ملحمة الفاشر ابو زكريا

فكرة _عبد العظيم عوض 

 

*ستظل الملحمة الكبرى التي سطرها جيشنا العظيم مع القوات المشتركة يوم أمس الخميس ، ستظل محفورة في عمق ذاكرة الشعب السوداني لأجيال وأجيال ، تحكي عن بسالة أهل دارفور وجسارتهم وهم يلتفون حول قواتهم المسلحة يلقنون العدو دروسا في الفداء والتضحية ، مؤكدين بيان بالعمل لشعار المرحلة ، شعبٌ واحد جيشٌ واحد ، كانت ليلة الخميس الماضي ليلة الفاشر ابوزكريا بلا منازع ، حيث خرجت الفاشر عن بكرة ابيها في مسيرات الفرح بالنصر الحاسم على المليشيا والمرتزقة والعملاء ..
*بلغة الأرقام كان هجوم الخميس المندحر والمنتحر هو الهجوم الثاني والثلاثين بعد المائة الذي يتكسر علي حائط الفاشر الدفاعي الفولاذي، عشرات الجثث للعدو تناثرت اشلاؤها في شوارع المدينة وتضم قيادات بارزة من المليشيا لتظل درسا قاسيا للبغاة والمارقين واعوانهم من عملاء الداخل والخارج …
*ستظل ملحمة الفاشر ابو زكريا أيضا درسا بليغا لدعاة سلام الهوان والاستسلام ، ورسالة مباشرة للعملاء والمأجورين فحواها أن معارك التحرير والعزة والكرامة مستمرة لحين تحرير كل شبر من أرض دنسها الجنجويد ، سواء في دارفور أو الجزيرة أو سنار وكردفان لينعم الوطن من بعد بسلام حقيقي يتطلع له الشعب السوداني بارادته الحرة الابية ، لا سلام الوهم المنتظر بدعم أجنبي وسط تهليل بعض المحسوبين على هذا البلد من أبنائه العاقين المأجورين نظير حفنة من دراهم ابن زايد واسياده ممن يسمون انفسهم بالمجتمع الدولي .
* لقد أعادت ملحمة الفاشر عجلة التاريخ للوراء وهي تذكرنا ببطولات فارس الفاشر المغوار السلطان علي دينار الذي ظل يقاوم جيوش المستعمر لنحو عشرين عاما محافظا على استقلال دارفور طيلة تلك السنوات إلى أن مات واقفا مدافعا عن ارضه وعرضه في معركة برنجية في العام ١٩١٦ ، ولسان حاله يقول إن دارفور التي تبنت كسوة الكعبة المشرفة لأكثر من عشرين عاما ، وتولت حفر آبار السقيا لحجاج بيت الله الحرام ، لن تكون لقمة سائغة للامبراطورية البريطانية، كما لن تكون الفاشر اليوم صيدا سهلا لوكلاء ذات الإمبراطورية رغم تقادم السنين وتغيّر المشهد وايلولته للعملاء الجدد من عيال زايد واعوانهم من المرتزقة والمأجورين.