
دياوا وكانتي
خارطة الطريق
ناصر بابكر
•كل المؤشرات بالمريخ، تمضي بإتجاه نهاية مشوار الظهير الأيسر “العاجي التشادي” دياوا ميكيل مع الأحمر، خلال فترة الإنتقالات القادمة في يناير، وذات الأمر بالنسبة للجناح الوطني موسى كانتي، الذي ينتهي عقده مع المريخ خواتيم شهر أبريل 2026.
•الملاحظ، أن معسكر المريخ ببنغازي، شهد إتاحة الفرصة لكل العناصر تقريباً، بعد أن خاض الفريق مباريات بالتوليفة الأساسية، ومباريات أخرى خصصت بالكامل للاعبين البدلاء، في إطار إتاحة الفرص لكل اللاعبين، والسعي لاستكشاف القدرات.
•لكن على الرغم من عدم وجود بديل لطبنجة على الجهة اليسرى في ظل استخدام داؤودا با كظهير أيمن، يلاحظ أن دياوا لم يشارك نهائيا لدرجة توليف لاعب من وسط الدفاع مثل موسى الطيب كظهير أيسر، والواضح أن هنالك عقوبة إدارية غير معلنة بحرمان اللاعب من المشاركة، رغم انتظامه في التدريبات، في تداعيات لرفض اللاعب الموسم الماضي الحضور للسودان للمشاركة في دور النخبة.
•وذات الأمر ينطبق على موسى كانتي، في ظل الخلافات التي حدثت بينه أو بين وكيله والنادي فيما يلي مسألة تمديد عقده، وبالتالي لم يشارك اللاعب إلاَّ لدقائق معدودة منذ انطلاقة تحضيرات المريخ برواندا ثم مباراتي لوبوبو ومعسكر بنغازي، قبل أن ينتهي الأمر بإرساله للفريق ب الذي سيشارك في دوري بربر قبل انطلاقة الدوري الممتاز.
•في هذه الأيام، سافر دياوا لمعسكر المنتخب التشادي، فيما سافر كانتي لمعسكر المنتخب السوداني، مع الإشارة لأن دياوا ظل لاعبا أساسياً في منتخب تشاد منذ موافقته على تمثيل المنتخب، حيث شارك معه في مباريات تصفيات كأس العالم، وينتظر أن يشارك في جولات النافذة الدولية الحالية، فيما يعتبر كانتي من الخيارات البديلة في توليفة أبياه للمنتخب الأول، بينما يعتبر لاعبا أساسيا في المنتخب المحلي الذي شارك في “الشان”.
•تحديد من يبقى في كشوفات الفريق ومن يغادرها، شأن فني واداري، يتعلق أما برؤية فنية خاصة بالمدرب، أو رؤية إدارية مرتبطة بطبيعة العلاقة بين اللاعب وإدارة النادي، والواضح أن القرار فيما يلي دياوا وكانتي قرار إداري خالص، وشخصيا لأ أريد مناقشة الرؤية الإدارية، طالما أن الإدارة أقرب لتفاصيل وكواليس علاقة اللاعبين مع النادي، ويمكن أن تكون هنالك أسباب موضوعية قادت لهذه النتيجة.
•لكن ما أود الحديث عنه، ومناقشته، ووجهة النظر التي أود إعادة طرحها من جديد بعد أن طرحتها عشرات المرات من قبل، تتعلق بكيفية خروج اللاعبين من كشف الفريق بطريقة تعود بالفائدة على النادي، وتدر عليه دخلا، يعوضه ما دفعه في سبيل التعاقد مع تلك العناصر، وما صرفه عليهم ابان سنوات تواجدهم بالمريخ، وهي رؤية لا تقتصر بحالتي دياوا وكانتي فقط، بل بأي لاعب يخطط النادي للإستغناء عنه، وبلا شك، فإن الأمر يزداد أهمية حينما يكون اللاعب لاعبا دولياً.
