في جلسة تفاكرية بالدويم حول (تدابير الحماية وزرع القيم الوطنية للأطفال)

- مدير السجن : القنوات والهواتف الذكية سبب إبتعاد الأطفال عن القيم النبيلة
- عمدة الدويم : الأطفال تأثروا بالحرب فأختلت سلوكياتهم
- د. يوسف النور : وحدة الأسرة والطفل تقم بمجهودات كبيرة ولابد من تفعيل أدوار الأسرة التربوية
الدويم – هيثم السيد:
نظمت منظمة (ينمو) التطوعية للأطفال أمس جلسة تفاكر بدارها بالدويم بعنوان (تدابير الحماية وزرع القيم الوطنية للأطفال) وذلك بالتعاون مع وحدة حماية الأسرة والطفل بالدويم ،وحضر الجلسة عدد من المختصين والمهتمين بشؤون الأسرة والطفل، وتحدث خلال الجلسة الملازم أول شرطة وليد محجوب مدير وحدة حماية الأسرة والطفل بالدويم والعمدة نعيم عبدالرحيم رئيس مجلس ادارة منظمة ينمو للأطفال ،والأستاذة مروة الزين مدير روضة الهدى والرائد شرطة صديق آدم مدير سجن الدويم ،والإعلامي هيثم السيد، مدير المركز الصحفي بقناة النيل الأزرق ،وعدد من المعلمين.
حماية الأطفال:
وكان محور النقاش في الجلسة أهمية حماية الأطفال ورفع درجات الوعي لديهم وتعزيز القيم الوطنية في نفوسهم ،وناقشت الجلسة تأثير الحرب علي الأطفال من جوانب مختلفة ،وجاء النقاش ثرا ومفيدا ،حيث أكد مدير وحدة حماية الأسرة والطفل بالدويم الملازم أول شرطة وليد محجوب أن حماية الأطفال ورعايتهم مسئولية تضامنية بين كافة أطراف المجتمع في ظل تنامى المهددات ، وأشاد مدير الوحدة بالتعاون المستمر بينهم وبين منظمة ينمو وأشاد بجهود العمدة نعيم عبدالرحيم الذي كان أول من أستقبلنا في الدويم في العام 2018 ،وأكد وليد ضرورة أقامة جلسة ثانية لتغطية مشاكل الأطفال وتناول قضاياهم.
تطبيق القوانين:
وقال الرائد شرطة صديق ادم عبدالله مدير سجن الدويم والمختص في جانب حماية الأطفال أن الأطفال عرضة للأنتهاكات لذلك يجب تطبيق القوانين التي تحميهم بالصورة السليمة لأنها توفر لهم الحماية ،وأشار الي ضعف مستوي الرقابة الاسرية علي الأطفال وأدى ذلك لأبتعادهم عن قيم التربية النبيلة وأصبح الطفل يعيش حالة من الضياع.
تكثيف الاهتمام:
وقال سفير النوايا الحسنة نعيم عبدالرحيم، عمدة الدويم مؤسس منظمة ينمو التطوعية للأطفال أن الحرب أثرت كثيرا على الأطفال وقللت الإهتمام بهم لذلك تأثرت سلوكياتهم بسبب المتغيرات الكبيرة وضعف الرقابة ،لذلك لابد من تكثيف الاهتمام بهم من خلال مثل هذه الجلسات والوصول اليهم لتوصيل رسائل التوعية،ونبه العمدة نعيم الي أن المجتمع موعود بحالة إستلاب ثقافي جديد من الأسر العائدة من النزوح خارج السودان.
الهواتف الذكية:
وقال الإعلامي هيثم محمد السيد مدير المركز الصحفي بقناة النيل الأزرق أن الهواتف الذكية في أيدي الأطفال تشكل خطرا كبيرا على سلوكياتهم في ظل إتساع فضاء الميديا وانتشار المحتويات السلبية ،لذلك فأن غالبية الجرائم المتعلقة بالأطفال ناتجة عن تقليد لما شاهدوه في الميديا ،للأسف بعض الأسر تفاخر بمنح أطفالها هواتف فاخرة ،وهذه تشغلهم عن التركيز في الدراسة قبل أن تأخذهم الى اتجاهات سلوكية مرفوضة.
الدور الرقابي للأسرة:
الرائد شرطة إبراهيم مالك مدير إدارة الحياة البرية بالدويم أكد أهمية تفعيل الدور الرقابي للأسرة على الأطفال ،مشيرا إلى أن الانشغال بأكل العيش لايبرر إهمال الرقابة عليهم ،ودعا الي أهمية إعادة حصص الفنون بالمدارس.
إمتصاص الصدمات:
الدكتور يوسف النور الإختصاصي الإجتماعي بحماية الأسرة و الطفل قال أنهم يعملون على إمتصاص الصدمات وتعديل سلوك الأطفال داخل الوحدة ،ونشتغل مع الأطفال بصورة مكثفة في هذا الجانب حتى لايعود الي السلوك الذي أتي به ،ولابد من تفعيل الجوانب التربوية لمنع وصول الأطفال إلى سجلات الجرائم.
المناهج التعلمية:
الأستاذة مروة الزين المختصة في رياض الأطفال قالت أن التوعية تحتاجها الأسر وليس الأطفال ،لأن الأسرة أن قامت بدورها كاملا تجاه الطفل سيخرج إلى المجتمع معافي
الأستاذ زاهر الشيخ أشار إلى أن التربية الجيدة تبدأ بالمناهج التعلمية التي تدرس للأطفال ،وقدم مقارنة بمناهج المرحلة الابتدائية في السابق والآن ،مشيرا إلى أن التطور في الحياة أمر طبيعي يجب مواكبته بشكل إيجابي وليس العكس.
الأستاذة زينب كرار عبادي أشارت إلى أنعدام المحتويات التي تعزز القيم الوطنية لدى الأطفال ،في الماضي كانت هناك أغنيات للأطفال وتمثيليات وأعمال أخرى مثل الأراجوز كانت تقدم رسائل وطنية واجتماعية قيمة ،الآن نعاني من حالة استلاب والمعالجة تتطلب تفاعل المجتمع وتكثيف الاهتمام بالأطفال.
الأستاذة سارة أحمد عوض قاسم أشارت لمعاناة الأطفال خلال الحرب حتى أن ثقافتهم أصبحت مبنية على العنف ،وهي تدخل في جانب إعادة تعمير النفوس واعادة ضبط مصنع الأطفال.
الدكتور هاشم الأمين عميد كلية دار العلوم أشاد بفكرة الجلسة التفاكرية حول مستقبل الأطفال مؤكدا أنهم شريحة مهمة جدا تعرضت للأهمال وعاشت ظروفا قاسية خلال الحرب.
تعزيز قيم التربية:
الاستاذ محمد نور مدير إدارة تعليم الكبار بالدويم طالب بمراجعة المناهج بحيث تعزز قيم التربية الإسلامية في نفوس الأطفال والمجتمع.
العودة للمدرسة:
العمدة نعيم عبدالرحيم أعلن في ختام الجلسة تشكيل مجلس عمدة الدويم ممثلا للجسم الشعبي للمدينة وأشار لإطلاق مشروعات عديدة تتعلق بالأطفال منها العودة للمدرسة والاجلاس وتوفير الوجبة المدرسية
تخللت الجلسة مشاركة موسيقية بالعزف المنفرد قدمها الفنان الأستاذ حيدر محس ونالت إستحسان الحضور.