية في كل مجالات تخصصاتنا رفدنا المجتمع الدولي بالخبرات، أما في مجال الإعلام فقد رفدنا العالم كله سواء كان عربياً أو أجنبياً منذ انطلاقة البي بي سي وغيرها في مجال الإذاعة والتلفزيون والصحافة الورقية، وكانوا خير سفراء للسودان في تلك الدول، إذاً الإعلامي الذي انطلق صوته خاجياً استطاع أن يحقق إنجازات.
وهنا أقول لابد أن نبدأ في تدوين وحفظ هذا التاريخ والتجارب والمشاركات وهم كُثر مَن عملوا خارج السودان منهم من رحلوا وآخرين موجودين حالياً ولا زالوا يعملون خارج السودان، وقد اثبتوا جدارتهم وسط الكم الهائل من المنافسة مما اتاح وصول صوت السودان إلى الآخر، فكانوا إضافة لهم و واجهوا تحديات بالتأكيد، ولكن التحدي الحقيقي هو بعد كل هذه المشاركات ماذا قدمنا لهم نحن؟
أحد الزملاء طالب بعقد مؤتمر لكل الإعلاميين للحديث عن التحديات وفرص المعالجة في دول المهجر للإعلامي السوداني، وهذا لا يتأتّى إلا إذا أسّسنا داخلياً (بعد استقرار السودان وتوقف الحرب) عبر وزارة الثقافة والإعلام أسّسنا إدارة متكاملة لهذا الشأن ، واتساءل هل لدى الوزارة احصائيات بعدد المذيعين والمهندسين و المصورين و غيرهم من السودانيين في قناة الجزيره في قطر فقط؟ لابد أن نحفظ لهم أنهم سفراء بحق وحقيقة، ولابد أن يعقد لهم مؤتمر عام للوقوف على معوقات الإعلام وكيفية المعالجة بعد الحرب خاصة وهم رسل لنا ونحتاج خبراتهم لتدريب كوادرنا السودانية داخلياً في إجازاتهم لخلق حلقة وصل بين الأجيال والاستفادة من خبراتهم، وخارجياً حيث يشكلون أداة وصل بين اعلاميّي الداخل وأماكن عملهم للتدريب بها.
واضيف هنا أنه على كل المستشاريات الإعلامية بالسفارات السودانية خارجياً أن تتواصل مع الإعلاميين كلٌّ في الدولة التي يعمل بها، فلابد أن تكون السفارة على علم بكل الكوادر الإعلامية في هذه الدولة والاتصال بهم ومناقشتهم في كيفية توصيل الرسالة الإعلامية الموحدة للاخرين خاصة في زمن الحرب هذا.
أسماء سودانية كثيرة عملت خارج السودان وظهر الفرق الواضح في طريقة الأداء ماذا تقول؟
+ نعم أي مؤسسة إعلامية لديها رسالتها الخاصة وخطها و أهدافها، وهناك طريقة الأداء تختلف وهذا شي طبيعي لتلك المؤسسات و المذيع الذي عمل هناك احتَكّ بالآخرين واكتسب وبدأ إرسال رسالة إعلامية لكن بالشكل السوداني ولسانه.
ماذا تقول للجيل الحالي من المذيعين السودانيين؟
ليس لديهم مايحتاجون إليه من وصية، الآن إذا أطلّ أياً كان في هذا المجال ولم يكن بالمستوى المطلوب يجد الرفض من المتلقي لذلك الجيل الجديد يعلم تماماً أنه لابد من أن يتأهل ومن ثم يظهر، لأن الذين سبقوه قدموا بصمة واضحة ولابد ان يكون لديه طموح أكبر.
هل للمذيع دور في الدعوة للسلام؟
نعم دورنا قوي و رسالتنا أقوى إذا كانت الكلمة المسموعة أقوى من الرصاصة تأثيراً ورد فعل، إذاً أنا اكون داعياً للسلام والمحبة واتحدث عن هذا الوطن الذي يجب أن يعيش في محبة وسلام وأمن واستقرار، معنى ذلك أن المذيع من أوائل من يدعوا للسلام.
وهل تؤثر الحرب سلباً على المذيعين أم العكس؟
+ الحرب تؤثر سلباً على الرسالة الإعلامية وتغير من الخطاب الإعلامي، ولابد أن نسعى لأن تكون رسالتنا تدعو للأمن والسلام والتطور لحفظ حقوق السودان وثرواته، فذلك هو المخزون لأجيالنا القادمة، فلننظر لليابان رواندا ويوغندا وغيرها كيف تطورت تلك الدول بعد الحروب، والشعب السوداني شعب متفرد عن غيره، ويجب أن نوحد الصوت الإعلامي الذي يدعو للأمن والسلام والمحبة للسودان.
وفي الختام أقول في مصر فقط يوجد عدد كبير من رموز الإعلام على سبيل المثال البروفيسور صلاح الدين الفاضل والأستاذ عمر الجزلي والأستاذ معتصم فضل والأستاذ جمال الدين مصطفى هؤلاء رموز لابد أن نقف على تجاربهم الثرّة ونكتب منها كتب تستفيد منها الأجيال الحالية والقادمة.