مسيرات تمبول.. التفاصيل الكاملة للهجوم على احتفال درع السودان

تقرير- الطيب عباس
قصفت مليشيا الدعم السريع، أمس، احتفالا لقوات درع السودان بعيد الجيش رقم 71 بمدينة تمبول شرقي ولاية الجزيرة بعدد من المسيرات، بحضور قائد القوات، اللواء أبو عاقلة كيكل، وعددا من قيادات المقاومة الشعبية بمتحرك المناقل الغربي.
وقال شهود عيان لصحيفة (أصداء سودانية)إن خمسة مسيرات ظهرت من الجهة الشمالية لمدينة تمبول، أثناء الاحتفال، في وقت سارعت فيه القوات للتعامل مع المسيرات بمدافع الثنائي ونجحت في إسقاط مسيرتين، بينما أبطلت أجهزة التشويش فاعلية صاروخ المسيرة الثالثة وأفقدته الاتصال بالمسيرة، بينما نجحت المسيرتين الأخريتين في قصف مناطق بتمبول، نتج عنها وفاة خمسة مواطنين بينهم أطفال وطلاب مدارس وإصابة عشرة آخرين بجروح.
وأوضح الشهود أن إحدى المسيرات الانتحارية سقطت أمام مبنى جهاز المخابرات بمدينة تمبول واصابت عددا من عمال مخبز مجاور لمبنى المخابرات.
واتهمت قوات درع السودان، في بيان مليشيا الدعم السريع بمقتل مدنيين بينهم أطفال وإصابة آخرين جراء مسيرات أطلقتها المليشيا على مدينة تمبول شرقي ولاية الجزيرة.
وأكدت القوات، أن عناصرها الذين كانوا يحتفلون بالعيد رقم 71 للجيش، كانوا في أتم الجاهزية ونجحوا في التصدي للمسيرات وتقليل الخسائر، مؤكدة عهدها ووقفتها الكاملة مع القوات المسلحة السودانية، ووضع كافة إمكانياتها البشرية تحت تصرف القيادة العامة لمواصلة المسير نحو تحقيق أهداف الشعب السوداني والمتمثلة في تحرير كامل التراب السوداني.
وأضاف البيان (احتفلت قوات درع السودان – بقيادة اللواء أبوعاقلة محمد أحمد كيكل – أمس بالعيد الحادي والسبعين للقوات المسلحة السودانية ، وقد تم الاحتفال بمحلية شرق الجزيرة مدينة تمبول ، أرض الشهداء، وذلك تأكيداً على رمزية المكان وفخره الاجتماعي، وتضامناً مع أرواح الشهداء الطاهرة وأسرهم الكريمة، وترسيخاً لوحدة وتماسك القوات المسلحة، وتأكيداً على تلاحم الشعب السوداني وإلتفافهِ حول قواته النظامية
وتابع (وفي خضم هذه المناسبة). الوطنية الغالية، ومواصلةً لنهجها العدواني الخسيس، لم تتوان مليشيا آل دقلو عن استهداف الفعالية بطائرة مسيرة ، وقد أسفر الهجوم عن استشهاد واصابة عدد من المواطنين بينهم ثلاث أطفال ، ثم أن لطف الله تعالى، وتَحَسُّب قيادة قوات درع السودان لمثل هذه الجرائم ، واتخاذها كافة الاحتياطات الأمنية اللازمة، أدى إلى إفشال الهجمة والتي كان يمكن أن تحدث مئات القتلى في صفوف قوات الدرع والمواطنين لولا مواجهة أبطال الدرع لها عبر جدار ناري شامل أفشل مهمة العدو وأحبط مسعاه.
يأتي الهجوم بعد نحو ثلاثة أشهر من هجوم مماثل بالمسيرات، تعرضت له قوات درع السودان في معسكرها بجبل الإبيتور بسهل البطانة مايو الماضي، نتج عنه مقتل 9 وإصابة آخرين، ما يشير بحسب مراقبين إلى حالة ترصد من المليشيا لهذه القوات التي سامتها سوء العذاب.
محاولة إغتيال:
قيادات في درع السودان، لم تستبعد أن تكون مسيرات تمبول، القصد منها محاولة إغتيال أبو عاقلة كيكل، مشيرين إلى أن مليشيا الدعم السريع تسعى بكل قوة لإفشال تحرك قوات درع السودان في كردفان ودارفور، وأنها تعتقد أن اغتيال كيكل يمكن أن يحقق لها هذا الغرض.
وتشير (أصداء سودانية) إلى أن ما يعزز هذه الفرضية هو وجود أبوعاقلة كيكل في مدينة تمبول وإشرفه شخصيا على الاحتفال.
كيكل يرد:
وفي أول رد فعل، قال قائد درع السودان، إن المسيرات لن ترعبهم وهى عندهم أشبه بصوت الرعد، لن تزيدهم إلا حماسا، وأكد كيكل، أن قواته ستنطلق لتحرير كردفان ودارفور، وأن هذا الحادث وغيره لن يثنيهم عن تحقيق النصر الكامل على هذه المليشيات.
وظهر كيكل، فورا عقب الحادث من مكان الاحتفال نفسه رفقة أعضاء من المقاومة الشعبية بمحور المناقل الغربي، في محاولة فيما يبدو لإيقاف أي شائعات متوقعة حول اغتياله.
انتقادات:
وجه ناشطون انتقادات لقيادة درع السودان بسبب تساهلها في عمليات التأمين، وتجمهرها واحتفالها في أماكن عامة ومكشوفة.
وتشير (أصداء سودانية) إلى أن احتفال القوات بعيد الجيش أمس بمدينة تمبول، كانت قد أعلنت الدعوة له بمكرفون مثبت على ظهر عربة، ظلت تجوب تمبول وأحيائها لأيام تدعو الناس لحضور الاحتفال مع التذكير بمكان وزمان الاحتفال والتذكير بحضور كيكل شخصيا للاحتفال.
واعتبر مراقبون، الخطوة، تصرفا لا يشبه قوات مقاتلة من المفترض أن تتمتع بالحد الأدنى من الحس الأمني، مشيرين إلى أن حادثة تمبول وقبلها حادثة جبل الإبيتيور، تشير إلى أن قوات درع السودان لا تزال على رأس أولويات المليشيا، ما يجب أن يقابله بترتيبات أمنية محكمة لقادة الدرع ومناشطه.
من أين جاءت المسيرات:
قيادات رفيعة في قوات درع السودان أبلغت (أصداء سودانية) أمس، أن التحقيقات التي ستجريها الأجهزة المختصة في القوات المسلحة ستحدد مكان انطلاق المسيرات، مشيرين إلى أنهم تمكنوا من جمع حطام المسيرات وسيتم تقديمه للأجهزة المختصة لمعرفة نوعيتها وأماكن إطلاقها
لكن قبل ذلك، فإن مراقبين يطالبون قيادة قوات درع السودان بمزيد من التأمين وتقليل الحشود والتجمهرات، سيما في المناطق الآمنة التي ستكون مستهدفة أكثر من مناطق العمليات، ذلك لأن المليشيا التي فشلت ميدانيا في منازلة الجيش ستحاول اللجوء للأعمال الدنئية باستهداف القوات المقاتلة في المناطق الأمنة لتحقيق نصر معنوي وتعويضي يحافظ على تماسك عناصرها.