
الضغط والتحولات (2_2)
خارطة الطريق
ناصر بابكر
. تطرقت بالأمس، لبعض الجوانب السلبية التي صاحبت أداء المريخ أمام الحرس الوطني، في حالات الضغط المتقدم، وفي التمركز في حالة الكتلة المتوسطة أو المنخفضة، إلى جانب قصور بعض العناصر في أداء الواجب الدفاعي.
. بالإضافة لما سبق، فإن أي فريق يلعب بأسلوب دفاعي، فإنه يكون مطالباً بتكملة الشق الدفاعي، بتطوير قدرته في التحولات والإنتقال السريع من الحالة الدفاعية للهجومية، إلى جانب القدرة على الخروج بالكرة من مناطقه وبناء اللعب تحت الضغط، إلى جانب ما ذكرته أمس وأجدد الإشارة له اليوم، بشأن ضرورة الاحتفاظ بالكرة والقدرة على الاستحواذ عليها لبعض الوقت، لتخفيف الضغط بما يخدم الجانب الدفاعي قبل الهجومي، لأن سرعة فقدان الكرة، أو منحها للخصم بسهولة عبر التشتيت العشوائي، والإرسال الطويل غير المتقن، يجعل الفريق تحت ضغط متواصل، وأي فريق يقبل الضغط بشكل مستمر، يكون عرضة في نهاية المطاف لإرتكاب أخطاء يمكن أن تؤدي لإهتزاز شباكه وخسارته، إلا حال فشل المنافس في استثمار الأخطاء.
. المريخ يملك عناصر هجومية يمكن أن يتناسب معها بشدة الأسلوب الدفاعي، والكتلة الدفاعية المتوسطة، لأن عناصر مثل قباني وأسد وريكي باندا، جميعهم تزداد خطورتهم حينما تتوفر لهم المساحة خلف دفاع الخصم، وهو ما يمكن أن يجعل المريخ فتاكا في التحولات والمرتدات، ولكن حال نجح الطاقم الفني في إيجاد حلول للخروج بالكرة من الدفاع تحت الضغط، والإنتقال السريع من الحالة الدفاعية للحالة الهجومية.
. المريخ يلعب بتنظيم 3_4_2_1 وبالتالي يأخذ في كثير من الأحيان وضعية 5_4_1 في الحالة الدفاعية، كما حدث الشوط الثاني كاملا أمام الحرس الوطني، وفي الجزء الأول من مباراة الهلال قبل النقص العددي للأخير، وهذا الوضع يتطلب من أطراف الوسط (صابون ودياوا) أو أي لاعبين يلعبان على أطراف الوسط، سرعة التقدم لفتح أطراف الملعب بشكل سريع فور نجاح الفريق في قطع الكرة من المنافس، لتوفير خيارات تمرير مريحة من ناحية، ولتوفير مساحة لثنائي الوسط وكذلك لثنائي الأجنحة الداخلية اللذان يكونان مطالبان بالتواجد في أنصاف المساحات، لأن شغل الممرات الخمسة يجعل الفريق قادرا على التمرير بشكل أسهل، والتدرج بالهجمة بشكل أسهل، مع الإشارة لأن عناصر وسط المريخ تمتلك القدرة على التمرير الطويل المتقن، وكذلك التمرير التقدمي الذي يساعد على كسر خطوط المنافس.
. حركة أطراف الوسط السريعة لفتح الملعب بالأطراف في حالة الحيازة، يمكن أن تساعد المدافعين على إخراج الكرة عبر التمرير سواء الأرضي أو التمرير الطويل المتقن، مع ضرورة نزول أحد عناصر المحور للمدافعين لتسهيل عملية الخروج بالكرة من الدفاع، وهي عملية تتطلب أولا رفع قدرات المدافعين في التمرير، وقبلها ضرورة تحليهم بالثقة وعدم الخوف وإدراك أهمية الخروج الصحيح بالكرة، والذي يخدم الفريق ككل بشكل كبير، ويخدمهم بشكل خاص كمدافعين لأنه يقلل الضغط عليهم، وبالتالي فإن المطلوب عمل فردي مكثف مع المدافعين، تقني لرفع قدرات التمرير لديهم، وذهني يتعلق بالثقة والهدوء، وتكتيكي عبر رسم جمل محددة لهم لكيفية الخروج بالكرة، حتى يعرف كل مدافع أفضل خيارات التمرير بالنسبة له.
. الأمر هنا لا يقتصر على الطاقم الفني وعمله فحسب، وإنما يتطلب جهدا من اللاعبين أنفسهم ورغبة في التعلم، ورغبة قبلها في فهم وإدراك ما هو مطلوب منهم، وفي معرفة الأفكار الصحيحة للعبة كرة القدم، وبالتالي فإن المشاهدة سواء للمباريات العالمية أو القارية أو المحلية برغبة التعلم والإستفادة يمكن أن توسع من أفق اللاعب، دون إغفال وجود محلل فيديو بالطاقم الفني إلى جانب محلل أداء ينبغي أن يحرصا بشكل مستمر على عرض فيديوهات لقطات المدافعين في المباريات والتدريبات ومناقشتها معهم مع استعراض نماذج عالمية لتوضيح ما هو صحيح، وما هو مطلوب تعديله من كل مدافع وكل لاعب.
. المشاركة في الدوري الموريتاني فرصة من ذهب للتعلم، وتطوير القدرات، ورفع جودة الفريق، في ظل قلة أو انعدام الضغط التنافسي، وعلى الطاقم الفني واللاعبين الحرص على استثمار هذه الفرصة بأفضل طريقة ممكنة للوصول لمستوى عال، قبل انطلاقة مرحلة النخبة بالدوري الممتاز السوداني والذي سيكون الفريق مطالبا بالفوز بلقبه.
. لاعب كرة القدم الذي يفتقر للثقة، ويخشى ارتكاب الأخطاء، ولا يستطيع تحمل الضغط، لن يكون مؤهلا في أي يوم من الأيام للعب في فريق كبير وجماهيري، وبالتالي فإن اللعب بالمريخ يتطلب من كل لاعب أن يهزم مخاوفه أولا، وأن يتحلى بالثقة، والرغبة في التطور والتعلم والإستفادة من الأخطاء، ومن الضروري أن يدرك كل مدافع بالمريخ أن عصر المدافع الذي لا يجيد التمرير إنتهى، وأن كرة القدم الحديثة تفرض على أي لاعب بما في ذلك حراس المرمى إجادة التمرير واللعب بالقدمين.
. التشتيت العشوائي للكرة، والإرسال الطويل غير المتقن، وكثرة أخطاء التمرير مع بطء الإنتقال من الحالة الدفاعية للهجومية، هي أبرز سلبيات المريخ حالياً التي تحتاج لعمل كبير لتصحيحها وتغيير الصورة.