آخر الأخبار

حينما يختزل الوزير دور وسائل الإعلام في شخصيات محددة

أصداء من الواقع ومستقبل واعد

دكتور مزمل سليمان حمد

 

*في ظل التطور التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم، أصبحت وسائل الإعلام تلعب دورًا حيويًا في تغطية الأحداث الهامة والفعاليات العالمية. ومن هذه الأحداث، مشاركة السودان في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث يمثل هذا الحدث أهمية كبيرة ليس فقط للسودان ولكن للعالم أجمع.

*مؤخرًا، تداولت وسائل التواصل الاجتماعي صورة للوزير خالد الإعيسر وهو يحمل هاتفه أثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقد أثارت هذه الصورة الكثير من التساؤلات والانتقادات، خاصة بعد أن علق الوزير على هذه الصورة بقوله إنه كان يهاتف قيادات الإذاعة والتلفزيون وسونا للاطمئنان على نقل خطاب رئيس الوزراء.

*ما يثير الدهشة هنا هو طريقة تعامل الوزير مع وسائل الإعلام، حيث يبدو أن دور وسائل الإعلام قد اختزل في شخصيات محددة، دون أي تنسيق مسبق مع الهيئات الإعلامية الرسمية في السودان. ففي العادة، تتولى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ووكالة السودان للأنباء مهمة إرسال فرق تغطية إعلامية متكاملة إلى مثل هذه الفعاليات الهامة، حيث تقوم هذه الفرق بتغطية الحدث بشكل كامل وشامل.

*السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: كيف سيتم نقل هذه الفعالية بالشكل المطلوب دون وجود تنسيق مسبق مع وسائل الإعلام الرسمية؟ وما هو الاطمئنان الذي يقصده الوزير في هذا السياق؟ هل هو اطمئنان على نقل الحدث بشكل كامل واحترافي، أم أن هناك أجندة أخرى؟

*إن ما حدث يثير الكثير من الشكوك حول قدرة الحكومة على إدارة الشؤون الإعلامية بشكل فعال، خاصة في ظل الظروف الحالية التي تتطلب تعاملًا دقيقًا واحترافيًا مع الإعلام. يبقى السؤال مطروحًا: هل يمكن أن نرى تحسنًا في طريقة تعامل الحكومة مع وسائل الإعلام في المستقبل؟ أم أننا سنظل نرى مثل هذه الأخطاء التي تؤثر على صورة السودان في المحافل الدولية؟

*إن الإجابة على هذه الأسئلة سيكون لها تأثير كبير على مستقبل التعامل الإعلامي في السودان. ومن المهم أن تتبنى الحكومة استراتيجية إعلامية واضحة ومحترفة، تركز على بناء جسور الثقة مع وسائل الإعلام، وتوفير المعلومات الدقيقة والشفافة للجمهور. كما يجب على الحكومة أن تدرك أهمية الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في تشكيل الرأي العام، والعمل على تعزيز هذا الدور من خلال التعاون البناء والمنتظم مع وسائل الإعلام. وبالمناسبة الأخ الكريم الفاضل الوزير خالد الاعيسر.. إلى متى يظل احتكار العمل على أفراد بعينهم في الإذاعة والتلفزيون وسونا بينما المئات من الكوادر المؤهلة والمدربة محرومة من ممارسة مهامها ونشاطتها؟إلى متى؟ بالمناسبة هناك أشخاص نزلوا المعاش الاجباري ولا زالوا يمارسون العمل؟عن اي عدالة ومهنية نتحدث؟

*ختامًا، إن طريقة تعامل الحكومة مع وسائل الإعلام تعكس مدى احترافيتها وقدرتها على إدارة الشؤون العامة. ومن المتوقع أن تتعلم الحكومة من هذه الأخطاء وتعمل على تحسين تعاملها مع وسائل الإعلام في المستقبل.

*وفي هذا السياق، يتعين على الحكومة أن تضع خطة إعلامية متكاملة تركز على الشفافية والوضوح، وتوفير المعلومات للجمهور بشكل دقيق ومباشر. كما يجب عليها أن تعمل على بناء علاقات قوية مع وسائل الإعلام، وتقديم الدعم اللازم للصحفيين والإعلاميين لتغطية الأحداث الهامة بشكل احترافي.

*ومن خلال العمل الجاد والتعاون البناء، يمكن للحكومة أن تبني جسور الثقة مع وسائل الإعلام، وتضمن تغطية إعلامية فعالة ومحترفة للأحداث الهامة في السودان.