اليونسيف: السودان يواجه أكبر حالة طوارئ تعليمية
- اليونسيف … 80 % من الأطفال لا يذهبون إلى المدرسة
- شيلدون: الأطفال لم يبدأوا الحرب وليسوا مسؤولين عنها لكنهم ضحاياها
أصداء سودانية – وكالات:
قال (شيلدون يات) ممثل اليونيسف في السودان إن القتال في دارفور شرس ومكثف ويؤثر على الأطفال في كل ركن من أركان دارفور، وأشار في حديث ل(أخبار الأمم المتحدة) من بورتسودان إلى أنه ومنذ أبريل، قُتل ما لا يقل عن 150 طفلا هناك، وأصيب العديد , وإننا نسمع تقارير عن العنف القائم على النوع الاجتماعي والاغتصاب, ونرى المدارس والمراكز الصحية تتعرض للقصف, و لا يوجد في دارفور أي ركن أمان بالنسبة للأطفال, وقال إنهم لم يبدأوا هذه الحرب, وإنهم ليسوا من يخوضونها وليسوا مسؤولين عنها ، لكنهم هم الضحايا.
صعوبة الوصول:
وأكد أن اليونيسف تعمل على ضمان سلامة الأطفال قدر الإمكان من المرض, وقال لدينا تفش هائل للكوليرا يتوسع يوما بعد يوم, نعمل لإمكانية تطعيم أكبر عدد ممكن من الناس, واستأجرنا طائرة وأحضرنا حوالي 1.8 مليون جرعة من لقاح الكوليرا عن طريق الفم، وهو لقاح فعال للغاية. نعمل مع الشركاء ووزارة الصحة للتأكد من تطعيم أكبر عدد ممكن من الناس في أسرع وقت ممكن. ولكن الأهم من ذلك، علينا التأكد من حصول الناس على مياه شرب آمنة ونظيفة وصرف صحي جيد.
وأشارشيلدون يات إلى صعوبة الوصول إلى الأماكن التي يرغبون في الوصول إليها في السودان, خاصة مع موسم الأمطار ، حيث تكون الطرق عبارة عن مستنقعات مليئة بالطين, قد يستغرق الأمر أسابيع حتى تصل الشاحنات إلى أماكن توجهها, كما إننا نحتاج إلى إذن لنقل الإمدادات , حيث يجب علينا إدخال الإمدادات عبر الحدود من تشاد وجنوب السودان.
لقاح الملاريا:
وأوضح شيلدون يات أن أمامهم الآن خطر كبير وهو الملاريا, وقال إن اللقاحات مهمة، ولكن الأنشطة الوقائية، بما في ذلك الناموسيات وجميع الطرق الأخرى للحفاظ على سلامة الأطفال، مهمة أيضا,
خاصة أن الأنظمة المناعية لدى الأطفال في السودان ضعيفة، وهم يعانون من أمراض أخرى، وسوء التغذية منتشر في جميع أنحاء البلاد, لذا، فإن كل هذه الأشياء مجتمعة تجعل الأطفال معرضين للخطر بشكل خاص, وبالتالي، من الأهمية بمكان أن نواصل هذه الحملة
عوائق بيروقراطية:
وحول وضع العمل الإنساني في دارفور, قال إنه ليس جيدا, وما زلنا نواجه صعوبات هائلة في إدخال الموظفين والإمدادات والشاحنات والأغذية والمكملات الغذائية والمياه وإمدادات الصرف الصحي والإمدادات الصحية وكل الأشياء الأخرى التي تصاحب ذلك، والمسافات شاسعة والوصول صعب,ويجب علينا الحصول على كل تصريح ويستغرق الأمر أسابيع من المفاوضات، هناك عوائق بيروقراطية,وهناك قوات مقاتلة، ونحن بحاجة إلى إذن من السلطات لتوصيل إمداداتنا وموظفينا، نحن على اتصال بالأطراف التي تتحكم في مصير الأطفال، والتي تتحكم في الوصول.
