المليشيا والتنسيقيات القبلية

 

دكتور أحمد إسحق شنب 

*في حديثه (الهباب) وبعد أن كال التهم والسباب لأهل نعمته

في المجتمع الدولي، وإقرار (المرحوم)  بهزيمته النكراء، في كل الميادين العسكرية والدبلوماسية والإنسانية والسياسية ،نعم أقر المرحوم بالهزيمة النكراء لجيشه المهزوم  المأزوم أصلا وحينما فشلت شماعة الكيزان والمؤتمر الوطن,  بدأ يبحث عن شماعات أخرى تكون أكثر مرونة لتعليق فشله عليها، فجاء بشماعة المجتمع الدولي بهيئاته ومنظماته ومبعوثيه, ولكنها صارت أكبر من مقاسه مثلها ومثل شماعة الكيزان التي يعلق عليها أسباب قيام الحرب, وكذلك الحرية والديمقراطية والسلام والعدالة التي ينادي بها هؤلاء المجرمون زورا.

*اتجه (المرحوم) في خطابه ليضع أسباب انهياره على مصر الشقيقة ،وهو لا يدري ما قدمته مصر لشعبها الثاني والأول السودان من خير عميم ، فالشعب أيها المرحوم  مع مصر وبمصر مهما تقول عليها أمثالك فأنت مليشى ليس إلا، وهذا وصفك الحقيقي على مستوى العالم وليس إعلامنا العربي هو من يصمك بذلك بل العالمي والاقليمي والمحلي.

بعد هذه الهزائم المتلاحقة، بدأت المليشيا تبحث عن شماعة أخرى  لوضع قاذورات هزيمتها فاتجهت بخطابها هذه المرة تهدد وتندد بالتنسيقيات القبلية التى نشأت خصيصا لمقاومة المليشيا  وعزلها عن مما يسمى بالحواضن الاجتماعية زورا ،ففى بادئ الأمر استدرجت المليشيا قادة هذه المجموعات القبلية

وأغرتهم بالمال المسروق وبملك عضود حال استلامها مقاليد الحكم في البلاد، والمقابل هو أن تقوم الادارات الأهلية بدعم المليشيا معنويا بإعلان  إنحيازها التام لهذه المليشيا وتسخير كل ما تملك لصالح المليشيا، وكذلك الدعم المادى البشرى يكون حاضرا فى شكل حزم استنفارية  تقدم قربانا لآل دقلو.

*وبمجرد ظهورهذه التنسيقيات بدأت تلك الكيانات في الانزواء إلا القليل المكابر منهم ،فالتنسيقيات نشأت لاسناد القوات المسلحة على وضح النهار وهي لاتخشى وعيدا ولا تهديد وتمضي في سبيلها.

إلى أن يتحقق النصر الكامل على الغزاة والمجرمين وبعد نظافة السودان من دنس المليشيا تتحول هذه التنسيقيات إلى اعمار ما خربته مليشيا المرحوم,  وكلمة المرحوم هنا لا تأتي في سياق طلب الرحمة للهالك حميدتي وكل من هلك منهم لكنها في سياق السخرية من الخطاب.

*نحن أبناء التنسيقيات موجودون  في الساحات العامة والخاصة ولا نهاب تهديدا ولانخشى شى إلا الله لأننا خرجنا لله وبالله ومع الله وهو كافينا.

*أفعل ما شئت يا حميدتي ستجدنا كالجبال ثبوتا ولن نتزحزح من وعيدك وتحريضك ضدنا, وأمرك بقتلنا فنحن أصلا خرجنا لأحد الكلمتين,  إما ابادتكم  وفنائكم عن الوجود  وإما نستقر نحن فى باطنها لأن هذه الأرض لا تسعنا نحن وانتم معا.

*استطاعت التنسيقيات أن تحدث خلل كبيرا فى صفوف المليشيا سحبا لأولادها  من نار الحرب التي اشعلتها المليشيا وقادتها السياسيون.

*واستطاعت التنسيقيات أن تحدث شكوك في منسوبيها الذين غررتم بهم,  بأنكم مجموعة متمردة وناهبة ومغتصبة فقط  ،للتنسيقيات دور اجتماعي وسط المكونات السودانية

التي  تلقت تهديدا  بالقتل والتهجير واستبدالهم بمرتزقة أجانب ،فالتنسيقيات تعمل لإعادة اللحمة السودانية التي مزقتم نسيجها وقطعتم أواصرها أو تريدون فعل ذلك بعبارة لا تشبه هذا الشعب العظيم (الجلابة، دولة ٥٦،النخب النيلية، أبناء الشمال ),وغيرها من المفردات التي أدخلت على القاموس السوداني بواسطة المليشيا وقادة (تقزم) عليهم اللعنة.

*التنسيقيات الآن تجوب السودان بعرضه وطوله وقريبا ستصلكم أينما كنتم وهذا وعد.