حزمة من الدهشة(٢-٢)

صمت الكلام_ فائزة إدريس 

 

(٤)
*فغرت فاها وارتسمت الدهشة على وجهها حينما تناهى إلى سمعها فشل إبنة الجيران في إمتحانات القبول في الجامعة، تلك التي كانت تحرز درجات عالية في المدرسة خلال العام الدراسي، فشفق تلميذة نجيبة مجدة محبوبة بين معلماتها واقرانها لما تمتاز به من رجاحة عقل وفكر ثاقب، وبالرغم من صغر سنها إلا أن والدتها كانت تعقد الآمال عليها، فهي إبنتها الوحيدة وقد كافحت كثيرا في تربيتها وتعليمها فأضحت لها الأم والأب معا.
*أفاقت من الدهشة وانقادت وراء أفكارها حيث عادت بها الذكريات لما ينيف على سبع سنوات، وشفق ذات الثمان سنوات تفتح لها باب منزلهم وهي تنتحب بالبكاء وتقول من بين دموعها أبي سوف يقتل أمي ياخالتي.
*كانت موقنة من ذلك فهي لم تأت مصادفة وإنما سمعت عويل سلافة وصراخها فجزمت أن سلافة تأخذ حصتها اليومية من ضرب زوجها ماهر، واعتادت أن تفض النزاع اليومي بينهما بحكم جيرتها لهما وصداقتها وسلافة…
كان الحزن يكسو وجه شفق، فطفولتها تعيسة ومن ثم شبت وهي تتنفس خلافات والديها الراتبة، والتي آلت لدخول ماهر للسجن بسبب ضربه المبرح لزوجته مما قاد لكسر ذراعها.
* لم تجد تفسير لتعثر شفق في التحصيل الدراسي سوى تشتت فكرها بين دروسها وحياتها الأسرية التعيسة التي تعاني منها.
( ٥)
*إمتلكتها الدهشة وهي ترى إبنة الجيران تعبر إحدى الشوارع برفقة صديقتها، تلك التي التقت بها مرارا في منزل الأولى، وقد إرتدت زيا بعيدا عن الحشمة، لم تصدق عينيها بادئ الأمر، ولكنها أمعنت النظر فتأكد لها إنها هي وكانت الصديقة أكثر احتشاما، فما جعل دهشتها تتفاقم أن تلك الفتاة من أسرة محترمة ومحافظة جدا، فكيف تسنى لهذه الأسرة أن تترك إبنتها تخرج للشارع العام بهذه الهيئة التي لاتليق بإبنة أسرة محترمة مثلها.
(٦)
*لمعت عيناها بالدهشة وهي ترى من خلال نافذة منزلها المطلة على البحر إحداهن وهي تتوسط زمرة من الفتيات دون العشرين على اليابسة القريبة من الشاطئ، وتمسك بكف الواحدة تلو الأخرى لتقرأه لها!!، أغلقت النافذة وهي تتحوقل وتردد كذب المنجمون ولو صدقوا.

*نهاية المداد

أزرعى الخير يابنية
وخدري البلد الصحاري
أنسى جوعك يوم رجوعك
وشتتى العيش للقماري
ولمى فى خاطرك نخيلك
والمناجل والعصاري
(خالد شقوري)