
الفاشر… حصن الصمود في وجه العاصفة
شئ للوطن _ م.صلاح غريبة
*تُعتبر مدينة الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور، أكثر من مجرد مدينة؛ إنها رمز للصمود والتحدي في وجه العواصف التي تهب على السودان، لقد أثبتت الفاشر عبر سلسلة من المعارك الشرسة، أنها قلعة حصينة لا تُقهر، وأن أهلها أصحاب إرادة حديدية وعزيمة لا تلين.
*لم تكن المعارك التي خاضتها الفاشر مجرد اشتباكات عسكرية عابرة، بل كانت معارك مصيرية تحدد مستقبل السودان، فقد استهدفت مليشيات الدعم السريع، بدعم من قوى إقليمية ودولية، قلب السودان، واختارت الفاشر لتكون ساحة المعركة الحاسمة، ولكن أهل الفاشر بدعم من القوات المسلحة السودانية، صمدوا في وجه هذه الهجمات الشرسة، وحولوها إلى انتصارات مدوية.
*أسباب الصمود الأسطوري للفاشر تتمثل في وحدة الصف، فتمكن أهل الفاشر بفضل وعيهم العميق بالمخاطر المحدقة ببلادهم، من تجاوز الخلافات والتماسك كجبهة واحدة في مواجهة العدو المشترك، والتضحيات الجسام، فقدم أبناء الفاشر أرواحهم ودمائهم فداءً للوطن، ولم يترددوا في التضحية بكل ما يملكون من أجل حماية مدينتهم وأرضهم، وحظيت الفاشر بدعم شعبي واسع من مختلف أنحاء السودان، مما زاد من عزيمتها وقوتها، كما لعبت القيادة المحلية دوراً محورياً في توجيه المقاومة وتوحيد الجهود، مما ساهم في تحقيق الانتصارات المتتالية.
*وكان إيمان أهل الفاشر بقضيتهم العادلة، وقناعتهم بأنهم يدافعون عن حقهم في العيش بسلام وكرامة، هو الدافع الأساسي وراء صمودهم الأسطوري.
*أهمية الفاشر في المعركة الشاملة تتمثل في حماية الوحدة الوطنية، والفاشر تمثل خط الدفاع الأول عن وحدة السودان، فهي تمنع أي محاولة لتقسيم البلاد أو زرع الفتنة بين أبنائها، وتحمي الفاشر ثروات السودان الطبيعية، وتمنع الاستيلاء عليها من قبل قوى خارجية تسعى إلى نهب خيرات البلاد، ويؤدي سقوط الفاشر إلى انتشار الفوضى والعنف في المنطقة، مما يهدد الأمن والاستقرار في السودان بأكمله.
يجب على الإعلام السوداني أن يقوم بدور حيوي في تسليط الضوء على بطولات الفاشر، ونقل الصورة الحقيقية لما يحدث على الأرض. كما يجب أن يكشف عن المؤامرات التي تحاك ضد السودان، وأن يبين للعالم أجمع حقيقة ما يجري.
*إن صمود مدينة الفاشر هو ملحمة بطولية ستسجلها كتب التاريخ، وستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة، يجب على كل سوداني أن يفتخر ببطولات أهل الفاشر، وأن يساهم في دعمهم بكل ما يستطيع.