الليث الصغير (قصة)

بقلم : أحمد قروط / الجزائر
أمي متى يحل فصل الربيع ياترى،يابني مايزال فصل الشتاء في أيامه الأولى، فلماذا كل هذا الشوق للربيع،آه لقد ضجرت من التجوال وسط الغابة فنحن لا نفعل شيئا يذكر سوى مشاهدة الغيوم صباحا و مراقبة النجوم ليل ،اللهم صبرني على هذا الليث حسنا مارأيك فصطياد بعض الغزلان ، وااو حقا يا أمي إنها فكرة جيدة ولكن أريد أن أتعلم فنون الدفاع عن النفس و ليس إصطياد الحيوانات فلمادا لا تقومين بإصطحابي وتعليمي بعض فنون و مهارات القتالية لربما أغدو أسد قويا و أستعيد مكانتي في الغابة، امم فكرة جيدة أنا حقا لا أدري كيف لم تخطر على بالي من قبل لكني لا أجيد فنون الدفاع عن النفس، حسنا يا أمي لا عليكِ ولكن هلا تسمحين لي بالذهاب إلى الغابات المجاورة أو حتى إذا أمكنني الذهاب الآن إلى النواحي الأخرى من غابتنا لعلي أجد معلما حكيما يرشدني و يعلمني بعض المهارات، حسنا يا بني أنا موافقة على هذا فاذهب أينما تشاء و افعل ما تريده ولكن شرط أن يكون خير لك و توخى الحذر ثم الحذر و اعتني بنفسك، ففرح أليث بموافقة أمه على فكرته الذكية وبقي في تلك الليلة بجانبها حتى غلب عليه النعاس وغط في نوم عميق
في صباح اليوم الموالي استيقظ ألليث مع بزوغ الفجر فستئذن أمه و نطلق في رحلته باحثا عن مبتغاه فقرر أن يفتتح بحثه بالذهاب إلى إحدى نواحي القرية و بعد بحث ثلاثة أيام لم يجد أحد سوى بعض المدربين المخادعين الذين لا يملكون الخبرة و الكفاءة العالية و بعدما استراح و إستعاد قواه قرر أن يجرب حظه ويذهب إلى إحدى الغابات المجاورة رغم البعد و التعب ولكن قد كان طموح هذا اليث كبيرا صلبا و قويا يصعب كسره فلم يتردد لدقيقة واحدة وعند بزوغ فجر اليوم الخامس شرع في رحلته الثانية
وبعد سير دام خمسة أيام متواصلة من دون انقطاع، فإذ باليث يلتقي في طريقه بنمر عجوز كان لا يكاد يشعر بساقيه من شدة المرض كما أن أسنانه ودعته منذ زمن إلا اثنتين منهن قد أشفقتا عليه فبقيتا معه عساه ينتفع بهما، فناداه قائلا: يابني من أنت وإلى أين تحسب نفسك ذاهب فتعجب اليث من كثرة سؤال هذا العجوز له ولكن مع ذلك فقد قرر إجابته قائلا : مرحبا ياعم أنا ليث جئت من غابة بعيدة عن هنا كما أني متعب من شدة السفر ثم رد عليه العجوز قائلا : يابني فلتستمع إلي جيدا لأني لن أقول لك إلا ما يليق بمصلحتك مع أنني لا أعرفك ولا أعرف حتى نسبك وفي هذه اللحظات تذكر اليث أن أصله من العائلة المالكة للغابة ولكنه أراد إبقاء الأمر سر بينه وبين نفسه وأضاف العجوز قائلا: يابني إن كنت قد قطعت كل هذه المسافة و تكبدت التعب و العناء