تفاصيل جديدة عن اللقاء السري بين البرهان ومستشار ترامب

قال مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية إن الإدارة الأميركية، ومن خلال قنوات دبلوماسية متعددة، تعمل على التواصل مع الأطراف السودانية.وتجنب المصدر تأكيد أو نفي التقارير الصحفية التي تتحدث عن اجتماع ضم رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان بمستشار الرئيس الأميركي مسعد بولس في سويسرا، ليلة الاثنين.
وقال، في رده على سؤال طرحته (سودان تربيون) حول تفاصيل هذا الاجتماع : “من خلال قنوات دبلوماسية متعددة، نواصل التواصل مع الأطراف وممثليهم. لن أخوض في تفاصيل تلك المحادثات… نحن ملتزمون بدعم الحوار الذي يؤدي إلى السلام وينهي معاناة الشعب السوداني”.ولم تصدر اي تصريحات من السلطات السودانية حول لقاء البرهان وبولس أو طبيعة هذه المحادثات، كما لم تكشف هوية الوفد الذي رافق البرهان.
ونقلت قنوات ومواقع إخبارية عن مصادر مطلعة قولها إن اجتماع البرهان والمسؤول الأميركي تم بترتيب قطري رفيع المستوى، حيث ناقش الاجتماع – الذي امتد لنحو ثلاث ساعات – ضرورة وقف الحرب في السودان والالتفات إلى الأزمة الإنسانية، علاوة على ضرورة ابتدار مفاوضات مباشرة بين السودان والامارات لخفض التوتر بين البلدين والضغط باتجاه منع أبو ظبي عن الاستمرار في دعم المليشيا.
وكشفت مصادر متطابقة تفاصيل اللقاء وذكرت أن رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، عرض أمام اجتماع مجلس الأمن والدفاع الذي انعقد في 9 أغسطس، تفاصيل الدعوة الأمريكية التي تلقاها للقاء مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في سويسرا. وجاءت الدعوة عبر مكالمة هاتفية أجراها المسؤول الأمريكي مع البرهان من تركيا، حيث أبدى المجلس موافقته الفورية دون أي تردد.
وتحدث عدد من قيادات الحكومة، وعلى رأسهم رئيس الوزراء كامل إدريس، عن أهمية اللقاء كونه يفتح قنوات مباشرة مع إدارة ترامب، وهو ما اعتبروه خطوة محورية ضمن الترتيبات التي تجريها واشنطن لوقف الحرب في السودان. وكشفت مصادر أن تركيا وقطر لعبتا دورًا في الترتيبات، حيث أرسلت قطر طائرة أميرية رئاسية مخصصة لسفر البرهان للخارج، وهي ترابط في المطار العسكري بالدوحة، وتصل للسودان عند الحاجة لنقله إلى وجهته، ثم تعود بعد انتهاء مهمته.
وضم وفد البرهان كلًا من مدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، ووزير الدولة بوزارة الخارجية عمر صديق، ومدير مكتب رئيس مجلس السيادة اللواء ركن عادل سبدرات. أما الوفد الأمريكي فضم مستشارين أمنيين بارزين من الاستخبارات الأمريكية، بينهم من لهم ارتباط مباشر بملف الإرهاب والتعاون الأمني مع السودان في السابق.
وحمل البرهان ملفات أمنية توثق تورط دول إقليمية ودولية، أبرزها الإمارات، في دعم ميليشيا الدعم السريع بالسلاح والتمويل والتدريب، إضافة إلى فتح مطارات في دول مجاورة للسودان مثل تشاد وليبيا وجنوب السودان وأفريقيا الوسطى والصومال، لنقل الأسلحة والمساعدات للميليشيا في دارفور وكردفان، وقبل ذلك في الخرطوم.
وأكد البرهان خلال اللقاء أن أي حلول سياسية يجب أن تتضمن موقفًا واضحًا برفض وجود الدعم السريع في العملية السياسية أو في حياة المواطنين، مشددًا على رفض الشعب السوداني والقوات المسلحة لهذا الوجود بعد الفظائع التي ارتكبتها الميليشيا في الجزيرة والخرطوم والنيل الأبيض وكردفان ودارفور.
وأبلغ الوفد الأمريكي البرهان برغبة واشنطن في إعادة التعاون مع السودان في ملفات تعتبرها استراتيجية في أفريقيا، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، والتصدي لملف الاتجار بالبشر والهجرة غير النظامية، مشيرين إلى أهمية الموقع الجغرافي للسودان الرابط بين أفريقيا والعالم العربي وصولًا إلى أوروبا.