علي شمو..اعترافات رائد إذاعي
في العام 2024م استضافت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء
الإعلام القامة الإعلامي الكبير بروفيسور علي شمو، في جلسة حوارية حملت عنوان «الإعلام العربي: تجربة البروفيسور علي شمّو» أدارها عاصم الشيدي رئيس تحرير «عمان»، وأشار الأستاذ الدكتور علي شمّو (والذي تدرج في مناصب رسمية متعددة في جمهورية السودان حيث عمل مديرا عاما للإذاعة، ووكيلا لوزارة الثقافة والإعلام، ووزير دولة للشباب والرياضة، ووزيرًا للثقافة والإعلام مرتين، وترأس المجلس الأعلى للرياضة الجماهيرية، ورئيس المجلس القومي للرياضة ورعاية الشباب بالسودان، ومستشار وكيل الإعلام والثقافة بأبوظبي)..
*بدايات الإعلام العربي*
قال «شمّو»: لم تكن تلك البدايات على يد خريجي كليات الصحافة، حيث كانوا كلهم مهندسين وأطباء وعلماء كانت لديهم القدرة على التعبير وأصدروا الصحف في الوقت الذي لم يكن في العالم العربي كله إلا محطات معينة للراديو.
*بدايته*
حول بداياته يقول الأستاذ الدكتور علي شمّو: بداياتي في العمل الصحفي كانت في بدايات ثورة يوليو وكان خريجو الصحافة والتلفزيون المصري كلهم من خريجي كليات التجارة والحقوق والهندسة، وكانت الدولة الوحيدة التي تجاري مصر في ذلك الوقت هي العراق في بغداد حيث الصحافة والراديو هناك، وكان من يدير الصحافة هم الناس العاديون، أما مسألة أن خريجي كليات الإعلام هم من يديرون الصحافة والإعلام فهذا شيء جديد.. وقد شاركنا فيه كطلبة لبناء تخصص «الاتصال مع الجمهور» (بحسب مسمياتها) سواء كليات في أكاديميات ومعاهد وبدأنا نخرج الطلبة الذين درسوا الإعلام، ثم الإعلام نفسه هو علم مكوّن من مجموعة علوم متنوعة منها علوم النفس، والتاريخ، واللغات وهي أشياء مكونة للرسالة أو المضمون الذي يتعامل معه الإعلام وهذه الحكاية نشأت فيما بعد، وليس غريبًا أن أكون أنا وزملائي الذين عملت معهم في بداية الثورة المصرية كلهم من خريجي الحقوق وخريجي التجارة.. جميعهم تخرجّوا من الكليات العادية من جامعة القاهرة وعادةً يجرى لهم اختبار في المعلومات العامة في الصوت ومن ينجح يتجه طريقه إلى «المايكرفون».
وكان جمال عبدالناصر أكثر الناس الذين آمنوا باستخدام الراديو من أجل الثورة في مصر لتوجيهه إلى العالم وإلى أصحاب القضايا ضد الاستعمار، وكان البرنامج في الجزيرة العربية يستهدف ما تقدمه مصر لمساعدة المناضلين للتحرر من الاستعمار، وفي إفريقيا كانوا جزءًا من الأهداف للاستفادة من الثورة في النضال، وشمال إفريقيا كانت أيضا من المناطق المستهدفة بالإذاعات الموجهة التي خصصت لها الإذاعة المصرية والثورة المصرية إذاعات موجهة، وهذا لم يسبق إليه أحد في العالم.
*أول من استخدم الراديو*
«شمّو»: أول من استخدم الراديو الموجه الذي ظهرت منه «صوت العرب» والذي كان موجها لكل الدول العربية خاصة المناطق في الجزيرة العربية وفي اليمن وفي وشرق إفريقيا وفي غربها وشمالها وكل هؤلاء يأتون إلى القاهرة على شكل طلبة وعلى شكل ساسة لاجئين كانوا يستخدمونه لتوجيه الرسائل للمناضلين في الميادين ضد الفرنسيين وضد الإنجليز وهكذا..
*أول إذاعة موجهة للعرب*
قبل الحرب العالمية الثانية جاءت ألمانيا واستخدمت الراديو عبر شخص عربي من العراق؛ حيث إنها أول دولة قدمت إذاعة موجهة باللغة العربية للمنطقة وأحدثت أثرًا سياسيًا كبيرًا جدًا في هذه الفترة وهي التي هيأت للحرب، أما الحلفاء وإنجلترا ـ على وجه الخصوص ـ لديها خدمات موجهة للعالم وأول خدمة للبي بي سي كانت باللغة العربية وكانت سنة 38م وكانت هذه الإذاعة أيضا للتاريخ أول إذاعة موجهة خارج الجزر البريطانية وهذا الاهتمام يدلل بأن المنطقة العربية عندها أهلية سياسية استراتيجية وأرادوا أيضا أن يستعمروها من هذه الناحية.
*نحن شفهيون*
يقول البروفيسور علي شمّو: نحن شفويون جدًا لم نسجل ذكرياتنا بل كنا خجولين إلى حد لا نعبّر فيه عن أنفسنا لذلك أهملنا أحداثًا كثيرة جدًا، وأهملنا التراث والوثائق التي تعد ثروة ضخمة جدًا من المعرفة ومن المعلومات ومن العلوم ومن التاريخ لكن بكل أسف «إحنا شفويين»، وعندما أردت تدوين كتابي وسيرتي وجدت صعوبة شديدة جدًا، وها أنا الليلة في هذه الجلسة الحوارية نسيت أشياء كثيرة أيضًا؛ لأن عمري تقدّم ونسيت أحداثًا لو دونتها في وقتها ستكون مفيدة لبلدي ولي أنا ولغيري.
*الإلكترونية تكسب*
وحول دور الصحافة وقوتها في العالم العربي، يرى الدكتورعلي شمّو أن هناك هروبا للوسائل الإلكترونية ووسائل التواصل أصبح خطيرًا جدًا في تكوين الرأي العام والتأثير في الأحداث.
*حاورت أم كلثوم* 
وعن ذكريات لقائه مع أم كلثوم قال «شمّو»: أتت أم كلثوم إلى السودان واستقبلت استقبالا أكبر من استقبال وهي قادمة برغبة لجمع التأييد من خلال دورتها بالعالم العربي ومن السودان الانطلاقة، وحينها تم تكليفي وأنا مدير التلفزيون بإجراء حوار معها في حين أنني لست من المفترض أن أعمل مقابلات.. فشخصية أم كلثوم عرفت كشخصية مرعبة جدا بالنسبة للصحفيين في وقت لم تجرِ «أم كلثوم» مقابلة مع أي صحفي وتجاوزت أربعة دقائق، كان هنالك تحد كبير ولكن كان لدي قناعة أنني حينما أستطيع كسر الحاجز بيني وبينها سأصل إلى أكبر مساحة من الوقت من الحوار رغم أنها طلبت الأسئلة مكتوبة، إلى أن وصلت إلى مقابلة وصلت إلى أربعين دقيقة من أسئلة كانت مرتجلة لاقت القبول مع امرأة اكتشفت ثقافتها واطلاعها وقدرتها على مواجهة الأسئلة والإجابة عليها.