القطار.. إلهام ووحي للشعراء والأدباء

في دائرة الضوء _فائزة إدريس
————————–

—————————————
قطار الشوق متين ترحل تودينا
———————————–
إرتبط القطار في أذهان الناس بالسفر والرحيل والإنتظار واللقاء والفراق والأخيرة تلك هي مصدر العبرات والدموع والذكريات للكثيرين على مر العصور والأزمان، إضافة، لذلك فالقطار مدعاة للتأمل وسرد الوقائع وقرض الشعر لدى البعض، سواء داخل عرباته أو خارجها.
فكم من أشعار واغنيات وكلمات جادت بها قريحة مؤلفيها كان القطار هو مصدر إلهامها، فهاهو الشاعر المهندس على محجوب فتح الرحمن يصوغ كلماتا مضمخة بالشوق والحنين فيقول: قطار الشوق متين ترحل تودينا، نشوف، بلدا حنان أهلها ترسى هناك ترسينا.. إلى آخر الكلمات الجياشة…،وفي رائعة محمد عوض الكريم القرشي القطار المر يتملك الشاعر الحزن لسفر محبوبته بالقطار وكيف أنه كان في الرصيف منتظرا لها يحسب في الثواني الي ان يدعو على القطار بأن يتهشم…
ويجد القطار حظه من إهتمام الروائيين والكتاب في عدد كبير من تلك الروايات والكتب فعلي سبيل المثال لاالحصر كتاب من نافذة القطار للعلامة الراحل عبدالله الطيب، كذلك روايات عالمية مترجمة جرت أحداثها في عربات القطار مثل جريمة في قطار الشرق السريع لأجاثا كريستي، قطار الليل إلى لشبونة لباسكال مرسييه، فتاة القطار لباولاهوكينز تللك الرواية التي حققت مبيعات عالية والتي تتحدث عن راشيل واتسون التي تستقل القطار، يوميا للذهاب لعملها ذهابا وايابا وتمر بمنزلها القديم الذي كانت تسكن فيه مع زوجها سكوت الذي انفصلت عنه ويسكن فيه حاليا مع زوجته الجديده ميغان، وفي ذات يوم تشاهد شيئا يغير حياتها ولاسيما مع إختفاء ميغان واعتبارها ميتة…وهكذا إلى آخر الرواية…
كذلك يأخذ شعر فاروق جويدة مقعدا في إحدى عربات القطار في رائعته عندما ننتظر القطار. فيقول:
والليل يمضي والنهار،، في كل يوم أبعث الآمال في قلبي
فأنتظر القطار
الناس عادت والربيع أتى،، وذاق القلب يأس الإنتظار
ومن الأقوال المأثورة التي ذكر فيها القطار ماقاله محمود درويش: دع القطار يفوتك، ليست كل السكك تحمل وجهتك.
فهكذا كان ومازال القطار له سطوته ووقعه الكبير في دواخل البشر.