آخر الأخبار

حادثة عطبرة.. تفاصيل ما جرى وتوقعات ما سيحدث؟

تقرير- الطيب عباس
عادت الأوضاع لطبيعتها بمدينة عطبرة بعد ليلة شهدت إطلاق نار قرب المستشفى التعليمي بالمدينة التي تقع في ولاية نهر النيل.
ولمدة 18 ساعة كاملة أسهبت الأقلام المغرضة في سكب مدادها برسم رواية مفزعة وغير حقيقية لما دار في مدخل مستشفى عطبرة.
وعاب مراقبون على لجنة أمن ولاية نهر النيل تأخيرها في توضيح الحقائق وكشف ملابسات الحادثة، تاركة المسرح لناشطين استثمروا في مخاوف الشعب لصالح أجندة (جنجويدية) تسعى لإحداث فتق في جسد القوات المتحالفة في معركة الكرامة.
حادث عرضي:


بدأت لجنة أمن ولاية نهر النيل بيانها الصادر ظهر أمس الثلاثاء، بتوصيف الحادث بالعرضي، وهو توصيف يراه مراقبين ضروريا ومهما، بعد ليلة من الشائعات وصلت لحد أن أحدهم ظهر في مقطع فيديو وقال إن القوة المشتركة سيطرت على مدينة عطبرة بالكامل.
ما الذي حدث؟:
وفق بيان لجنة أمن نهر النيل، فإن مدخل البوابة الجنوبية لمستشفى عطبرة التعليمي، شهد مساء الاثنين، حادثة عرضية أسفرت عن وفاة شابين وإصابة اثنين آخرين، وذلك إثر خلاف محدود بين مجموعة تنتمي لإحدى حركات الكفاح المسلح وسائق ركشة وشقيقه المنتمي لجهاز الأمن والمخابرات بولاية كسلا، أثناء محاولة دخول المجموعة للمستشفى بعربة بوكس في وقت كانت فيه البوابة تشهد ازدحاماً بالركشات.
وحسب البيان، فإن أحد أفراد المجموعة قام بإطلاق أعيرة نارية من بندقية كلاشنكوف، مما أدى إلى وفاة أحد رفاقه في المجموعة وشقيق سائق الركشة، وإصابة شخصين آخرين.
حادث فردي:
يرى مراقبون أن الحادث سلوك شخصي عرضي، وليس استهدافا جماعيا لجهة، مشيرين إلى أن أول ضحايا هذا الحادث هو ضابط يتبع للقوة المشتركة نفسها قتل برصاص زميله، بينما كان يحاول إيقافه، ما يشير إلى عدم القصد، معتبرين أن الحوادث غير العرضية هى تلك التي تقوم بها مجموعة ضد مجموعة أخرى ولا ينطبق هذا في حادثة مستشفى عطبرة.
وهوعين ما أكده بيان لجنة أمن نهر النيل، حيث شدد على أن الحادثة عرضية بحتة ولا تحمل أي أبعاد سياسية أو عسكرية أو أمنية، ودعت المواطنين إلى عدم الانسياق وراء الشائعات والتحلي بالمسؤولية في تداول المعلومات.
القوة المشتركة لم تصدر بيانا حتى اللحظة بشأن تورط أحد منسوبيها في إطلاق نار، بينما أعلنت لجنة أمن ولاية نهر النيل، القبض على مطلق النار وأحد أفراد مجموعته، بجانب ضبط السلاح المستخدم، واستكمال الإجراءات القانونية اللازمة، بينما جرى إسعاف المصابين إلى مستشفى الشرطة والمستشفى العسكري بعطبرة لتلقي الرعاية الطبية.
ويرى مراقبون أن القوة المشتركة لا تريد إقحام نفسها وتبني سلوك فردي بدر من أحد أفرادها، وبما أن السلوك فردي، فإن مراقبون يستهجنون (مط) هذا السلوك وتعميمه بشكل غير منصف لإدانة قوة مساندة للجيش السوداني ولديها سهم وافر في معركة الكرامة.
تدابير جديدة:
على خلفية هذه الحادثة طالب ناشطون بضرورة إخلاء المدن من التشكيلات العسكرية المختلفة وإيقاف ظاهرة حمل السلاح في المستشفيات والأسواق والأماكن العامة.
وبينما توجد قوة من القوات المشتركة بولاية نهر النيل، فإن مدينة عطبرة تحديدا وفقا للضابط السابق بالجيش السوداني العقيد معاش إبراهيم الحوري، لا توجد بها قوات مشتركة إلا جرحى العمليات برفقتهم عدد قليل جدا من الإداريين لمتابعة العلاج.
الناطق باسم القوة المشتركة، العقيد أحمد حسين، قال إن القوة المشتركة في نهر النيل تتكون من ثلاث تنظيمات هي حركة تحرير السودان – مناوي.. العدل والمساواة – جبريل وتجمع قوى التحرير – عبدالله يحى، مشيرا إلى أن القوات الموجودة بولاية نهر النيل هى القوات نفسها التي شاركت في معارك تحرير المصفاة وارتكزت من بعد ذلك في نهر النيل بتنسيق كامل مع الجيش وحكومة الولاية.
للتعامل مع هذا الوجود العسكري، أعلنت لجنة أمن ولاية نهر النيل، عزمها اتخاذ جملة من التدابير الأمنية والقانونية والتنسيقية اللازمة لضمان استتباب الأمن وحماية المواطنين، دون أن توضح ماهية هذه التدابير.
يستبعد مراقبون، حدوث شرخ في جسد تحالف معركة الكرامة على خلفية حادثة مستشفى عطبرة، حتى ولو تم إخلاء للقوات من المدن، وذلك لجهة أن قرار إخلاء المدن نفسه متفق عليه مسبقا بين كافة التشكيلات العسكرية، فيما يرى أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية، دكتور الفاضل محمد محجوب، أن تباطؤ لجنة أمن ولاية نهر النيل في إصدار بيانها، كان وراء السيل الكبير للشائعات التي تغذت على مخاوف المواطنين، وصورت الأمر وكأن القوة المشتركة تحاول احتلال عطبرة، معتبرا أن مثل هذه الحوادث يلزمها توضيح حكومي بالسرعة المطلوبة لقطع الطريق أمام أصحاب الأجندة من التغلغل في مخاوف المواطنين مستغلين غياب المعلومة الحقيقية.