•إذّ أنّ فرص تسويق اللاعب الدولي تبقى دائماً أكبر، وتحتاج للقليل من العمل الإداري والإجتهاد في وضع خطة تسويقية، والعمل على تنفيذها، طالما أن قرار خروج اللاعب اتخذ سلفا قبل وقت طويل من موعد فترة الإنتقالات.
•شخصياً، ضد تحول العلاقة بين إدارة النادي وأي لاعب لحالة عداء، وضد منع لاعب من المشاركة لأن الإدارة قررت الاستغناء عنه في أول فترة انتقالات قادمة، لأن الإدارة دورها الأساسي ومسئوليتها وواجبها، هو تحقيق مصلحة المريخ والدفاع عنها، وتحقيق تلك المصلحة يكون عبر خروج اللاعب غير المرغوب في استمراره، عبر بوابة التسويق وليس فسخ العقد من طرف النادي أو فسخ العقد بالتراضي، لأن الخروج عبر بوابة التسويق يعني تحقيق عائد مالي للنادي يسهم في تعويض اللاعب المغادر بلاعب أفضل.
•لذا، فإن الأمر يتطلب خطة تسويقية عاجلة، تبدأ بتجهيز فيديوهات مميزة للاعبين من مشاركاتهم مع منتخباتهم الوطنية، والأفضل فيديوهات حديثة، ومن السهولة بمكان تجهيز تلك الفيديوهات من مشاركات كانتي مع المنتخب في الشان وفي تصفيات كأس العالم، وذات الأمر بالنسبة لمشاركات دياوا مع المنتخب التشادي في تصفيات كأس العالم، بالإضافة لمشاركاتهم القادمة في المباريات الودية الدولية في النافذة الحالية، ثم كأس العرب و”الكان” بالنسبة لكانتي، مع مشاركات سابقة لهم مع المريخ.
•وبالنسبة لدياوا، وطالما أن المريخ سيفتقد لطبنجة في الكثير من مباريات النصف الأول من الدوري الرواندي، فإن من الأفضل بالنسبة للنادي، فك حالة تجميد مشاركات اللاعب، والسماح له باللعب في المباريات، ومن ثم تجهيز أفضل لقطات له من كل مشاركة، مع ملف يحوي عدد مشاركاته منذ انضمامه للمريخ، وكذلك اسهاماته الهجومية وهو للعلم أكثر من صنع اهدافا الموسم الماضي، وبالتالي من السهولة بمكان تجهيز ملف جيد عن اللاعب سواء كمعلومات أو فيديوهات، بصورة تسهل عملية تسويقه.
•أما الخطوة الأخرى المطلوبة بشدة، فهي التواصل مع وكلاء اللاعبين، ومطالبتهما بالبحث عن عروض للاعبين خلال انتقالات يناير، والتواصل مع وكلاء آخرين يمثلون النادي في السعي لجلب عروض مميزة مع منح الوكيل الذي يجلب عرضاً جيداً نسبة من عائد الصفقة، لتشجيع الوكلاء في التحرك لجلب عروض جيّدة.
•كرة القدم تقوم على المصلحة المشتركة بين النادي واللاعب، وتحول العلاقات لعداء وحماقات أمر يضر بالطرفين، وهو سلوك غير احترافي سواء من إدارة النادي أو اللاعبين وومثليهم، والأفضل دائما التوصل لأفضل الحلول التي تخدم الطرفين، وفي حالة الوصول لقناعة بالمغادرة، فالأفضل أن تكون عبر بند التسويق الذي يفيد النادي ويرفع أسهم اللاعب ويبين إنه مطلوب في سوق اللاعبين، ومسألة التسويق تجعل الأفضل إشراك اللاعبين ولو في بعض المباريات لتسهيل عملية العرض، وزيادة الطلب على اللاعب، أما الطريقة السودانية المتمثلة في تجميد مشاركة اللاعب، فطريقة بدائية كل التجارب برهنت أنها تضر بالنادي ولا تفيده بشيء.