وكنت بعضي ولها لأعماقي والموج يغشى الوقت

ثلاثة مقاطع :
نبيل منصور نور الدين / اليمن
( ١ )
وكنتِ بعضي الذي ما إن أجاوزُهُ
حتى أراهُ دمي وجهاً وأخلاقا
فكيفَ أغفو وهل إلاكِ تمطرني
وجداً وتملؤني نوراً وإشراقا
يبينُ وقتُكِ ما شافهتُ من زمنٍ
وينهمي موسماً في الغيبِ برَّاقا
إذ أنتِ فيما أعيهِ البحرُ يسكنُني
وهل سوى البحرِ إنقاذاً وإغراقا
( ٢ )
ولها بأعماقي الحنينُ ومن سوى
همساتِها تنداحُ في أعماقي
هي من رياحِ الغيبِ نبضتي التي
ماجتْ بنورِ اللهِ في آفاقي
وهي التي غامتْ على وجدي وفي
قدري وفي حلمي وفي أشواقي
إذ أنها وهجُ السماءِ ومنحةُ ال
ربِّ البديعِ الملهمِ الخلاقِ
( ٣ )
والموجُ يغشى الوقتَ كيفَ لشاعرٍ
أن يستفيقَ من الهبوبِ سماعا
ومسافةُ الإحساسِ بينَ شجونِهِ
تجتاحُ لحنَ الصامتينَ شراعا
أيسوسُ مدُّ البحرِ واهمةَ السُّرى
والغيبُ يتلو الراحلينَ سِراعا
وقفتْ رياحُ الليلِ تسألُ ما الذي
يدني من السفرِ الطويلِ ذراعا
* ناقد وشاعر يمني