تفاصيل دقيقة عن نهب وتدمير مليشيا (آل دقلو) للمستشفيات والصيدليات في النهود

النهود:أصداء سودانية
كشف مصادر مطلعة بمدينة النهود عن تدمير شبه كامل للقطاع الصحي وإتلافه بصورة ممنهجة بواسطة مليشيا الدعم السريع التي تسيطر على المدينة، بينما قدر أصحاب مراكز صحية خسائرهم بآلاف الدولارات.
وقالت المصادر لـ(دارفور 24) إن نحو (26) مركزا طبيا ومستوصفا تعرضت لتدمير ممنهج عقب سرقة المعدات الطبية ومحطات الطاقة الشمسية بجانب إتلاف المباني الخاصة بها، فيما تعرضت المستشفيات الحكومية للسرقة والإتلاف خاصة المعامل التشخيصية والأجهزة والمعدات.
وتعد مدينة النهود إحدى المدن الكبرى في إقليم كردفان إذ تتوفر فيها الخدمات الطبية الحكومية والخاصة كما توجد بها أكبر المستشفيات الحكومية في ولاية غرب كردفان وهي “مستشفى النهود المرجعي”.
ونتيجة لتدمير قطاع الصحة عقب دخول المليشيا لمدينة النهود، توقفت الخدمة العلاجية الأمر الذي أدى إلى لجوء المواطنين لاستخدام العلاجات دون استشارة طبيب، وفق المصادر.
وأضافت “لا يوجد طبيباً في المستشفى التعليمي، فقط كوادر التمريض وفني معمل، وهو المركز الوحيد المسموح به للمواطنين بعد منعهم من تلقي العلاج بالمستشفى المرجعي الذي تشغله المليشيا بعد استجلابها نحو (21) كادرا طبيا لعلاج جرحاها”.
وأكدت المصادر تعرض الصيدليات بالمدينة لعملية نهب شملت الأجهزة والمعدات والأدوية. وأضافت “لم يتبق منها شيئاً لتشهد المدينة أكبر عملية تدمير صحي في تاريخها”.
خسائر كبيرة
من جهته وصف اختصاصي الجراحة بمدينة النهود د. الضاوي المكي، خسائر القطاع الصحي بالكبيرة.
مؤكدا أن الضرر الأكبر شمل 6 مستوصفات تخصصية بالمدينة، وهي “مستوصف محمد عبدالمجيد، مستوصف سليمان التخصصي، مستوصف الرعاية الطبية التخصصي ومستوصف الخير التخصصي “تاما”. مستوصف مستر ولاء الدين، ومستوصف، محمد الأمين التخصصي”.
وقال الضاوي إن الأضرار في هذه المراكز التخصصية كانت بنسبة 100٪ حيث سُرقت كل الأجهزة والمعدات والأدوات الأساسية والأدوية، بجانب البنية التحتية للمراكز مثل الأبواب والشبابيك والأثاثات. منبها إلى أن مستوصف محمد عبدالمجيد لديه أجهزة باهظة الثمن كجهاز الأشعة السينية وغيره.
ورأى عدد من أصحاب المراكز التخصصية بمدينة النهود صعوبة حصر وتقييم الخسائر بصورة دقيقة إلا أن بعضهم لديه تقديرات أولية للخسائر. حيث قدر صاحب مستوصف الرعاية الطبية د. عبدالعظيم أبوبكر، متوسط قيمة الخسائر بنحو (120) ألف دولار.
وقال أبوبكر لـ(دارفور24) إن مستوصف الرعاية الطبية، تمت سرقته بالكامل حيث نُهبت جميع أجهزته بما فيها ماكينة التخدير بجانب نهب أجهزة المعمل وجميع الأدوية في صيدلية المستوصف، كما نُهبت منظومة الطاقة الشمسية.
وأشار إلى أن عملية النهب طالت أيضاً عيادته الخاصة بالموجات فوق الصوتية “عيادة الدكتور عبدالعظيم أبوبكر للموجات فوق الصوتية” إذ تُعد أقدم عيادة للموجات بالولاية. مبيناً أنها ظلت تقدم خدمة التشخيص بالموجات فوق الصوتية لنحو (20) عاما. وأضاف “العيادة بها أجهزة دبلر متطورة ومنظومة طاقة شمسية بعدد (18) لوح”.
وقال أبوبكر إن متوسط الخسائر بالعيادة حوالي (35) ألف دولار.
فيما قال هشام عبدالمجيد، صاحب مستوصف محمد عبدالمجيد، إنه من الصعوبة بمكان حصر الخسائر في الوقت الحالي، إلا أنه أشار إلى أن الأدوية المنهوبة من المركز وحدها تفوق قيمتها 2 ترليون جنيه سوداني. وأضاف “لدينا خمسة مخازن أدوية تمت سرقتها بالكامل بما فيها الصيدلية”.
ومنذ سيطرة المليشيا على مدينة النهود في بداية مايو الماضي، انفرط عقد الأمن في المدينة وغرقت في الفوضى والنهب. ونزح الكثير من سكانها إلى القرى والمناطق المحيطة بها، إلا أن انعدام الخدمات وتدهور الوضع الأمني أجبرهم أيضًا على النزوح مرة أخرى إلى مناطق شرق وشمال البلاد.