لاينال العلا من طبعه الغضب
صمت الكلام_ فائزة إدريس
*الغضب عاطفة إنسانية تتملك البني آدم ومشاعر تسري في وجدانه وإنفعال يسيطر عليه كيفما كانت الأسباب التي تدعو لذلك، و تتفاوت فترته الزمنية من شخص لآخر وفقاً للشخصية وسماتها وتركيبتها ونتيجة للأمر الذي قاد للغضب.
البعض من الناس يكون غضبه للحظات ومن ثمّ ينسى الحدث الذي أغضبه، غير ذلك هنالك من يستمر غضبه لساعات وأيام، ومنهم من يستمر غضبه شهور وسنوات، فالغضب يتباين من فرد لآخر وفقاً للظروف التي تدور حولها أسباب الغضب.
و يتفجر الغضب نتيجة لأسباب متعددة من بينها سوء معاملة شخص لآخر أو آخرون فبلاشك يؤدي هذا الأمر إلى سريان الغضب إليهم، كذلك (إستفزاز) شخص لأحدهم بلا شك ينجم عنه غضب مريع، وهكذا لاتحصى ولاتعد تللك الأسباب التي تؤدي للغضب على ذات النسق.
وتختلف مشاعر الغضب في الناس من فرد لآخر، فهنالك من يغضب بسرعة وفي أبسط الأشياء حتى وإن كانت عند غيره لاتستدعي غضباً، وهنالك من يتصف بالعقلانية وسعة الصدر فمن الصعوبة بمكان أن يكون فريسة للغضب السريع وإن كان الحدث مُغصباً، غير هذا وذاك هنالك من يشتعل غضباً في ساعات غضبه تلك ويتطاير الشرر من عينيه وتتملكه الحماقة وقد يندم على ذلك بعد أن يرجع لصوابه.
*وفي بعض الحالات قد يتسبب الغضب في إنهاء وإنهيار صرح العلاقات بين الناس أيما كان مسماها، فألسنة لهيب الغضب تمتد لتحترق من جرائها أحياناً كافة الشمائل الحسنة التي تميز تلك العلاقات فتدمرها وتمسى هشيماً محترقاً، وتنشأ الجفوة وتتقطع أواصر الود نتيجة لذلك.
*وينتج عن الغضب الحقد والحسد وغير ذلك من العواطف المدمرة حيث ينسج الغضب في نفس الغاضب نحو المغضوب عليه خيوط الحقد والحسد وإضمار السوء، فالأول تُعمى بصيرته تماماً ويرى دنيا الثاني حالكة السواد أمام ناظريه فتكبل على عنقه كل مساوئ المشاعر والتي تدمر دواخله بل وتدمر مناحي حياته المختلفة فيضحى في نهايات المسارات ولايتطور ويتقدم قيد أنملة، ويفقد السيطرة على غضبه ويفقد من حوله.
*فرباطة الجأش وتحكم الفرد في نفسه وعقله ولسانه حينما يكون غاضباً من أحدهم في أمرٍ ما هو عين الحكمة والعقل وإلا ستقود عدم الرصانة في تلك اللحظات المؤججة للغضب إلى مالايحمد عقباه لدى الغاضب والمغضوب عليه.
نهاية المداد
وتشاء أنت من البشائر قطرة
ويشاء ربك أن يغيثك بالمطر
وتشاء أنت من الأماني نجمة
ويشاء ربك أن يناولك القمر
( غازي القصيبي)