طوارئ تعليمية:
وأشار ممثل اليونسيف في السودان إلى أن حوالي 80 في المائة من الأطفال في السودان لا يذهبون إلى المدرسة, وقال إن هذه حالة طوارئ تعليمية الآن، وسيكون لها تأثير عبر المجتمع السوداني لأجيال قادمة, الأطفال الذين لا يذهبون إلى المدرسة، بطبيعة الحال، هم أكثر عرضة لقضايا أخرى تؤثر على رفاههم, وقال إن التعليم، بطبيعة الحال، لا يوفر فقط التعليم الأكاديمي الذي يتوقعه الطلاب في الفصل الدراسي، بل يوفر أيضا بيئة واقية, وعلينا إيجاد السبل لإعادة الأطفال إلى المدارس, فالعديد من المدارس تستخدم كمراكز للنازحين داخليا, يتعين علينا إيجاد منازل أخرى لهؤلاء الأشخاص، حتى يتمكن الأطفال من استخدام الفصول الدراسية مجددا, ونحن بحاجة إلى ضمان عودة المعلمين إلى الفصول الدراسية، وحصول الأطفال على الإمدادات، وحصولهم على الدعم النفسي والاجتماعي. وكل هذه القضايا بالغة الأهمية.
يجب علينا أيضا تطعيم الأطفال, نرى أن الأطفال والأسر يتنقلون في البلاد من مكان إلى آخر، في كثير من الأحيان عدة مرات. وعندما ينتقل السكان، فإن الأمراض تنتقل بالطبع. لذا، فمن الأهمية بمكان أن نحصن الناس, نحن بحاجة إلى إيجاد السبل للعمل من خلال وزارة الصحة، ومن خلال القائمة الطويلة من الشركاء، للتأكد من تحصين كل طفل.
نقاط مضيئة:
وأكد شيلدون يات أن هناك نقاط مضيئة, حيث تمتلك بعض الولايات مواردها الخاصة، وتفعل ما في وسعها لإعادة الأطفال إلى المدارس, وهنا في بورتسودان، كنت سعيدا جدا بالذهاب مع المحافظ وفتح المدارس , حيث تستخدم الولاية مواردها الخاصة للقيام بذلك،
وعلينا أن نوفر التعليم أيضا خارج الفصول الدراسية الرسمية, نقدم المناهج الدراسية على الأجهزة اللوحية للأطفال، حتى يتمكنوا من الاستمرار في التعلم، حتى لو لم يكونوا في فصل دراسي رسمي.
كما أكد بأنهم قادرون على توصيل بعض الإمدادات إلى حيث يجب أن تذهب حتى نحافظ على سلامة الأطفال من خلال لقاح الكوليرا ، ونتأكد من حصول الأطفال على الإمدادات الغذائية التي يحتاجون إليها.
مأساة هائلة:
وقال ممثل اليونسيف أن ما يحدث في السودان مأساة هائلة نظرا لحجم هذه الأزمة, وأشار إلى نزوح 5 ملايين طفل, وعبر عن قلقه من إستمرار هذه الأزمة في التفاقم بشكل يخرج عن السيطرة والذي يعني موت الأطفال الذين لا ينبغي لهم أن يموتوا, ويمكن إنقاذهم بسهولة من خلال التطعيم والإمدادات الغذائية ومياه الصرف الصحي الأساسية, وأشارإلى زيارته لعدد من مخيمات النازحين وتحدثت مع الأمهات, وقال أنني سمعت قصصا حول كيف اضطروا إلى الفرار، وكيف وصلوا إلى المجتمعات التي ترحب بهم, وتتقاسم معهم الموارد، ولكنها موارد نادرة للغاية.
وقال إن قصص العنف القائم على النوع الاجتماعي، وما اضطرت الأسر إلى تحمله، مروعة للغاية, ولا ينبغي لأحد أن يستمر هذا, يجب إيقافه ومعالجته, إذا تمكنا من الوصول، وإذا تمكنا من الحصول على الموارد، والأهم من ذلك، إذا توقف القتال.