ألم الأمان 

قصة

 

خالد أرواح بطران 

يمني جيبوتي 

قتله الحزن يومها و هو يراها تغادر دون وداع ..

القت تحيتها الأخيرة بصمت ، لم تبتسم ولم تسأله كعادتها

إن كان في حالة جيدة ..

فتحت الباب و خرجت..صامتة كفكرة لم يمسها حب

كان الكون أضيق مما تعود أن يراه، النجوم المعلقة في لوحات على جدران السماء كانت تحدق به كأنها تلومه على ذنب قد اقترفه،

الورود المرسومة على غطاء الروح ساحت..سال دمها الأبيض على البلاط..ذكرياتها المرمية على كرسي أمام النافذة تشبه فراغه منها

و امتلاءه بقطن الجراحات العميقة..

فكر بأن يكتب لها رسالة.. يضعها في صندوق بريدها الذي صارت

تتفقده أحيانا بعد أن كانت لا تبدأ صباحاتها إلا به .

رسالة تذكرها بأيام تعارفهما حين كانا مغموسين بماء الورد و الشوق الناصع تذكرها برسائله التي كانت تبهرها بالوانها و اشكالها و خطه المرسوم بذوق عاشق.

بالدمع الذي تأخر في السقوط كتب عن عثرتهما الأولى..

ما أصعب الكتمان و ما أوجع الوقوف فيه..

أحبك..

لا أملك إلا أن أقولها!

أحبك

أين أخفي هذه الكلمة كي احميها من العفن، أي براد صمم

لحفظ الكلمات من السوس ومن فطريات الألم..

كيف استطعت أن ترفع صوتك في قلبي و تطبع قسوتك عليه!

ليتك انتظرت قليلا كنت نزعت قلبي من قلبي

كي لا تثبت التهمة على قسوتك و أكرهها..

عزفك كان عنيفا و آلة الحب داخلي هشمها النغم

كنت حينها أردد لن أصفح !!

من أين سيأتي الصفح وقلبي ذاكرة..؟

ترك الرسالة في صندوق بريدها و عاد مسرعا ينتظر خطاها

علها تحمل نعش الاعتذار وتأتي .

دار الزمن ..

و دارت أيامه في ثوان..

وما سمعها ولا سمع اعتذارها

وظل منتظرا

ناسيا أن الأمان تألم وأن المشهد صار حجرا ..!